أدعية مأثورة تُعين على الثبات
...
عندي ذنوب كثيرة وأدعو الله كل يوم أن يغفر لي ولكن الدنيا تأخذني ولا أعلم ماذا أفعل، أحاول ولكن أرجع، فإذا تفضلتم أعطوني الدعاء الذي أدعوه ليثبت قلبي على الإيمان وطاعة الرحمن
الجواب/ إن شعور الإنسان بكثرة ذنوبه ، وخوفه منها ، ورغبته في التخلص من تبعتها علامة حياة القلب ونبضه بالإيمان ، وعلاج مَنْ هذا شأنه سهلٌ وميسر بحمد الله – إذ إنَّ أولى خطوات تصحيح المسار ، واستدراك الفائت الاعتراف بوجود الخطأ والشعور بوخز الضمير ، والإقبال الذاتي إلى مدارج الصالحين والتائبين .
ومعاودة الوقوع بالذنوب بعد التوبة منها لا تعطي فرصة لليأس ليستولي على النفوس، أو يفسح مجالاً للقنوط يحول بين العبد وتجديد الاستغفار والندم مما حدث وكان .
و حَسَنُُ من السائلة أن تطلب تذكيرها ببعض الأدعية التي تعينها على الثبات ولزوم الاستقامة، إذ إن الدعاء خير وسيلة يُستعان بها في خضم هذا الزمن المتلاطم فتناً ومحناً ، كيف وهو سلاح الصفوة المرسلين من الأنبياء وأتباعهم .
ألا إنَّ من أفضل الأدعية في هذا المقام ما ورد في الكتاب العزيز، وما صحّ من سُنة إمام المتوكلين ، وسيد الخاشعين المتضرعين نبينا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ومن ذلك :
قوله – تعالى - : ( ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب) آل عمران: 8 - وقوله: ( ربنا أفرغ علينا صبراً وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين ) البقرة : 250.
وصحّ عنه - عليه السلام - من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص – رضي الله عنهما – " اللهم مصّرف القلوب ، صرَّف قلوبنا على طاعتك " أخرجه مسلم (2654) وغيره
وأخرج كذلك من حديث ابن عباس – رضي الله عنهما – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان يقول : " اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وإليك أنبت وبك خاصمت اللهم إني أعوذ بعزتك لا إله إلا أنت أن تضلني ، أنت الحي الذي لا يموت والجن والإنس يموتون " رواه مسلم (2717)
وأمثلة هذه الأدعية لا تحصى كثرة بحمد الله، وصنفت فيها كتب كثيرة وأفردها الأئمة بأبواب مستقلة من الصحاح والسنن ولخصها آخرون في مصنفات مفردة، ومن أفضلها الكلم الطيب لابن تيمية والوابل الصيّب لابن القيم وحصن المسلم للقحطاني من المعاصرين ، والله أعلم