السؤال ::ـ
نريد أن نعرف حقيقة ما يشاع من أن إسرائيل تريد هدم المسجد الأقصى لبناء هيكل سليمان، وأن هذا حق لهم ؟
جزاكم الله خيرا
المفتي
مجموعة من الباحثين منقول للافادة والله اعلم
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
البحث عن هيكل سليمان تحت المسجد الأقصى زعم باطل لا أساس له من الصحة، فقد ذكر التاريخ أن هيكلهم قد حرق منذ مئات السنين .
وما يقوم به اليهود الآن من محاولة لهدم المسجد، وإقامة هيكل سليمان هو مخالفة صريحة للعقيدة اليهودية مع زيفها،لأنه في أصل عقيدتهم أن المسيح سينزل إلى الأرض،ويبني الهيكل ، ومع أن هذا زعم باطل، إلا أن اليهود يحاولون الآن هدم المسجد وإقامة الهيكل.
وقد وضع له أكثر من تصور، وأكثر من شكل، ويسعون جاهدين لتنفيذ مخططهم.
ونسأل الله أن يخيب ظنهم ،وأن يحفظ المسجد الأقصى .
وعن الهيكل وحائط المبكى يقول الشيخ القرضاوي:
مجيء اليهود إلى المبكى المزعوم لم يتم إلا في الزمن الأخير فقط، أما قبل ذلك لم يُعرف هذا عند اليهود، ودولة بني إسرائيل استمرت في أقصى مدة لها 434 سنة، لأن ملك اليهود في فلسطين منذ عهد الملوك شاول وداود وسليمان وأبناء سليمان انقسموا بعد سليمان إلى يهوذا في أورشليم وهي القدس، ودولة إسرائيل في شكيم وهي نابلس، ودولة نابلس استمرت 298 سنة، الأخرى استمرت أكثر وهي 434 سنة، هذا كل ملك إسرائيل، والذين يقولون أن لهم تاريخ في إسرائيل فتاريخهم 434 سنة، والعرب موجودون من أيام اليبوسيين ثم الكنعانيين يعني قبل الميلاد بثلاثين قرناً ؛ العرب موجودون في أرض فلسطين، ثم في الإسلام 14 قرناً أو تزيد إلى الآن، وقبل الإسلام لم يكن اليهود موجودين فيها لأنه منذ سنة 70م لم يبق وجود إسرائيلي أو يهودي في فلسطين ،فلم يبنِ المسلمون على شيء كان لليهود معروفاً، وهم إلى الآن بمقدرتهم العلمية والتكنيكية والهندسية يبحثون منذ أكثر من 30 سنة عن أي أثر لهيكل سليمان المزعوم فلم يعثروا له على أثر، أين هو هيكل سليمان هذا؟!.
ويُشير القرآن إلى ما مارسوه مِن طغيان في تاريخ البشرية عند التمكُّن بقوله: (وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا ) أي لتطْغَوا طغيانًا واضحًا، ( فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا ) أي موعد المرّة الأولى منهما (بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولاً) ويُشير بذلك إلى ما فعله بُختنصَّر والبابليون من هدم هيكل سليمان (الإسراء 4 ، 5) إلى أن يقول: (فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجوهَكُمْ ولِيَدْخُلُوا المَسْجِدَ ) ويقصد بالمسجد مكان العبادة وهو هيكل سليمان ( كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ ولِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا).. أي وليهلكوا ما استولَوْا عليه ويشير في المرة الثانية إلى ما صنعه الرومان مِن تخريب للأماكن وتشتيت لليهود بعد ذلك في جميع أنحاء العالم. (الإسراء 7(.
وعلى أثر هذا الطغيان كان قضاء الله على اليهود بالذِّلّة والمَسكنة وغضب الله إلى يوم البعث، وعبَّر الله عن قضائه هذا في قوله: (وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَباءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وكَانُوا يَعْتَدُونَ) (البقرة : 61).
وبقوله كذلك : (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ واتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا) (مريم 59).
والله أعلم