( وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيِقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ مِنكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ )
كان شديد الحرصِ على حضورِ مجلس الرسول ( صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ) ، ولم يكن هذا الحرص من أجل أنْ يستزيد علماً أو وعياً، وإنما من أجلِ أنْ يطلع على مخططات المؤمنين، وأوضاعهم، وتحركاتهم… ولهذا فقد كانت الأنباء تتسربُ، من خلالِهِ إلى المنافقين وأعداء الدين.
واستمرَّ الحالُ على هذا المنوال، رُغم أنّ المسلمين كانوا يحرصون على السرية والكتمان، فيما يخططون، لمواجهة مؤامرات الأعداء وإحباطها ، ولخطورةِ الأمر جاءَ التسديدُ الإلهي للمسيرة الإيمانية، بنزول الوحي من السماء، ليخبر الرسول القائد (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) بذلك (المنافق) الذي دسَّ نَفْسه في صفوف المؤمنين وتألّمَ الرسولُ القائد لتلك الحال … فاستدعاه لاستجوابه، عما يقوم به من تسريب للمعلومات، وفضحٍ للمخططات وما أن سَمعَ (المنافق) حديث الرسول معه، حتى راح يُقسم بأغلظ الأيمان، بأنهُ لم يفعل ذلك أبداً، وإنَّ حضوره في المجلس لم يكن إلا من أجلِ التبرِّك والاستماع إلى التعاليم القيمة وأن ما يذاع عنه مجردُ إشاعات واتهامات باطلة يطلقها المغرضون الذينَ يهدفونَ إلى تشويه سمعة المؤمنين العاملين المخلصين !!
ولكن الرسول القائد (صلى اللّه عليه وآله وسلّم) أخبره بأنْ هذه الأنباء قد جاءَ بها الوحي من السماء!.
فقال رسول اللّه : قد قبلت منك فلا تفعل ، فرجع إلى أصحابه فقال : إنّ محمداً أُذن أخبره اللّه أني أنمّ عليه وأنقل أخباره، فقبله ، وأخبرته أني لم أقل ولم أفعل فقبله ; فنزلت هذه الآية : ( وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيِقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ مِنكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ )