بسم الله الرحمن الرحيــم
ما هو تفسير قوله تعالى: ( يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون)
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقوله سبحانه وتعالى (يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون ) [سورة القلم : الآية 42] هو بيان لبعض ما يكون يوم القيامة ، وأن الله سبحانه يكشف عن ساقه فيسجد له المؤمنون ولا يستطيع ذلك المنافقون . وفي هذه الآية إثبات لصفة الساق لله سبحانه كغيرها من الصفات التي تليق بجلاله ، نؤمن بها لفظاً ومعنىً ونفوض كيفيتها إلى الله سبحانه القائل ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )
والقائل ( ولا يحيطون به علماً )[ طه: 110]
وأما ما ورد عن عباس أنه فسر كشف الساق بمعنى شدة الأمر فهو معارض بما ثبت عن ابن مسعود
أن ربنا يكشف عن ساقه سبحانه ، بل مردود بتفسير رسول الله صلى الله عليه وسلم للآية - وإذا جاء نهر الله بطل نهر عقل - فقد أخرج الشيخان واللفظ للبخاري ، عن أبي سعيد الخدري قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "يكشف ربنا عن ساقه فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة ،
ويبقى من كان يسجد رياءً وسمعة فيذهب ليسجد فيعود ظهره طبقاً واحداً ) قال الشوكاني رحمه الله في تفسير هذه الآية "
قد أغنانا الله سبحانه في تفسير هذه الآية بما صح عن رسول الله عليه وسلم ، وذلك لا يستلزم تجسيماً ولا تشبيهاً فليس كمثله شيء"
فمن ذلك ما أخرجه الحاكم في المستدرك من حديث عبد الله بن مسعود الطويل في الحشر,
وفيه: فبم تعرفون ربكم إن رأيتموه؟ قالوا: بيننا وبينه علامة إن رأيناه عرفناه، قيل: وما هي ؟ قالوا: يكشف عن ساق ،
قال: فيكشف عند ذلك عن ساق .... الحديث قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بهذا اللفظ.
ووافقه الذهبي قائلا: على شرط البخاري ومسلم.
وفي البخاري ومسلم من حديث أبي سعيد: فيأتيهم الجبار في صورة غير صورته
التي رأوه فيها أول مرة فيقول: أنا ربكم فيقولون: أنت ربنا، فلا يكلمه إلا الأنبياء، فيقول: هل بينكم وبينه آية تعرفونه ؟
فيقولون: الساق، فيكشف عن ساق فيسجد كل مؤمن.أخرجه البخاري في التوحيد, وكذلك مسلم في الإيمان,
وورد ذكر هذا في عدة أحاديث مخرجة في الصحاح والسنن والمسانيد والمعاجم والجوامع وغيرها.
انتهى. والله أعلم.
مـــ ماجده ـلآك الروح