رياض الصالحين والاحبه فى الله
رياض الصالحين والاحبه فى الله
رياض الصالحين والاحبه فى الله
رياض الصالحين والاحبه فى الله
رياض الصالحين والاحبه فى الله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

رياض الصالحين والاحبه فى الله

رياض الصالحين موقع لكل مسلم على مذهب أهل السنه والجماعة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 


 

 العقاب البدنى تحت المجهر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ساجده لله

ساجده لله


عدد الرسائل : 1537

العقاب البدنى تحت المجهر Empty
مُساهمةموضوع: العقاب البدنى تحت المجهر   العقاب البدنى تحت المجهر Icon_minitime1الجمعة 1 أبريل - 16:50:42

العقاب البدني تحت المجهر
سعيد بن محمد آل ثابت



مقدمة:
أسهم العقاب البدني في محاضن شتى، وعقود متراكمة للتعديل والحد من السلوكيات الخاطئة، وباتت هذه القناعة سائدة عند عدد من المباشرين للعملية التربوية، وقد خاض في هذه القناعة كثير من العقول والأقلام التربوية بين المؤيد والمعارض والمحايد، وقد استمر هذا الجدل ولا زال لاسيما عقب قرار وزارة التربية والتعليم بمنع العقاب البدني وحتى النفسي.
وسوف أتحدث هنا بتجرد وشفافية حول هذه القناعة، وهل لها أصل في شرعنا، وأصولنا التربوية؟ ثم هل سيكون هناك ما يخلف هذا التصرف عبر الحقب القادمة؟.
وأقول أيكون هناك تطبيقات تشابه هذا العقاب من حيث التبعات والعواقب؟ وأخيراً هل الخير في البقاء على هذا العقاب السائد؟ أم هناك بدائل أخرى؟.
مسوغات ودوافع:
1- حديث الضرب على الصلاة لعشر سنين، عن عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: ((مُرُوا أَوْلَادَكُمْ بِالصَّلَاةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرٍ وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ)) قال الشيخ الألباني في صحيح سنن أبي داود [2 / 401]: وهذا إسناد حسن. ا. هـ. "وإن كان هناك نظر عند بعض المحدثين في إسناد الحديث على طرقه المتعددة".
ولكن نلاحظ أن البعض من خلال هذا النص النبوي اعتمدوا عليه كمنهج للعقاب البدني على أي وجه، وكيفما شاء، ولأي سلوك خاطئ، وهذا مخالف لحقيقة النص، لأسباب منها:
- الأمر المتعلق به هو الصلاة، وكون الصلاة هي عمود الإسلام، والصلاة الفريضة ركن قائم على الصغير والكبير والذكر والأنثى والحر والعبد، فقد أورد المصطفى - صلى الله عليه وسلم - الوسائل التي تكون حتي يُباح الضرب "التربوي بلا شك"، والوسائل تقوم على أمور منها "التدرج الاستمرارية - الصبر المتابعة والتحفيز".
ولو عد الإنسان عدد الصلوات طيلة الثلاث السنوات التدريبية إذا افترضنا السنة فيها (360) يوماً لتكن المعادلة: 360 (يوماً في السنة) *3 (عدد السنوات التدريبية) = (5400) صلاة.
وبالتالي شُرع الضرب بعد هذا الكم من الهائل من التعليم والتدريب والصبر في ذلك، على أن يكون حتى ضرباً ليس مبرحاً، ولا يعُبر عن غضب وانتقام، وفيه الإيلام غير المؤذي، ومن هذا المنطلق نجد أننا مكابرين إذا استمررنا نجور على أبنائنا الطلاب بالعقاب البدني تحت هذا النص.
2. حديث تعليق السوط، قال - صلى الله عليه وسلم -: ((علقوا السوط حيث يراه أهل البيت)) (حسن)، السلسلة الصحيحة [3/ 431]، ويعني التلويح بالعقوبة من وسائل التأديب الراقية.
