ابو عبد الرحمن مهدى
عدد الرسائل : 1068
| موضوع: نحن جميعاً يا أمتي قد قصّرنا الثلاثاء 10 مارس - 17:29:28 | |
| |
نحن جميعاً يا أمتي قد قصّرنا
نحن جميعاً قد قصّرنا، نعم نحن جميعاً قد قصّرنا، نحن في جميع بلاد هذه الأمة، جميعنا بدون أي إستثناء لأي فرد منّا، الحاكم والمحكوم، الصغير والكبير، الرجل والمرأة، الشاب والشابة، نحن جميعاً قد قصّرنا، قصّرنا في حق أنفسنا، قصّرنا في حق أُمتنا، قصّرنا في حق مستقبلنا، نحن جميعاً قد قصّرنا ولذلك يجب علينا الآن ألا نتبادل الإتهامات بيننا في جميع بلاد هذه الأمة بل علينا الآن فقط أن نبدأ العمل، من أخطأ منا قد قصّر، ومن سكت منا قد قصّر، جميعنا أخطأنا، وجميعنا سكتنا.
تسابقنا على من يكون منا الآمر الناهي ومن يكون منا "عبداً مأمورا"، تسابقنا على من يكون منا حاكماً ومن يكون منا محكوماً، تسابقنا على من يكون منا رئيساً ومن يكون مرءوساً، تسابقنا على من يكون منا الملك والأمير ومن يكون منا "سائقاً للحمير" ، تسابقنا على من يسكن منا في القصور ومن يسكن منّا في الشوارع، تسابقنا على من يملك منّا أغلى الأشياء ومن يملك منّا أرخصها، تسابقنا على من يملك منّا المال الكثير ومن منا لا يملك منه شيئاً، تسابقنا على من يملك منّا كل شيء ومن منّا لا يملك شيئاً، تسابقنا طويلاً، تسابقنا كثيراً.
تسابقنا ونسينا ونحن نتسابق،أن لنا أُمة يجب علينا جميعاً حمايتها ورعايتها وبنائها لنستظل جميعاً بظلالها، ونشرب جميعاً من مائها، ونأكل جميعاً من غذائها، ستعطينا هذه الأمة عندما نعطيها، سترفعنا هذه الأمة عندما نرفعها، تسابقنا ونسينا ، نسينا أن لكل منا رسالة يجب أن يقوم بها ، نسينا أن الفرق بين أيٍ منا والأخر منا أياً كان هو في الرسالة فقط وليس في المواطنة في جميع بلاد هذه الأمة ولا في الحقوق ولا في الواجبات، نسينا أن يقوم كل منا برسالته كما يجب أن يقوم بها.
تخيلوا لو أننا لم ننسى، تخيلوا لو أن كل منا قد قام برسالته خير قيام ،تخيلوا لو أننا أستثمرنا وقتنا وكل إمكانياتنا وثرواتنا الطبيعية وغير الطبيعية في بناء أنفسنا وبناء أُمتنا وبناء مستقبلنا، تخيلوا ذلك ، تخيلوا كيف كنا سنكون، تخيلوا ذلك مرة بعد مرة، تخيلوا أننا فعلنا ذلك ، تخيلوا كيف كانت ستكون على الأقل سنغافورة وكوريا الجنوبية واليابان مقارنة بنا ، أمم ضعيفة الموارد ومعدومة الثروات الطبيعية صارت ووصلت وحققت أهدافها ونحن مازلنا نفكر ليل نهار في مثلاً إمكانية تعليم المرأة وفي إمكانية مشاركة المرأة في العمل العام وفي إمكانية قيادة المرأة للسيارة وفي إمكانية مشاركة المرأة في الألعاب الرياضية إلى درجة أننا لم نأخذ حتى بعين الإعتبار رأي الأخرين فينا وهم يشاهدوننا نناقش ونختلف على مسلّمات ما كان يجب لها أصلاً أن تناقش أو أن يكون عليها خلاف.
