الجزء الخامس- السيدة خديجة ( هذا هو الصادق الامين)

عدد الرسائل : 394

الجزء الخامس

السيدة خديجة رضى الله عنها

هذا هو الصادق الأمين

- ولقد كانت أمنا خديجة – رضى الله عنها – تعلم أخلاق النبى صلى الله عليه وسلم جيدا وتسمع عن مكارمة وفضائلة ما يملأ القلب بهجة وسرورا... بل كانت تعلم مكانته بين قومة الذين كانوا يلقبونة بالصادق الامين وكانوا يستعينون به لحل أعتى المشاكل التى كانت تحدث بينهم.

- فها هى قبائل قد اجتمعت لتعيد بناء الكعبة المشرفة فلقد كانت الكعبة قد أوشكت على الانهيار قيل: بحريق أصابها، وقيل: بسيل جارف، وكان ذلك قبل بعغثه الرسول صلى الله عليه وسلم بخمس سنوات على الراجح، فلم تجد قريش بدأ من اعادة بنائها.

- وقد أشارت الاحاديث الصحيحة الى ذلك...روى البخارى عنعائشة – رضى الله عنها- أن رسول اللله صلى الله عليه وسلم قال لها: ألم ترى أن قومك لما بنوا الكعبة اقتصوا على قواعد ابراهيم، فقلت: يارسول الله الا تردها على قواعد ابراهيم؟ قال: لولا حدثان قومك بالكفر لفعلت، فقال عبد الله صلى الله عليه وسلم: لئن كانت عائشة – رضى الله عنها- سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك استلام الركنين اللذين يليان الحجر، الا أن البيت لم يتم على قواعد ابراهيم.

- وقصرت بقريش النفقة الطيبة لانهم شرطوا على أنفسهم أن يدخل فى بنائها الا نفقة طيبة، ولا يدخلها مهر بغى، ولا بيع ربا، ولا مظلمة لاحد.

- قال ابن اسحاق: ثم ان القبائل من قريش جمعت الحجارة لبنائها، كل قبيلة تجمع على حدة، ثم بنوها، حتى بلغ البنيان موضع الركن، فاختصموا فيه، كل قبيلة تريد أن ترفعه الى موضعه دون الأخرى، حتى تحاورواوأعدوا للقتال، فقريب بنو عبد الدار جفنة مملوءة دما ثم تعاقدوا هم وبنو عدى بن كعب ابن لؤى على الموت، وأدخلوا أيديهم فى ذلك الدم فى تلك الجفنة، فسموا "لعقة الدم" فمكثت قريش على ذلك أربع ليال أو خمسا، ثم انهم اجتمعوا فى المسجد وتشاوروا وتناصفوا.

- فقالوا: يامعشر قريش، اجعله بينكم فيما تختلفون فيه أول من يدخل من باب هذا المسجد يقضى بينكم فيه، ففعلوا فكان أول داخل عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رأوه قالوا: هذا الأمين، رضينا، هذا محمد فلما انتهى اليهم ,اخبروه الخبر، قال صلى الله عليه وسلم: "هلم الى ثوبا"، فأتى به، فأخذ الركن فوضعه فيه بيده، ثم قال: " لتأخذ كل قبيلة بناحية من الثوب، ثم ارفعوه جميعا" ففعلوا، حتى اذا بلغوا به موضعه هو بيده، ثم بنى عليه.

عدد الرسائل : 1368

بارك الله لك وحفظك

عدد الرسائل : 394

وبارك لك ايضا