ولذلك جاء بيان السبب من تعليق السوط أو العصا في البيت، وفي رواية أخرى قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((علقوا السوط حيث يراه أهل البيت، فإنه لهم أدب))(حسن)، السلسلة الصحيحة[3/ 432].
ورؤية أداة العقاب معلقة يجعل أصحاب النوايا السيئة يرتدعون عن الأخطاء، والسلوكيات المقيتة، وبالتالي يكون رادعاً لهم عن الزيغ، باعثاً لهم على التأدب والتخلق بالأخلاق الفاضلة، قال المناوي - رحمه الله - (1): ((علقوا السوط حيث يراه أهل البيت)) فيرتدعون عن ملابسة الرذائل خوفا؛ لأن ينالهم منه نائل، قال ابن الأنباري: لم يرد به الضرب به لأنه لم يأمر بذلك أحد "وفي هذا نظر سوف آتي عليه لاحقاً"، وإنما أراد لا ترفع أدبك.
والضرب ليس هو الأصل أبداً، ولا يلجأ إليه إلا عند استنفاد الوسائل الأخرى للتأديب، أو الحمل على الطاعات الواجبة، كما في قوله - تعالى -: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً)النساء34، ومثل الحديث السالف: ((مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر... )).
أما استعمال الضرب دون الحاجة فإنه اعتداء، وروى مسلم في صحيحه عن فاطمة بنت قيس: أن زوجها طلقها، فأمرها رسول الله أن تعتد في بيت ابن أم مكتوم، وقال: ((إذا حللت فآذنيني))، قالت: فلما حللت ذكرت له أن معاوية بن أبي سفيان وأبا جهم خطباني، فقال رسول الله: ((فأما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه، وأما معاوية فصعلوك لا مال له، انكحي أسامة بن زيد))، قالت: فكرهته، فقال: ((انكحي أسامة، فنكحته، فجعل الله فيه خيرا، واغتبطت به)).
فانظر إلى ما كان يكرهه النبي - صلى الله عليه وسلم - من صفات الرجل لاسيما صفة أبي الجهم، ورسول الله لا ينطق عن الهوى، أما من يرى عدم استخدام الضرب مطلقاً فرأيه خاطئ يخالف النصوص الشرعية إلى حد ما لاسيما في الحدود الشرعية، وما أوصى به الشرع الحنيف لتأديب المرأة، وتعليم الولد الصلاة، ولكنها على الترتيب كما ورد.
3. الحدود الشرعية المقامة على أصحابها، ومنها الجلد، وكلنا يعلم أن منها ما أنزله الوحي، ومنها ما يكون تعزيراً، وكلها ليست في حق المربي أياً كان، وإن التزم البعض في ذلك فلا يزيد على ثلاث، ولا يجرح، ولا يضرب في الوجه، قال ابن خلدون: "وقد قال محمد بن أبي زيد في كتابه الذي ألفه في حكم المعلمين والمتعلمين: "لا ينبغي لمؤدب الصبيان أن يزيد في ضربهم إذا احتاجوا إليه على ثلاثة أسواط شيئاً" (2).
4. كثرت شكوى المعلمين في العقود الأخيرة من انخفاض مستوى ما يلقونه من تقدير واحترام، ومن ثم تدني مستوى مكانتهم في نفوس طلابهم، وبالتالي تنخفض هيبة المدرسة أو المحضن التعليمي، وحين نبحث "بحياديه" في صميم هذا نجد أن للمعلم دور بارز في ذلك، فأنت ترى المعلم حين يتسم ببعض الصفات هي بلا شك باعثة جمهور المتربين على التمرد، والفوضوية، ومن ذلك ما ذكره الدكتور عبد الكريم بكار في تعديده صفات من يتضرم من المعلمين جراء انخفاض مستوى هيبتهم ومكانتهم (3): "تماسك شخصية المعلم ومدى سيطرته على انفعالاته. ومن المعروف أن كثيراً من هيبة المعلم يمسي موضع تساؤل نتيجة كثرة ضحكه وسرعة غضبه وتدني سوية اهتماماته".
- الموانع والتبعات:
1. روى الترمذي وغيره عن أنس -رضي الله عنه- أنه قال: "خدمت النبي -صلى الله عليه وآله- عشر سنين، فما ضربني، ولا سبني، ولا عبس في وجه"، إن في هذه الحديث قمة البلاغة التربوية، والتي تنصت معها أسماع المربين النابغين، ولقد تجاوز المصطفى - صلى الله عليه وسلم -كل إشكاليات العقاب البدني والنفسي حتى أصبح مع فتاه الذي عاش معه عشر سنين يضرب أروع النماذج في التعامل، وإن من أراد أن يكون كذلك ما عليه سوى أن يُقرر ابتداءً ثم يخلق جميع الفرص للسير مع هذا المنهج الرفيع الذي لا يزيد المربي إلا قبولاً وتواضعاً.
2. وجود البدائل التي تحول دون العقاب البدني، ومن ذلك ما يُسمى بـ"التعزيز السلبي"، والذي يقضي على السلوك السلبي من خلال فعل يؤمر به المتربي، أو يُمنع منه، ومن أمثلة ذلك:
- الحرمان الجزئي مما يستهويه المتربي، ويُحبذ ماله علاقة بالسلوك كمن تأخر مع زملائه ليلاً فُيمنع من مسامرتهم ليلة قادمة، أو من تأخر في إحضار عملٍ ما فإنه يؤخر من الخروج للفسحة الدراسية، أو غير ذلك.
- الهجر التربوي، والذي نأخذ آدابه من فعل المصطفى - صلى الله عليه وسلم - مع الثلاثة الذين تخلفوا عن غزوة تبوك، فلم تزد المدة عن خمسين يوماً، ولم يتعرضوا لأذى، وكان هجراً مؤلماً حتى لم يكد يُعرف في المصطفى - عليه الصلاة والسلام - أرد السلام أم لا؟.
3. كره الطالب للمحضن التعليمي، واشتعال نار الحقد والكره، و بناء حاجز بين الطالب وتحصيل الفائدة من المربي.
4. اضطراب الشخصية لدى المتربي، ويجعله خائفاً وجلاً حتى ولو لم يُذنب.
5. خنوع النفس وسهولة التبعية جراء التهديد، سواءً في مرحلته الحالية، أو في مستقبله، وهو ما نراه في بعض من هُتك عرضه فقد رجعت بعض الأسباب لأنه كان ضعيفاً في الشخصية ينهزم مباشرة حين يهدد.
6. ضعف البنية الجسدية، وقد يتسبب في بقاء بعض الآثار البدنية والتي ربما تسبب تشوهاً في الأعضاء، بل إتلافها.
7. تعلق المربي بهذا العمل وإهمال الإبداع في القضاء على حل المشكلات، وإدارة المواقف والأزمات.
* يقول الدكتور بكار معلقاً على ممارسة العقاب البدني (4): "إن ضرب المعلم للطالب ينافي جوهر العلاقة التي ينبغي أن تقوم بينهما، وهي علاقة حب واحترام وتقدير وامتزاج روحي، وإن الأصل أن يمتلك المعلم القدرة المهنية التي تمكنه من تقويم اعوجاج الطلاب، وحملهم على القيام بواجباتهم دون اللجوء إلى الضرب أو التهديد بعقوبة جسدية قاسية. وعلينا أن نعتبر كثرة لجوء المعلم إلى هذه الأمور دليلاً على نقص في كفاءته المهنية، ونقص في قدرته على إدارته للمشكلات والمعضلات، بل دليلاً على ضعف عام في شخصيته.
وعلينا أن نحكم مرة أخرى على المعلم الذي يعجز عن تصحيح مسار طلابه من غير اللجوء إلى الضرب أو الضغط النفسي بأنه قد قطع الطريق على إمكانية قيام علاقة حميمة بينه وبين كثير من طلابه، وأنه بسبب ذلك فقد الكثير من فاعلية أدائه التعليمي".
- المرادفات والتطبيقات المشابهة؛ سنورد بعضاً من الوسائل والطرق التي تعود على الطالب بما يعود به العقاب البدني، وهو ما يُسمى ب"العقاب النفسي"، وربما أثره لا يزول كما يزول البدني:
1. التهكم والسخرية، والاستهزاء بالذات، وربما بالذوق، وليعلم كل منا أن تسفيه الذات وتهميشها هو القنبلة الناسفة للشخصية الإيجابية.
2. التشهير، والتوبيخ العلني، ومن آثاره عدم بث روح الرجعة عن الخطاْ، والرجوع عن السلوك السيئ، بل يُضيف عزماً وقوة أشد في المضي فيما هو عليه، إذ لسان حاله يقول: ماذا أستفيد من تعديل سلوكي، وقد عرف الجميع ذلك.
3. المقارنة بينه وبين أقرانه وإخوته، هذا يجعل الحسد والبغضاء والأنانية واستنقاص الأصدقاء والمضي في الخطأ خلقاً دائماً في نفس الطالب أياً كان إلا ما رحم الله-.
4. الرسائل السلبية (أياً كانت)، والتي توحي بعضها إلى جلد الذات، واحتقار الإنجاز، وضعف الإرادة في التغيير، وطغيان السلبية.
- إشارات:
1. علينا دائماً أن نحكم على الخطأ من جهة عقلية وعلمية، وهنا بعض المحددات:
- يوجد العمر الزمني، والعمر الذكائي، وهناك البالغ والطفل، وهناك الذكي والأبله أو الغبي، وكل أولئك له طريقته وأسلوبه، وأنت معه لا بد لك طريقتك وأسلوبك، فمنهم من يحتاج التكرار والتأكيد، ومنهم من لا يؤاخذ في الأصل، ومنهم من يكون خطأه مقبولاً في مرحلته التي يمر بها كحب التملك عند الأطفال، وإظهار الذات عند البالغين، وهكذا.
- فرق بين الخطأ المكرر، والخطأ الأول، و بين المكرر المقصود، وبين الأول المقصود، وهناك أيضاً جوانب في الاعتبار كالنسيان، و الجوانب النفسية عند المخطئ (5).
- مراعاة الحالة الاجتماعية، فربما كان المسؤول عن بيته، وربما هو المدلل الوحيد، وربما يكن يتيماً، وربما كان يعاني ممن مرض مزمن، كمن منع أحدهم من الذهاب لدورة المياه لتكراره المستمر عليها، وقد انصدم كثيراً حين علم أنه مصاب بمرض السكر.
- الخطأ المتعدي والخطأ الفردي، والخطأ المشاهد والخطأ المخفي أو غير المشاهد.
2. إن وجود محفزات ووسائل ترغيب لدى المربي تربو عن الممنوعات تخلق فرصاً كثيرة ليُحقق نصيباً هائلاً من العمل على الترغيب، وربما في أحيان ضيقة على التعزيز السلبي.
وأذكر تجربة لي سابقة حين جعلت في قاعة الدرس جزءًا لألعاب الذكاء والمرح، وخصصت فترات لها أثناء الحصة الدراسية لمن يُحقق إنجازًا أو يأتي بالعمل الكلف به في الوقت المحدد وقد استفدت منها فائدة جمة في جوانب عدة منها خلق روح التنافس، وإقصاء جانب العقاب والتهديد، فكانت الدائرة تحيط بالترغيب والتحفيز، بل وأسهمت كثيرًا في اكتشاف مواهب وقدرات صاعدة من الطلاب قد حُكِم على بعضهم بالغباء وعدم القدرة على مواصلة الدراسة.
3. محاولة التدرب على كظم الغيظ، وضبط النفس لاسيما في المواقف الحرجة، يقول الدكتور محمد الثويني (6): "فالمربي بالذات يدرب نفسه على التعايش مع المواقف لتكون ردود فعله متلائمة مع ما يقتضيه الموقف، ففي كل الأمور هناك تدريب... لكن ليس هناك تدريب على الانفعالات. لذا من الممكن أن نجد شخصاً مؤهلاً لأن يخطط لدولة بينما يقف عاجزاً أمام انفعالاته فلا يستطيع أن يتحكم بها، فنحن لا نستطيع أن نتحكم بانفعالاتنا السريعة، ولكن بإمكاننا أن نوجهها عن طريق الوقاية والخبرة، والتدريب... فقد تجد أن 10% من انفعالات المربي المبدع تكون انفعالات سريعة، و10%تكون انفعالات متمالكة، و80%من انفعالاته متزنة، ويكون ذلك عكس عامة الناس التي تكون 90% من انفعالاتهم سريعة".
4. إضافة جو الدعابة والمرح تسهم كثيراً في إزالة الأجواء المشحونة والملتهبة، يقول الدكتور بكار: "هناك دراسات وتجارب عديدة مر بها بعض المدرسين؛ تدل على إن إضفاء جو الدعابة والمرح والطرفة على الجو التعليمي يعود بآثار إيجابية جدًًّا على أمزجة الطلاب، وعلى قابليتهم للتعلم وحبهم للمدرسة والدراسة، وتفريج الكروب العصبية والنفسية، وزال الفوارق الاجتماعية، بالإضافة إلى مساهمتها في تثبيت المعلومات، وتحبيب الطلاب في المواظبة".
