ابو عبد الرحمن مهدى
عدد الرسائل : 1068
| موضوع: كفى.. حانَ وَقْتُ مقاطعة إسرائيل! الإثنين 19 يناير - 0:02:09 | |
| في مقالٍ لها بصحيفة ذي جارديان البريطانية، طالبتِ الكاتبة والناشطة البريطانية-الكندية ناعومي كلين، بمقاطعةٍ دوليةٍ ضد إسرائيل، كتلك التي فُرِضت على النظام العنصري في جنوب إفريقيا، وقادت لانهياره. وتحت عنوان "كفى.. حان وقت المقاطعة"، جاء مقال كلين، التي أفزعها مَشَاهِدُ القتل والدمار التي تقوم بها آلة الحرب الإسرائيلية ضد سكان قطاع غزة، وأودت بحياة المئات، وجرح الآلاف، غالبيتهم من الأطفال والنساء، فيما استُئْصِلَتْ عائلاتٌ عن بَكْرَةِ أبيها، وهُدِمَتْ دور عبادة ومساجد على عُمَّارها. ورأت الناشطة أن المقاطعة هي "أَفْضَلُ استراتيجية لإنهاء الاحتلال الدموي المتزايد، وذلك بأنْ تُصْبِحَ إسرائيل هدفًا لحركة عالمية، كالتي أنهت سياسة التمييز العنصري (الإبرتايد) في جنوب إفريقيا"، قبل حوالي عشرين عامًا. وعادت بذاكرتها للوراء، مشيرةً إلى أنه في عام 2005، أطلقتْ جماعاتٌ فلسطينية مبادرةً تدعو الشعوبَ ذات الضميرِ الحيّ على مستوى العالم، لِفَرْضِ مقاطعةٍ على نطاقٍ واسِعٍ لإسرائيل، وحملت المبادرة اسم "حملة المقاطعة والتعرية والعقوبة". وأضافت أنه في كل يومٍ تَقْصِفُ فيه إسرائيل قطاع غزة، فإنّ ذلك يصبُّ في مصلحة الحملة التي بدأت تجد تأييدًا، حتى في صفوف اليهود الإسرائيليين، مُدَلِّلَةً على ذلك بقيام حوالي 500 إسرائيلي، بينهم فنانون وعلماء، وأساتذة جامعات، بِبَعْثِ رسائل إلى السفراء الأجانب في إسرائيل، تُطَالِبُهُمْ فيها بِفَرْض عقوبات عليها، مثلما حدث مع النظام العنصري في جنوب إفريقيا. وعن الخطة كما تفهمها الكاتبة، قالت: إن "تنفيذها يتَطَلَّبُ العديدَ من الاتصالات التليفونية، ورسائل البريد الإليكتروني، والرسائل القصيرة، التي يجب أن تمتد من تل أبيب، إلى رام الله، إلى باريس، إلى تورنتو، إلى مدينة غزة". وقالت: إنه "بعد عدة أيام من اعتداء إسرائيل على غزة، قام ريتشارد رامسي، مدير شركة اتصالات بريطانية، بإرسال رسالة إليكترونية إلى مؤسسة تكنولوجية إسرائيلية تدعى موبيلماكس"، كان مفاداها "كرد فعل تجاه ما تقوم به الحكومة الإسرائيلية في الأيام الأخيرة، لن نعود في وضع يتيح لنا مواصلةَ العمل معكم، أو مع أي شركة إسرائيلية أخرى". وأشارت أن رامسي نفى، عبر وسائل إعلامية عديدة، أن يكون قرارُهُ سياسيًّا، لكنه قال: "نحن لا يمكننا تَحَمُّل خسارة أيٍّ من عملائنا؛ لذا كان هذا ردًّا دفاعيًّا تجاريًّا بحتًا".
