الإحــــــــــــــــــرام الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين .
أما بعد..أحبتي في الله ..
الإحرام .....
وهو أول النسك عندما يمر الحاج من الميقات ومواقيت الحج هي*
ذو الحليفه لاهل المدينه* ~*
والجحفه لاهل الشام والمغرب* ~ *
ويلملم لاهل اليمن* ~ *
وقرن المنازل لاهل نجد * ~ *
وذات عرق لاهل العراق واهل المشرق*
وهذا لايعني ان كل ميقات لا يجوز الاحرام منه الا لأهله بل هو ميقات لكل من يمر منه كما لو مر أهل اليمن من ميقات أهل نجد فان ذلك جائز
-*واهل مكه يحرمون منها للحج ويحرمون من الحل للعمرهعندما يمر الحاج من الميقات فإنه يحرم والإحرام هو (
نية الدخول في التحريم )لذلك يجب أن ينتبه الحاج أن الإحرام ليس لبس ملابس الاحرام وإنما هو
نية الدخول في النسك بحيث يصبح محرما عليه بعض ما كان حلالاوعند الإحرام من الميقات
استحضري أن لحظة الإحرام من أهم الأوقات في تلك الرحلة لأنها البداية. ولأنها البداية ، فَتَحَرَّ
الإخلاص بأقصى ما تستطيع من جهد . ونَقِّ قلبك من أيِّ مُرَادٍ سوى الله . واستحضر وأنت تحرمين من الميقات أن الله عز وجل قد حد حدودا وشرع شرائع وأمر الناس بالتزامها ، ووقوفك في الميقات للإحرام مظهر من مظاهر بيعتك ومعاهدتك لأحكم الحاكمين.
فاحرص على أن تخضع لشرعه وأوامره وتلزم حدوده وتحترم جناب ما أمر فتأتيه ، وما نهى عنه فتجتنبه من بداية الرحلة لنهايتها . وبعد الرحلة وفيما بقى لك من حياة .
و لا تنسي أختاه :
إحرام القلب قبل إحرام الجسد : فعند النية للحج
،لابد أن يحرم القلب ابتداء بتوبه نصوح قبل الجسد، فكما يخلع الجسد ملابس الدنيا للإحرام ويلبس ملابس الآخره فلابد أن يخلع القلب هم الدنيا ، ويلبس هم الآخره ، ويتخلى من ذنوبه وشهواته ، فلا تصرف القلب أثناء العمره الصوارف ، ولاتقطعه عن الله القواطع.....و إليك أختاه بعض أسرار الإحرام 1_
الإحرام يعني نيتك الدخول في مناسك الحج أو العمرة، أو بهما معًا، وهذه النية ينبغي أن تحملك على حصر ذهنك، وحضور قلبك، واستجماع نفسك حتى تؤدي حجك بخشوع لا يعتريه شرود، وإخلاصٍ لا يزاوله شك، وهذا أشبه ما يكون بحال المصلي الخاشع في صلاته.
2 _
الإحرام يزهدك في الدنيا، ويرغبك في الآخرة؛ فاغتسالك للإحرام يذكرك بغُسل الموت، والتفافك بثوبي الإحرام يذكرك بالكفن.
3 _
الإحرام تعظيم لمقام الملك جل جلاله، ألا تدخل بيته أول قدومك عليه إلا بلباس هو يشترطه.
4-
الإحرام في هذه الملابس وفرضها على كل من أحرم بالحج أو العمرة شعور بأن الناس سواسية أمام الله عز وجل ، فكلهم غنيهم وفقيرهم ، صغيرهم وكبيرهم، الأمير و الوزير، العامل والحقير، الكل قد كشف عن رأسه خضوعا و إذعانا لذي الجلال، لا يتميز أحد عن أحد،
الكل قد خلع إسم دكتور أو مهندس أو وزير أو عامل أو أمير، وخضع الكل لإسم عبد، وهذا من أجلِّ ما في الموقف.5-
الإحرام بمنعه إياك من بعض المباحات _ كالتطيب، وقص الشعر أو حلقه، وإتيان الزوجة _ يدربك على التعايش مع الظروف الصعبة بلا قلق ولا ضجر؛ كما يعينك على اجتناب المحرمات؛
لأن من صبر على ترك المباح كان على ترك الحرام أصبر.
