بسم الله الرحمن الرحيم
هلمالى الجنه
1- عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: أقبل رجل إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم، فقال:
أبايعك على الهجرة والجهاد أبتغي الأجر من الله، قال (فهل من والديك أحد حي؟) قال: نعم، بل
كلاهما، قال (فتبتغي الأجر من الله؟) قال: نعم، قال (فارجع إلى والديك فأحسن صحبتهما) (1) وفي رواية عند الحميدي وأبي دواد والنسائي
(وتركت أبواي يبكيان، قال: ارجع فأضحكهما كما
أبكيتهما).
وهذا الحديث دليل لعظم فضيلة برهما وأنه آكد من الجهاد.
وهذا ما استقر في أذهان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم
وعملوا به، فعن عروة بن الزبير قال: لما هاجر كلاب بن أمية بن الأسكر
إلى المدينة في خلافة عمر، أقام بها مدة، ثم لقي طلحة والزبير فسألهما
؛ أي الأعمال أفضل؟ قالا: الجهاد في سبيل الله،
فسأل عمر فأغزاه - أي أرسله للغزو -، وكان أبوه قد كبر وضعف، فلما
طالت غيبة كلاب، قال أبوه فيه شعراً كثيراً:
لمن شيخان قد نشدا كلابا كتاب الله لو قبل الكتابا
أناديه فيعرض في إباء فلا وأبي كلاب ما أصابا
وإنك والتماس الأجر بعدي كباغي الماء يتبع السرابا
وقال أيضاً:
تركت أباك مرعشة يداه وأمك ما تسيغ شرابا
أتاه مهاجران تكنفاه ليترك شِيخَة خَطِئا وخابا
إذا يبكي الحمام ببط وج على بيضاته دعيا كلابا
وقال:
أعاذل قد عذلت بغير علم وما يدريك ويحك ما ألاقي
فإما كنت عاذلتي فردي كلابا إذا توجه للعراق
سأستعدي على الفاروق رباً له رفع الحجيج إلى بساق
إنِ الفاروق لم يردد كلابا إلى شيخين هامهما زواقي
فبلغ عمر شعره فكتب إلى سعد يأمره بإقفال كلاب، فلما قدم أرسل عمر إلى أمية، فقال:
أي شيء أحب إليك؟ قال:
النظر إلى ابني كلاب، فدعاه له، فلما رآه اعتنقه وبكى بكاء شديداً، فبكى عمر وقال: يا كلاب الزم أباك وأمك ما بقيا (2).
وأنت كذلك أخي القارئ - أختي القارئة - الزم أباك وأمك ما بقيا.
أخرجه مسلم باب بر الوالدين وأنهما أحق به ح 2549-4/1975