قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - : ( اجلسوا إلى التوابين فإنهم أرق أفئدة ).
قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: ( التوبة النصوح: الندم بالقلب والاستغفار باللسان والإضمار أن لا
يعود إليه أبدا).
قال قتادة - رحمه الله - : (القرآن يدلكم على دائكم ودوائكم أما دائكم فالذنوب وأما دواؤكم فالاستغفار).
قال الفضيل - رحمه الله - : (الاستغفار بلا إقلاع توبة الكاذبين).
قال مجاهد - رحمه الله - : (من لم يتب إذا أمسى وإذا أصبح فهو من الظالمين).
قال ابن القيم : (الذنوب جراحات ورب جرح وقع في مقتل).
من أقوال الصوفية في التوبة
سئل ذو النون المصري عن التوبة فقال: توبة العوام من الذنوب,وتوبة الخواص من الغفلة.
وكان محمد بن على التميمي يقول : شتان ما بين تائب يتوب من الزلات ,وتائب يتوب من الغفلات,وتائب يتوب من رؤية الحسنات.
وقال ذو النون: حقيقة التوبة أن تضيق عليك الأرض بما رحبت حتى لا يطيب لك قرار, ثم تضيق عليك نفسك,كما أخبر الله تعالى في كتابه بقوله (وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ثم تاب عليهم ليتوبوا).
وقال ابن عطاء الله: التوبة توبتان توبة الانابه,وتوبة الاستجابة,فتوبة الانابه أن يتوب العبد خوفا من عقوبته,وتوبة الاستجابة أن يتوب حياء من كرم الله تعالى.
وقيل لأبى حفص: لم يبغض التائب الدنيا؟ قال:لأنها دار باشر فيها الذنوب,فقيل له أيضا:هي دار أكرم الله فيها التائب بالتوبة,فقال: إنه من الذنب على يقين, ومن قبول توبته على وجل.
قال رجل لرابعة العدية: إني قد أكثرت من الذنوب والمعاصي فلو تبت هل يتوب على؟ فقالت: لا بل لو تاب عليك لتبت.
قال يحي بن معاذ: زلة واحدة بعد التوبة أقبح من سبعين قبلها.
وعن أبى عمر الانماطى: ركب على بن عيسى الوزير في موكب عظيم فجعل الغرباء يقولون: من هذا من هذا؟,فقالت امرأة قائمة على الطريق:إلى متى تقولون: من هذا؟ من هذا؟ هذا عبد سقط من عين الله فابتلاه الله بما ترون, فسمع على بن عيسى ذلك فرجع إلى منزله, واستعفى من الوزارة, وذهب إلى مكة وجاور بها.
يقول الإمام أبو العزائم: قال الله تعالى في خطاب العموم (وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون) معناه: ارجعوا إليه من هوى نفوسكم, ومن ملازمة شهواتكم حتى تظفروا بمعية ربكم عز وجل في نعيم لا زوال له ولا نفاد, ولكي تسعدوا بجنة عاليه قطوفها دانيه وتنجوا من النار, فهذا هو الفلاح.