ما الذي منعنا من أن نكون ولدينا كل هذه الثوابت ؟ ما الذي منعنا من أن نصل ولدينا كل هذه الإمكانيات والثروات بحجمها وأنواعها ؟ ما الذي منعنا ونحن بكل هذه المساحة الشاسعة جداً من البلاد، ما الذي منعنا ونحن بكل هذه الأعداد، ما الذي منعنا غير تسابقنا على من يكون كذا وكذا ومن لا يكون كذا وكذا،تسابقنا على الشكليات، تسابقنا على الكماليات، تسابقنا على الثورات، تسابقنا على الإنقلابات، تسابقنا على إغتصاب الحكم والسلطات، تسابقنا على إغتصاب المال العام، تسابقنا على محاباة الأقرباء حتى في الشأن العام، تسابقنا على ظلم بعضنا البعض، تسابقنا على إضطهاد بعضنا البعض، تسابقنا على إقصاء بعضنا البعض، تسابقنا على عدم الثقة في بعضنا البعض، تسابقنا على هدر الثروات، تسابقنا على الإنقسامات، تسابقنا على إختلاف الولائات، تسابقنا على تخويف الآخر منا بدلاً من أن نكسب ثقته من أجل مصلحتنا، تسابقنا على إستعداء الآخر بدلاً من أن نكسب صداقته من أجل مصلحتنا، تسابقنا على إسقاط أخطائنا وعيوبنا على الأخرين، تسابقنا على تشويه صورتنا لدى الأخرين بدلاً من أن نكون قدوة لهم، تسابقنا على عزل أنفسنا عن هذا العالم، تسابقنا على عدم فهم الظروف الدولية، تسابقنا على عدم التسليم بالواقع، تسابقنا على العيش خارج الزمن، تسابقنا على تخوين بعضنا البعض، تسابقنا على تكفير الأخرين وبعضنا البعض، تسابقنا على الاختلاف، تسابقنا على الفرقة، تسابقنا على سوء الظن، تسابقنا على الوصاية على بعضنا البعض، تسابقنا على الإستبداد، تسابقنا على الطغيان، تسابقنا على التقليد الأعمى، تسابقنا على الفساد، تسابقنا على كل ماهو ضار، تسابقنا ونسينا، نسينا ونحن نتسابق ما علينا من واجبات، تسابقنا ونسينا، نسينا ما الذي لنا ونسينا ما الذي علينا،تسابقنا ونسينا للأسف كل ذلك، نسينا أشياء كثيرة، نسينا بعضنا، نسينا أنفسنا، نسينا أُمتنا، نسينا مستقبلنا.
لقد قصّرنا جميعاً وأخطأنا جميعاً ونسينا جميعاً، درس لا شك أبداً أنه قاسٍ جداً،حقيقة لا شك أبداً أنها مُرّة جداً، وآن الأوان بعد هذا الدرس أن نصحح أخطائنا ونثور سلمياً على أنفسنا ثورة إصلاحية شاملة تزلزل كل سلبياتنا كي نكون كما يجب أن نكون، فنحن نستحق أن نكون، ماضينا يقول ذلك، إمكانياتنا تقول ذلك، ثرواتنا تقول ذلك، تراثنا يقول ذلك، تاريخنا يقول ذلك، مساحة أرضنا تقول ذلك، عددنا يقول ذلك، والأهم من ذلك كله أن ديننا يقول ذلك، ومقدساتنا تقول ذلك، وأخلاقنا تقول ذلك، ولغتنا تقول ذلك، نعم كل الدلائل تقول بأننا نستحق أن نكون ولكننا فقط نسينا حتى الآن أن نكون
|
| |
|
ALZAHRAALMOSLMA
عدد الرسائل : 1368
| موضوع: رد: نحن جميعاً يا أمتي قد قصّرنا الخميس 12 مارس - 15:36:03 | |
| | |
|