6_
الإحرام يقوي فيك المكابح ضد نزوات النفس، وسقطات اللسان، وأذى الجوارح؛ فالمُحرِم منهي عن الرفَث _ حتى مع الزوجة _ وعن الجدال بالباطل، وعن الفسوق أيضًا؛ إذ عليه أن يضبط انفعالاته؛ لئلا يؤذي أحدًا من إخوانه، وإذا كان المحرم منهيًّا عن أذى نبات الحرم، وحيوان البر، فكيف يصلح له أن يؤذي أخاه المسلم؟! وفي ذلك كله يقول الله :
﴿ (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ) ﴾(البقرة:197).
7_
الإحرام يفرض على الأغنياء مدة إحرامهم لونًا من حياة الفقر والتقشف؛ حتى لا ينسوا من فضلهم أولئك الذين لا يتجاوز لباسهم في أحسن الأحوال لباس المُحرِمين، ولا يعرف التطيب أو التنعم إلى أجسادهم سبيلاً.
8-
الإحرام تربية شديدة دقيقة لتتعلمي الطاعة المطلقة بدون تدخل العقل في أوامر الله، فممنوع في الإحرام لبس ساتر خاص غير الإزار لحفظ العورة المغلطة .._.و بالنسبة للمرأة ممنوع لبس النقاب أو القفاز_ ....و كذلك ممنوع الطيب ، ممنوع قص الشعر، الصيد
التلبيــــــــــــــــــــــــــةالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين .
أما بعد..أحبتي في الله
لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد و النعمة لك والملك لا شريك لك .إن شعار الحاج منذ إحرامه إلى حين رمي جمرة العقبة والحلق: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك.
كثير من الناس يردد هذه التلبية ولا يفهم معناهاومعنى التلبية:
أنني خاضع لك، منقاد لأمرك، مستعد لما حملتني من الأمانات؛ طاعة لك، واستسلاماً، دونما إكراه أو تردد..... يا رب جئتك ...استجيب لأمرك، جئت إليك بذنوب العمر....بهموم العمر......بمآسي السنين........بكرب الحياة......جئت إليك وليس لي غيرك.....ومن ذا الذي أذهب إليه سواك؟!......عبادك سواي كثير وليس لي رب سواك........لبيك.ولذلك فالذي يحس هذا المعنى
لا يردد التلبية على إنها نشيد أو أغنية تقال كما يفعل كثير من الناس ، لا ......و
إنما يلبي من قلبه ، بل يلبي قلبه، فقلبه هو الذي يردد "
لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد و النعمة لك والملك، لا شريك لك.
ولذلك فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"
ما من ملبي إلا لبى ما عن يمينه و شماله من حجر أو شجر أو مدر، حتى تنقطع الأرض من هاهنا و من هاهنا."فيصبح هذا الملبي هو مركز الكون، كل ما عن يمينه وشماله يلبي معه، فإستشعار ذلك
يملاء القلب خضوعا وخشوعا للملك جل جلاله .
ولهذا التواضع والتذلل أعظم المنزلة عند الله - عز وجل - إذ هو كمال العبد وجماله، وهو
مقصود العبودية الأعظم، وبسببه تمحى عن العبد آثار الذنوب وظلمتها؛ فيدخل في حياة جديدة ملؤها الخير، وحشوها السعادة.
وإ
ذا غلبت هذه الحال على الحجاج، فملأت عبودية الله قلوبهم، وكانت هي المحرك لهم فيما يأتون وما يذرون؛ صنعوا للإنسانية الأعاجيب، وحرروها من الظلم، والشقاء، والبهيمية.فالذكر هو المقصود الأعظم للعبادات؛ فما شرعت العبادات إلا لأجله، وما تقرب المتقربون بمثله.
ويتجلى هذا المعنى في الحج غاية التجلي، فما شرع الطواف بالبيت العتيق، ولا السعي بين الصفا والمروة، ولا رمي الجمار،
إلا لإقامة ذكر الله.
قال تعالى: )
﴿ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ..( ﴾(الحج: 28).
وقال سبحانه
﴿ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُواْ اللّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِن كُنتُم مِّن قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّآلِّينَ * ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ * فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُواْ اللّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا( ﴾ (البقرة: 198-200).
وفي التلبية إجابة نداء الله -عز وجل-
فارجُي أن تكوني مقبولة، واخشي أن يقال لك: "
لا لبيك ولا سعديك"؛ فكوني بين
الرجاء والخوف مترددة، وعن حولك وقوتك متبرئة، وعلى فضل الله -عز وجل- وكرمه متكلة، وليتذكر الملبي عند رفع الصوت بالتلبية إجابته لنداء الله -عز وجل- إذ قال:
﴿ {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ} ﴾ ونداء الخلق بنفخ الصور، ونشرهم من القبور، وازدحامهم لعرصات القيامة مجيبين لنداء الله، وهذه التلبية شهادة على تجرد النفس من الشهوات والتزامها الطاعة والامتثال.
رؤية بيت الله .....الكعبة بيت النور
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين .
لما أضاف الله عزوجل ذلك البيت إلى نفسه و نسبه إليه بقوله عز وجل لخليله
﴿ وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود ﴾[ الحج:26]
تعلقت قلوب المحبين ببيت محبوبهم , فكلما ذكر لهم ذلك البيت الحرام حنوا، وكلما تذكروا بعدهم عنه أنوا .......فلله درها من رؤية !!....... رؤية البيت ........لحظات كأنها ليست من الدنيا .......
لحظات تتأملي فيها ملكوت الله وعظمته..
لحظات انقطاع عن الدنيا..
تخالط خلجات النفس مشاعر الخوف والرهبة..
لحظة رؤيــــة الكعبة..
لحظة صمت..
وخضوع تام للإله.. وهيبة..لحظات تنهمر فيها الدموع ، ويلهج اللسان بالذكر ..........
ما أعظمك يا ربي..
سبحانـــك يالله..*
بيت خلق من الحجر .......وأضيف إلى الله فصار مغناطيس أفئدة الرجال *
بيت من وقع عليه طرفه بشر بتحقيق الغفران عن ابن عباس رضي الله عنهما ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :"
ينزل على هذا البيت كل يوم مائة وعشرون رحمة : ستون للطائفين ، واربعون للمصلين ، وعشرون للناظرين."
*
بيت من طاف حوله، طافت اللطائف بقلبه، فطوفه بطوفه، وشوطة بشوطة، .....وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان ؟!*
بيت ما خسر من أنفق على الوصول إليه ماله.*
بيت ما ربح من ضن عليه بشيء.*
بيت من زاره نسي مزاره، وهجر دياره.*
بيت لا تستبعد إليه المسافة .*
بيت من صبر عليه فقلبه اقسى من الحجارة.*
بيت ليس العجب من بعد عنه كيف يصبر، إنما العجب ممن حضره كيف يرجع !!!ولله كم في رؤية البيت من نفحات ونفحات ومعاني عطرات عجبا للبيت ......عجبا للكعبة .....أي سر في النظر إليها ....
آيات تحير الألباب ....وجمال ينسيك الدنيا بأسرها ........وجلال دموع العين عنه جواب ........
أي سر بين البيت ودموع العين إذا ما نظرته .....و بين دموعها .....
فاستحضري عظمته في قلبه، واشكري الله تعالى على تبليغه رتبة الوافدين إليه، فكم من أناس تتطلع قلوبهم شوقاً، وترنو أفئدتهم حباً لبيت الله العتيق، ولكن الله تعالى لم يقدر لهم ذلك يتبع