5. إننا لا ننفي مساهمة العقاب البدني في علاج بعض الحالات السلوكية، ولكن حين يُقنن ويكون موجهاً لسلوك يحتاج العقاب بالفعل، و قد بذل المربي ما في وسعه الذهني والزمني في البحث حول الحلول والأفكار لتعديل هذا السلوك أو تهذيبه، ولكن ما نشاهده اليوم من ممارسات لهذا العلاج تجعلنا لا نؤمن بفعاليته أبدًا.
وقد رأينا ما يندى الجبين له من مشاهد تفت الفؤاد، وأذكر أني في أحد المدارس "المرحلة المتوسطة" رأيت جل المعلمين إن لم يكونوا كلهم يحملون في أيديهم العصي، ولا أكاد أجد معلماً إلا وهو آخذ برفع عقيرته ليسكت هذا، ويجلس هذا، ومن ثم يستمع بداية الحصة الدراسية للأسماء التي يمليها عليه "عريف الفصل" جراء الحركة التي أحدثوها في الخمس الدقائق "وهي بطبيعة الحال من حقوقهم المرتهنة"، فيُنزل بهم العقاب الشديد والأليم، وربما كان لخطئه هو فلربما كان متأخرًا عن الحصة أو غيرها، فأقول لا يشعر أحد أني أُنكر شرعية العقاب البدني، وفاعليته، ولكني هنا أدعو إلى ممارسة الترغيب والثواب، وتصحيح الخطأ بالوسائل المتاحة حتي يُباح لنا أمام الله - عز وجل - العقاب فيما بعد.
- وأخيراً.. أقول: إن من يهمه أمر التغيير والتأثير، والرقي بالطالب والمتربي سيهمه أمر الثواب والعقاب، وهذا فصل في مادة التربية لا يسقط أبدًا، وهو بالتالي سيكون على درجة عالية من الاهتمام والشعور بالطالب، والبحث عن الدوافع المعينة له في سير حياته.
ومن ثم يحرص كل الحرص على اجتناب كل ما يضر هذا المتربي، وما قد يعرقل عجلة حياته بأسباب نفسية، أو صحية.. قد لا يروق مثل هذا الموضوع لبحث الحريصين كما رأينا بعض ردود الفعل في بعض اجتماعاتنا ومنتدياتنا.
والبعض الآخر يعتبرها خطوة جريئة و صعبة في نفس الوقت حين يقرر عدم استخدام العصا في التأديب، و يسره ما قد يجده من الطلاب من بكاء وعويل واستجداء لهذا المعلم المحترم ريثما يتنازل عن حقه الخاص الذي ربما كان هو السبب الأول في خوضه تجربة العقاب البدني.
وأقول: لنصحح أولاً من صياغتنا لهدفنا التربوي والتعليمي مع أبنائنا حتى تصحح المفاهيم لدينا تبعاً لذلك، وأدعو مربي الأجيال إلى التناغم والتفاهم مع المتربي النجيب، وخلق التصور الإيجابي المحمود تجاه كل متربي سواء ظهر السوء منه أو الخير، وحينها سوف يبدو في ناظرنا أخاً و ابناً نصبر على خطئه، ونساعده في تصحيحه بعيدًا وبعيدًا ثم بعيداً عن العقاب البدني.
__________
(1) "فيض القدير" (4/325)، للإمام عبد الرؤوف المناوي.
(2) نقلاً من "كتاب: نحو تربية إسلامية راشدة" (ص96)، لـ: د/محمد موسى الشريف.
(3) "بناء الأجيال " (ص)148، للدكتور عبد الكريم بكار.
(4) المصدر السابق (ص 174-175).
(5) للاستزادة انظر: "الأساليب النبوية في التعامل مع أخطاء الناس" لمحمد صالح المنجد.
(6) باختصار "الأسرار التسعة في تربية الأبناء" (ص 72 -74)، للدكتور محمد فهد الثويني.
(7) بتصرف المصدر السابق (ص173-174)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.moslemalmasry.own0.com
 
العقاب البدنى تحت المجهر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
رياض الصالحين والاحبه فى الله  :: رياض الاخوات الصالحات :: رياض الصالحات-
انتقل الى: