السؤال : ما حكم تسمية المولود الأنثى باسم (إرم) ؟ وهي اسم مدينة ذكرت في القرآن بسورة الفجر (إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ * الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ) أرجو الإفادة ، وجزاكم الله خيراً .
الجواب :
الحمد لله
إرم : اسم رجل ، وهو إرم بن سام بن نوح عليه سلام ، وقبيلة عاد الأولى يقال لها : عاد إرم ، نسبة إلى عاد بن عاص بن إرم .
وقال البعض : إن إرم اسم مدينة كبيرة بناها قوم عاد في بلاد اليمن ، والصحيح الأول .
قال ابن كثير رحمه الله : " (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَاد) وهم عاد الأولى ، كما قال: (وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الأولَى) النجم/50 ، وهم من نسل إرم بن سام بن نوح . (ذَاتِ الْعِمَادِ) أي : الذين كانوا يسكنون العمد . ومن زعم أن "إرم" مدينة ، فإنما أخذ ذلك من الإسرائيليات من كلام كعب ووهب ، وليس لذلك أصل أصيل . ولهذا قال: ( الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلادِ ) الفجر/8 ، أي : لم يخلق مثل هذه القبيلة في قوتهم وشدتهم وجبروتهم ، ولو كان المراد بذلك مدينة لقال : التي لم يبن مثلها في البلاد" انتهى من "تفسير ابن كثير" (6/154) .
وينظر : "تفسير الألوسي" (22/413) .
ومما يدل على أن (إرم) اسم للقبيلة المنتسبة لهذا الرجل ، لا اسما لمدينة : ما روى ابن إسحاق في السيرة عن عاصم بن عمر بن قتادة عن رجال من قومه قالوا : إن مما دعانا إلى الإسلام - مع رحمة الله تعالى وهداه لنا - لما كنا نسمع من رجال يهود ، كنا أهل شرك أصحاب أوثان ، وكانوا أهل كتاب ، عندهم علم ليس لنا ، وكانت لا تزال بيننا وبينهم شرور ، فإذا نلنا منهم بعض ما يكرهون قالوا لنا : إنه قد تقارب زمان نبي يبعث الآن نقتلكم معه قتل عاد وإرم . فكنا كثيرا ما نسمع ذلك منهم ، فلما بعث الله رسول الله صلى الله عليه وسلم أجبناه حين دعانا إلى الله وعرفنا ما كانوا يتوعدوننا به ، فبادرناهم إليه ، فآمنا به ، وكفروا به ، ففينا وفيهم نزلت هذه الآية : (وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ) البقرة/ 89 " انتهى من "صحيح السيرة النبوية" للألباني، ص 58 .
وعلى فرض أن إرم اسم مدينة ، فلا ينبغي التسمية به ، لأنها مدينة للجبارين ، وقد أهلكهم الله، وأباد مدينتهم .
والعجب ممن يختار لبنته مثل هذه الأسماء الغريبة التي لا تحمل معاني حسنة ، ويعرض عن أسماء أمهات المؤمنين والصالحات والعابدات ، بل هذا الاسم خاصة قد يكون مدعاة للسخرية بالفتاة عند قراءته ونطقه في المدرسة ونحوها ، والذي ينبغي على الأب أن يختار لابنته اسما حسنا ، وأن يجتنب الأسماء الغريبة ، فضلا عن أسماء الذكور أو المدن .
وينظر للفائدة جوال السؤال رقم (
7180) .
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب