قال الله تعالى: ﴿فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ ﴿7﴾وَخَسَفَ الْقَمَرُ ﴿8﴾وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ ﴿9﴾يَقُولُ الإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ﴾
.
ففي هذه الآيات وصف لبعض أحوال ذلك اليوم، ببيان ما يكون فيه شأن ذلك المنكر... في هذا اليوم الرهيب، ينكشف للأرواح مشهد الجبروت الأعظم، فيشغل كل نفس ما يصيبها من هيبة الجلال الإلهي، وتود لو نجت بنفسها فهي تفر من كل من تتوهم أنه يتعلق بها، ويطلب معونتها، فيتوارى كل امرئ من أخيه وأمه وأبيه، وصاحبته التي هي الصق الناس به، وقد دافع عنها في حياته.
قال الله تعالى: ﴿يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ﴿34﴾وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ﴿35﴾وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ﴿36﴾لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ﴾.
فمن كان في الحياة الدنيا طالبا للحق لا تحجبه عن الاعتبار غفلة ولا يبتعد عن الامتثال لأمر الله لحظة، ولا يقتدي إلا بالرسول الله الكريم، فما الذي يلاقيه إذا جاءت الصاخة؟
سوف يطمئن إلى ما عرف، وتسكن نفسه إلى ما ألف يتهلل وجهه ويضحك ويستبشر،
قال الله تعالى: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ ﴿38﴾ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ﴾.
أما من رضيَّ جهله وشغل نفسه بالجدل، والتمس الحيل لتقرير الباطل وترويج الفساد، وخالف الدين، فهو يقترف الفواحش، من كان هذا شأنه فماذا يكون حاله يوم الطامة الكبرى؟
قال الله تعالى: ﴿وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ﴿40﴾تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ﴾
أي يعلوها الغبار ويغشاها السواد، وقد يكون الغبار غبار الذل، والسواد سواد الغم والحزن.
فإذا كان يوم القيامة لا مفر منه، وأن الحساب واقع لامحالة، وأن أهوال هذا اليوم لا يطيقها أحد من الثقلين، فالنجاة في هذا اليوم لا تتحقق إلا للسعداء الذين أسعدهم الله برحمته وتجاوزلهم عن سيئاتهم، والذين فزعوا إلى تطهير النفس بتذكر عظمة الله وغيرته والتمسوا عفوه ورضوانه.
فان::::
المرء ليس بصادق في قوله ******* حتى يؤيد قوله بفعاله