أنواع الذكاء في شخصية
عمر بن الخطابهو عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي ، أمير المؤمنين ، أبو حفص القرشي العدوي الفاروق، أسلم في السنة السادسة من النبوة وله سبع وعشرون سنه..(صفحه108 تاريخ الخلفاء. تأليف الإمام جلال الدين السيوطي)
ومما أعجبني وأشغل فكري ما وجدته من عظيم الصفات وروعة الأفكار وعبقرية الذكاء في شخصية سيدي خليفةِ رسول الله عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه.
فلذلك تناولت هذه الشخصية لأبينها لكم ولو في سطور مقتضبة ولأتناول بعض المواقف التي تبين لنا أنواع الذكاء في شخصيته:
الذكاء اللغوي:
لقد كان ابن الخطاب من أشراف قريش وإليه كانت السفرة في الجاهلية ، فكانت قريش إذا وقعت الحرب بينهم (أو بينهم وبين غيرهم) بعثوه سفيراً: أي رسولاً ، وإذا نافرهم منافر أو فاخرهم مفاخر بعثوه منافراً أو مفاخرا.(109 تاريخ الخلفاء للسيوطي)
وروي أنه خرج يعس المدينة بالليل ، فرأى ناراً موقدة في خباء ، فوقف وقال : يا أهل الضوء . وكره أن يقو ل يا أهل النار.(صفحه42 . الفقه المالكي في ثوبه الجديد/كتاب الأيمان والنذور. الدكتور محمد بشير شقفة).
الذكاء المنطقي:
خير دليل على ذلك عزله لخالد بن الوليد ، عندما افتتن المسلمون بانتصاراته فخاف عليهم أن تزيد عقيدتهم بخالد وتنقص عقيدتهم برب خالد، ويضعف توكلهم على الله ويتكلون على خالد، ولذلك قدم أمير المؤمنين درأ المفاسد على جلب المصالح كما رأى الفاروق، وأنعم برأيه.
الذكاء المكاني:
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال عمر بن الخطاب لرجل: ما اسمك؟ قال: جمره،
قال: ابن من.؟ قال: ابن شهاب ، قال: ممن؟ قال: من الحُرقة ، قال: أين مسكنك؟ قال: الحرة ،
قال: بأيها؟ ، قال: بذات لظى ، فقال عمر : أدرك أهلك فقد احترقوا . فرجع الرجل فوجد أهله قد احترقوا..(صفحه126 تاريخ الخلفاء. تأليف الإمام جلال الدين السيوطي)
الذكاء الجسمي:
وأخرج ابن سعد عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه وصف عمر فقال: رجل أبيض تعلوه حمره طوال أصلع أشيب.
وأخرج عن عبيد بن عمير قال : كان عمر يفوق الناس طولا.(صفحه130 تاريخ الخلفاء. تأليف الإمام جلال الدين السيوطي)
وروي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وزع على الناس أثواباً فكان لكل رجل ثوب واحد، إلا عمر ثوبان ، وعندما أراد ابن الخطاب رضي الله عنه أن يخطب الناس قال: اسمعوا وأطيعوا . فقال أعرابي: لا سمع ولا طاعة. ماهذا الظلم؟ لِم يأخذ أمير المؤمنين ثوبان ونحن نأخذ ثوبا واحدا ؟. فقال عمر رضي الله عنه لأبنه: قم فأخبره . فرد على الأعرابي قائلاً : إن أبي يفوق الناس طولا وقد أعطيته ثوبي ليكفيه أن يستتر به..
وهذا يدل على طول قامته رضي الله عنه.
الذكاء الموسيقي:
روي عن عمر رضي الله عنه قال: كنت للإسلام مباعداً، وكنت صاحب خمر في الجاهلية أحبها وأشربها، وكان لنا مجلس يجتمع فيه رجال من قريش ، فخرجت أريد جلسائي أؤلئك فلم أجد منهم أحدا، فقلت: لو أنني جئت فلاناً الخماّر!.. وخرجت فجئته فلم أجده .. قلت أريد أن أطوف بالكعبة ، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يصلي ، وكان إذا صلى استقبل الشام وجعل القبلة بينه وبين الشام واتخذ مكانه بين الركنين: الركن الأسود والركن اليماني، فقلت حين رأيته: والله لو أنني استمعت لمحمد الليلة حتى أسمع ما يقول، وقام بنفسي أنني لو دنوت أسمع منه لأروّعنه، فجئت من قبل الحجر فدخلت تحت ثيابها ما بيني وبينه إلا ثياب الكعبة، فلما سمعت القرآن رق له قلبي فبكيت ودخلت الإسلام ... (صفحه83 عبقرية عمر. عباس محمود عقاد)
العلاقات الاجتماعية :
ورعى عمر رضي الله عنه قدر الصحابة والتابعين كما رعوا قدره .. إلا أنه كان مفضلا في هذا كما كان مفضلا في جميع محامده وحسناته، فإنه رعى أقدارهم وهو مستطيع ألا يرعاها ، وقليل منهم من كان قادراً أن يعمل معه غير ما عمل ، ويقول فيه غير ما قال .
جمع منهم مجلس المشورة لا يبرم أمرا ولا ينقضه إلا بعد مذاكرتهم والاستئناس بنصيحتهم وسابق علمهم من مأثورات النبي عليه الصلاة والسلام وأحاديثه.
وفي تقديمه في الدخول عليه لصهيب وبلال رضي الله عنهما "وهما موليان فقيران" على سادة قريش كسهيل بن عمرو وأبي سفيان وغيرهما، خير دليل على إنزال الناس منازلهم حسب أسبقيتهم في الإسلام وتضحياتهم في سبيل الله.(صفحه177 عبقرية عمر. عباس محمود عقاد)
الذكاء الشخصي:
وقد كان من خلق عمر أن يقدم الحذر ويأخذ بالحيطة، ويطيل الروية، ثم يجزم بالرأي السديد في غير إبطاء ....... (صفحه185 عبقرية عمر.عباس محمود عقاد)
الذكاء الطبيعي:
أنه كان وقافاً عند حدود الله تعالى. فقد روي أنه كان يخطب على المنبر وينهى عن المغالاة في المهور ويحذر من ذلك فوقفت امرأة وقالت: ليس لك ذاك يا عمر ألم تسمع إلى قوله تعالى:
(وإن آتيتم إحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئاً) . فقال: أخطأ عمر وأصابت امرأة.
الذكاء الوجودي :
أفتظن أن ربك دلّس عليك فيها ؟؟ سبحانك هذا بهتان عظيم !.
فنزل القرآن مؤيدا كلام عمر..(صفحه123 تاريخ الخلفاء. تأليف الإمام جلال الدين السيوطيعندما استشار الرسول عليه الصلاة والسلام أصحابه في حادثة الإفك قال عمر: من زوجكها يا رسول الله ؟ قال: الله ، قال: