الجزء الثامن
السيدة خديجة
فى رحاب الذرية المباركة
وهكذا كان هذا البيت المبارك قائما على المودة والرحمة والحب فلم تكن خديجة - رضى الله عنها – تدخر جهدا فى أن تدخل السعادة والسرور على قلب الحبيب صلى الله عليه وسلم.
وفى يوم من الايام عاد النبى صلى الله عليه وسلم الى البيت وكانت زوجه الحنون تحمل له بشرى فلقد أخبرته بانها حامل فاهتز قلب الحبيب صلى الله عليه وسلم فرحا بتلك البشرى الغالية.وكانت خديجة فى غاية البهجة والسعادة والسرور لأنها تشعر بل وتوقن بأن زوجها صلى الله عليه وسلم سيكون له شان عظيم فكانت تتمنى أن يرزقها الله منه بالولد وجاءت اللحظة السعيدة التى ولدت فيها خديجة أول مولود للحبيب صلى الله عليه وسلم وهو القاسم – الذى كان يكنى به الحبيب صلى الله عليه وسلم- ثم تتابعت بعد ذلك الذرية المباركة فولدت له بعد ذلك زينب وأم كلثوم وفاطمة وكان ذلك قبل النبوة ثم ولدت له بعد النبوة عبد الله – الذى كان يسمى بالطيب والطاهر- وقد ذكر ابن عباس – عن اولاد الرسول صلى الله عليه وسلم من الطاهرة الولود خديجة فقال: ولدت خديجة لرسول الله صلى الله عليه وسلم غلامين وأربعة نسوة، القاسم وعبد الله وفاطمة وأم كلثوم وزينب ورقية.
- أما ابراهيم فهو من مارية القبطية رضى الله عنها ومات بنوه كلهم فى صغرهم، أما بناته فكلهن أدركن الاسلام فأسلمن وهاجرن، فرقية ,ام كلثوم تزوجا عثمان بن عفان رضى الله عنه وزينب زوجة أبى العاصى بن الربيع بن عبد شمس، وفاطمة زوجة على بن أبى طالب – رضى الله عنهم أجمعين.
وقد أدركتهن الوفاة فى حياة النبى صلى الله عليه وسلم الا ابنته فاطمة، فقد توفيت بعده بسته أشهر.
وكان النبى صلى الله عليه وسلم ينظر الى أسرته المباركة بصدر منشرح .. فقد كانوا جميعا يعيشون حياة هادئة جميلة فى غاية السعادة والصفاء.
فخديجة رضى الله عنها- زوجة مثالية علمت كيف تدخل السعادة على قلب زوجها صلى الله عليه وسلم واولاده وكانت كلما طالت عشرتها مع الحبيب صلى الله عليه وسلم ازدادت حبا له واعجابا به فهو العابد الزاهد الذى تعلق قلبه وتعلقت جوارجه بالله –جل وعلا – ومن هذا البيت المبارك خرجت فاطمة التى أضحت فيما بعد سيدة نساء أهل الجنة وأم الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وزوجة واحد من العشرة المبشرين بالجنة ..فيا له من بين مبارك نشر البركة وعبير الايمان على الكون كله.