ذكرنا فيما مضى كيف أن وسائل الصحابة في تبليغ السنة قد تعددت، وأنهم قد بذلوا جهودا مشكورة في هذا الباب، ومع ذلك نجدهم يتفاوتون في الرواية والفتيا، فليسوا فيهما على مرتبة واحدة، بل مراتب مختلفة، فمنهم المقل، ومنهم المكثر.
روى أبو خيثمة عن مسروق قال:"جالست أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فكانوا كالإخاذ (1)، يروى الراكب، والإخاذ يروى الراكبين، والإخاذ يروى العشرة، والإخاذ لو نزل به أهل الأرض لأصدرهم، وإن عبدالله من تلك الإخاذ" (2).
وروى أيضا عن عبدالله قال:" لو أن علم عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- وضع في كفة الميزان، ووضع علم أهل الأرض في كفة، لرجح علم عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-"(3).
المكثرون من الصحابة في الرواية:
المكثر في الرواية من بلغت مروياته ألف حديث فأكثر، والصحابة المكثرين في الرواية سبعة هم على النحو التالي:
1- أبو هريرة -رضي الله عنه-، روى عنه( 5374) خمسة آلاف وثلاثمائة وأربعة وسبعون حديثا، حسب مسند بقى من مخلد، وله في مسند أحمد( 3848)،واتفق الشيخان له على( 326) وانفرد البخاري برواية( 93) ومسلم برواية( 98) حديثا.
2- عبدالله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما-، روى عنه( 2630) ألفا حديث وستمائة وثلاثون حديثاً، وله في مسند أحمد( 2019) واتفق الشيخان له على( 168) وانفرد البخاري برواية( 81) ومسلم برواية( 31) حديثاً.
3- أنس بن مالك -رضي الله عنه-، روى عنه( 2286) ألفان ومئتان وستة وثمانون حديثاً، وله في مسند أحمد( 2192)، واتفق الشيخان له على( 180) وانفرد البخاري برواية( 80) ومسلم برواية( 90) حديثاً.
4- أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، روى عنها( 2210) ألفان ومئتان وعشرة أحاديث ولها في مسند أحمد( 1340) واتفق الشيخان لها على( 174) وانفرد البخاري برواية( 54) ومسلم برواية( 69) حديثاً.
5- عبدالله بن العباس بن عبدالمطلب -رضي الله عنهما-، روى عنه
6- ( 1660) ألف وستمائة وستون حديثاً، وله في مسند أحمد( 1696) واتفق الشيخان له على( 75) وانفرد البخاري برواية( 120) ومسلم برواية( 9) أحاديث.
7- جابر بن عبدالله -رضي الله عنهما-، روى عنه( 1540) ألف وخمسمائة وأربعون حديثاً، وله في مسند أحمد( 1206) واتفق الشيخان له على( 58) وانفرد البخاري برواية( 26) ومسلم برواية( 126) حديثاً.
8- أبو سعيد سعد بن مالك بن سنان الخدري -رضي الله عنهما-، روى عنه( 1170) ألف ومائة وسبعون حديثاً، وله في مسند أحمد( 958) واتفق الشيخان له على( 43) وانفرد البخاري برواية( 16) ومسلم برواية( 52) حديثاً (4).
وقد نظم هؤلاء السبعة بعضهم بقوله:
سبع من الصحب فوق الألف قد نقلوا
من الحديث عن المختار خير مضــر
أبو هريرة سعــد جابــر أنس
صديقة وابن عباس كذا ابن عمــر
وأما الذين لم تبلغ مروياتهم ألف حديث، فهم متفاوتون في ذلك، فمنهم من روى له مئات الأحاديث، ومن هؤلاء:
· عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه-، وله ثمانمائة وثمانية وأربعون حديثاً( 848).
· عبدالله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما-، وله سبعمائة حديث( 700).
· أم سلمة -رضي الله عنها-، ولها ثمانية وسبعون وثلاثمائة( 378).
· البراء بن عازب رضي الله عنهما، وله خمسة وثلاثمائة( 305).
· أبو ذر الغفاري -رضي الله عنه-، وله واحد وثمانون ومئتا حديث( 281). (5)
ومن الصحابة من روى له عشرات الأحاديث، منهم:
- زيد بن ثابت -رضي الله عنه-، له خمسة وتسعون حديثاً( 95).
- وأم المؤمنين ميمونة -رضي الله عنها-، لها ستة وسبعون حديثا(76).
- وزيد بن أرقم -رضي الله عنه-، له سبعون حديثا( 70).
- وأم المؤمنين حفصة -رضي الله عنها-، لها ستون حديثاً( 60).
- وعمرو بن العاص -رضي الله عنها-، له تسعة وثلاثون حديثا ( 39).(6)
ومن الصحابة من لم ترو عنه إلا آحاد الأحاديث، منهم:
- سعيد بن يربوع بن عنكثة المخزومي -رضي الله عنه-، له ثلاثة أحاديث.
- وعبدالله بن حذافة السهمي -رضي الله عنه-، له ثلاثة أحاديث أيضاً.
- وعبدالله بن حنظلة الغسيل -رضي الله عنه-، له حديثان.
- وحارثة بن النعمان -رضي الله عنه-، له حديثان أيضاً.
- وحسان بن ثابت -رضي الله عنه-، له حديث واحد (7).