تعقيدات وتبريرات
لكنها استطردتْ، مشيرةً إلى أنّ هناك "تعقيداتٍ وأمورًا عاطفية، يمكن تفَهُّمها، بشأن عدم إقدام الغرب على مثل هذه الإجراءات"، لكنها ترى أن "هذه المبررات ليست كافيةً"، مُؤَكِّدةً وجهةَ نظرها بأنّ "ما يحدث في غزة ليس له ما يُبَرِّرُهُ على الإطلاق". وتطَرَّقَتْ كلين إلى جُمْلَةٍ من الأسباب التي اعتبرتها رئيسيةً، في عقول وأذهان مَنْ يرفضون القيام بتلك المقاطعة، والتي منها: · أنها عُزْلةٌ لتل أبيب، أكثر من كونها وسيلةً لإقناع قادتها بتغيير مواقفهم. · إسرائيل ليست جنوب إفريقيا. · حَلُّ الأزمة يحتاج لمزيد من الحوار، والحوار لم يَصِلْ لمرحلته التي تجعلنا نقول: إنه فَشِل. · العقوبات ستُؤَثِّرُ سلبًا على الاتصالات الدبلوماسية. · لماذا نتحَدَّثُ عن إسرائيل فقط، في حين أن الولايات المتحدة وبريطانيا تفعلان الأمر ذاتَه في العراق وأفغانستان؟!
تفنيد ودحض
لكن كلين رأت أن هناك ما يُفَنِّدُ تلك الادعاءات، معلِّقةً على بعضها، وخاصةً التي يتداولها كثيرون. فقد ردتْ مجيبةً على مَنْ يزعم أن إسرائيل ليست جنوب أفريقيا، كما أن أمريكا وبريطانيا تفعلان الشيء ذاته في العراق، قائلةً: إن المقاطعة ليست مبدأً، بل هي أسلوب، مشيرةً إلى أن المقاطعة ستُؤْتِي ثمارها مع تل أبيب؛ لأن إسرائيل بلد صغير، ويعتمد على التجارة الخارجية، بخلاف أمريكا وإنجلترا. كما دحضت الحجة القائلة بأن المقاطعة ستَحُدُّ من التواصل، قائلةً: إن المقاطعة لا تستطيع أن تُوقِفَ أحدًا، في ظل وجود منظومة الاتصالات المعلوماتية الرخيصة، التي تتوَفَّرُ في كل مكان عبر ضغط الأزرار! وأشارت أنه رغم التصعيد المستمر من قبل إسرائيل تجاه غزة، منذ سيطرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على القطاع عام 2007، بل ومنذ نجاحها في الانتخابات التشريعية عام 2006، فإن تل أبيب لم تتعرض لأي عقوبات. بل على النقيض، تحصل سنويًّا على ثلاثة مليارات دولار، كمساعداتٍ من الولايات المتحدة، تحت بند مساعدات عسكرية، كما أنّ علاقاتها الدبلوماسية والتجارية والثقافية شهدتْ تحَسُّنًا بالغًا مع دول وحلفاء آخرين. وعلى سبيل المثال، بحسب الناشطة ذات الجنسية البريطانية والكندية، فقد أصبحت إسرائيل عام 2007 أولَ دولةٍ خارجَ أمريكا الجنوبية تُوَقِّعُ اتفاقَ تجارة حرة مع مجموعة الميركوسور في القارة اللاتينية، فزادتْ صادراتها خلال الأشهر الثمانية الأولى من عام 2008 لكندا إلى 45%. مضيفةً : "لقد قرّر المسئولون الإسرائيليون شَنَّ حربهم على غزة، وهم على يقين أنهم لن يتعرّضوا لخسائرَ سياسيةٍ واقتصادية، ولو بسيطة". "ورغم وَقْعِ الحرب، فقد ارتفع مؤشر بورصة تل أبيب بنسبة 10,7%، ما يعني أن نتخلى عن وسيلة الجزرة، وأن نلجأ لوسيلة العصا، فالجزرة ما عادت تُجْدِي نفعًا على الإطلاق". كما اعتبرت أن العقوباتِ الاقتصاديةَ هي أكثر الأدوات فعاليةً ضمن الترسانة غير العنيفة، مشيرةً إلى أن التخلي عنها "يَرْقَى إلى مستوى التواطؤ"!
ناعومي كلينترجمة: أحمد عبد الجواد
| |
|
ALZAHRAALMOSLMA
عدد الرسائل : 1368
| موضوع: رد: كفى.. حانَ وَقْتُ مقاطعة إسرائيل! الثلاثاء 20 يناير - 13:47:16 | |
| | |
|