ما يحدث في غزة هذه الأيام ليس مفاجآت بالنسبة لنا نحن المسلمون فقد أخبرنا الله عز وجل عن هذه الأمة الملعونة حين قال :{وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً) وقال في موضع اخر(ويسعون في الأرض فسادا) فما نراه اليوم من أنواع الإرهاب والبطش والجبروت والجريمة وسفك الدماء وقصف المساجد والاعتداء على الأبرياء وقتل الأطفال وسلسلة طويلة من الضحايا تجاوز عددهم في أسبوع واحد فقط 460 قتيل وأكثر من 2300 جريح بعضهم جراحه بالغة هو شواهد للحقيقة القرآنية التي أخبرنا الله بها بأن اليهود يعلون ويفسدون في الأرض . إنه الإفساد والعلو بجميع معانيه , لقد قالها الله من قديم قالها الله من قبل العلو والفساد في تاريخ بني إسرائيل وكأن الله يقول لنا هذا ما أوحيت إليكم عن هذه الأمة التي نقضت عهدها معي(لقد أخذنا ميثاق بني إسرائيل وأرسلنا إليهم رسلا كلما جاءهم رسول بما لا تهوى أنفسهم فريقا كذبوا وفريقا يقتلون) كما نقضوا العهد مع نبيكم عليه الصلاة والسلام يوم قال (الذين عاهدت منهم ثم ينقضون عهدهم في كل مرة وهم لا يتقون ) وقد أخبرنا سبحانه وتعالى بأنهم أشد أعدائنا وألدهم على الإطلاق حين قال( لتجدن أشد الناس عداوة للذين امنوا اليهود) إذا: ما نراه من عنجهية وغطرسة في غزة هذه الأيام ليس مستغربا بل فيها فوائد عدة أكاد أقسم بالله أنه أعمى أبصار اليهود عنها ومنها :
1) إحياء روح الجهاد في نفوس المسلمين , هذه الشعيرة التي يعدها كثير من العلماء الركن السابع من أركان الإسلام, كادت هذه الشعيرة أن تنسى لولا هذه الضربات التي انطوت على خير عظيم وإن كان ظاهرها شرا مستطيرا فقد تعالت وتوالت الصيحات والشعارات من المغرب العربي غربا إلى اندونيسيا شرقا تطالب بفتح الحدود وإعلان الجهاد وهذا مكسب عظيم ..
2) تخريب خطة السلام المزعوم التي كانوا يخططون لها والتي تستهدف الدين والعقيدة بل بقاء الأمة مستنفرة بالرغم من حالات الإصابات والغارات والهجمات خير لنا من أن نقبل مسلسل التطبيع والسلام الذي يريدون فيه تدمير هذا الدين وإشاعة الانحلال بين أبناء المسلمين وأن يستعمروننا استعمارا ثقافيا وأن يلغوا من مناهجنا كل آية أو حديث فيها فضح لليهود أو فيها بيان لحالهم أو كشف لعوارهم فجاءت هذه الضربات لتوقف عجلة السلام المزعوم والتطبيع المنشود وحصلت مشاعر عكسية في العالم كله , تؤكد أن هذه الأمة جسد واحد, تمرض لكنها لا تموت . وهذا مكسب آخر
3) تحدثت القنوات عن الضرر الذي لحق بإخواننا . ما هي هذه الأضرار؟ أن يحصل القتلى على رتبة الشهادة في سبيل الله ,هذا ضرر؟.
أن يحصل الجرحى على وسام الكلم في سبيل الله هذا ضرر ؟ الشهادة في سبيله اصطفاء , والبلاء رفعة للمؤمن , والشهداء أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما اتهم الله من فضله , الشهداء كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم (أرواحهم في جوف طير خضر لها قناديل معلقة بالعرش تسرح من الجنة حيث شاءت ثم تأوي إلى تلك القناديل ، فاطلع إليهم ربهم إطلاعه فقال : هل تشتهون شيئاً قالوا : أي شيء نشتهي و نحن نسرح من الجنة حيث شئنا ففعل ذلك بهم ثلاث مرات ، فلما رأوا أنهم لن يتركوا من أن يسألوا قالوا : يا رب نريد أن ترد أرواحنا في أجسادنا حتى نقتل في سبيلك مرة أخرى ، فلما رأى أن ليس لهم حاجة تركوا )) أخرجه مسلم .
4) ازدياد الكره والبغض لليهود ولطالما حاول اليهود أن يلغوا هذا الكره المسطر في الكتاب والسنة تجاههم وهذا تدبير الهي وليس تخطيط منا وما عرفنا له طريقا لكنها قضية تفجرت بأيدي اليهود أنفسهم , وانقلبت القضية بدل السلم دعوة للجهاد , وبدل التطبيع كرها مضاعفا, وبغضا عظيما , وتراكما لمشاعر الحقد عليهم من قبل المسلمين شرقا وغربا وشمالا وجنوبا وغنيمة الدعاة الآن تنمية الخير الذي وجد وتصعيد الكره الذي تفجر لأن هذه المسألة يخالفنا فيها دعاة الحب والسلام أشد المخالفة ونحن مصرون عليها لأنها قضية عقدية (إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا)
5) لقد عرت هذه الضربات المندسين والمتسترين بالإسلام حين نضحت أقلامهم زورا وتفوهت ألسنتهم بهتانا ليعلم الناس حقائقهم وما انطوت عليه أنفسهم وليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حي عن بينة , جاءت الأقدار لتميز صف المؤمنين الموحدين من أولئك المشركين المنافقين (ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب) الآية.
اللهم يا منزل الكتاب ويا مجري السحاب ويا هازم الأحزاب اهزم اليهود الحاقدين والنصارى الظالمين , اللهم احصهم عددا واقتلهم بددا ولا تبقي منهم أحدا, اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك وعبادك المجاهدين اللهم إنا نسألك النصر العاجل عليهم يا رب العالمين وأنت على كل شيء قدير وبالإجابة جدير ..