موضوع: الإيمان هو الطريق الوحيد الأربعاء 11 مارس - 23:07:45
إنه طريق واحد الذي يتعين على أمتنا أن تسلكه ، ولا خيار لها في ذلك. إنه طريق الإيمان. إنه الطريق الفذ لتحقيق كل ما نريد من أهداف ، وما نصبو إليه من آمال.
إن كنا نريد الآخرة .. فطريقها هو الإيمان. إن كنا نريد الدينا .. فطريقها هو الإيمان. إن كنا نريدهما معاً .. فطريقهما الإيمان. أما الآخرة فلها حديث في غير هذا الموضع. وأما الدنيا وآمالنا فيها ، وغايتنا منها ، وسعادتنا بها ، فقد تبين أن الإيمان الحق هو سبيلها ، لا سبيل غيره. إن كنا نريد السعادة الشخصية ، فلا سعادة بغير سكينة النفس ، ولا سكينة بغير إيمان. وإن كنا نريد الحياة النظيفة ، فلا نظافة بغير استقامة ، ولا استقامة بغير إيمان. وإن كنا نريد التماسك الاجتماعي ، فلا تماسك بغير إخاء ، ولا إخاء بغير إيمان. وإن كنا نريد النصر العسكري على عدونا الجاثم على صدورنا ، فلا نصر بغير أبطال ، ولا بطولة بغير تضحية ، ولا تضحية بغير إيمان. وإن كنا نريد الرخاء الاقتصادي ، فلا رخاء بغير إنتاج ، ولا إنتاج بغير أخلاق ، ولا أخلاق بغير إيمان. وإن كنا نريد التقدم (التكنولوجي) فلا تقدم بغير إخلاص ، ولا إخلاص بغير هدف ، ولا هدف للحياة بغير إيمان. وإن كنا نريد الإصلاح الجذري لحياتنا ، فلا إصلاح إلا بتغيير نَفْسِيّ ، ولا تغيير إلا بتصميم ، ولا تصميم إلا بإيمان.
الإيمان هو قوة الخلق ، وخلق القوة ، وروح الحياة وحياة الروح ، وسر العالم وعالم الأسرار ، وجمال الدنيا ودنيا الجمال ، ونور الطريق وطريق النور.
الإيمان هو مصنع البطولات ، ومحقق المعجزات ، ومفتاح المغاليق ، ومنارة الهدى في كل طريق.
الإيمان في كلمة واحدة ضرورة للحياة الإنسانية: ضرورة للفرد ليطمئن ويسعد ويرقى ، وضرورة للمجتمع ليستقر ويتماسك ويبقى.
والإيمان الذي عنيناه هو الإسلام ، في شموله وتوازنه وعمقه وإيجابيته ، إيمان القرآن والسنة ، إيمان الصحابة والتابعين لهم بإحسان: معرفة ونية واعتقاداً وعملاً ، لا الإيمان العقلي الخالص الذي أراده المتكلمون ، ولا الروحي المحض الذي أراده المتصوفون ، ولا الشكلي الجاف الذي عنه به المتفقهون الجامدون.
هذا الإيمان ليس مجرد شعار يُرفع ، أو دعوة تُدعى ، إنه أسلوب حياة متكامل للفرد والأمة ، إنه ضياء ثاقب ، ينفذ إلى الفكر والعاطفة والإرادة في دنيا الفرد ، فيجري في كيانه عصارة الحياة ، وينشئه من جديد ويحوله من مخلوق تافه إلى إنسان ذي رسالة وهدف ، ومن حيوان أو سبع إلى كائن أشبه بالملائكة. ويمتد إلى المجتمع بأشعته الوهاجة المشرقة ، فإذا دم الحياة قد جرى في عروقه ، والعافية قد سرت في أوصاله ، فيشفيه وهو سقيم ، بل يحييه وهو رميم ، أليس فيه نفخة سر الألوهية التي تقول للشئ: (كن فيكون)؟
الإيمان الحق هو الذي يخط آثاره في الحياة كلها ، ويصبغها بصبغته الربانية في الأفكار والمفاهيم ، والعواطف والمشاعر ، والأخلاق والعادات ، والنظم والقوانين (صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة)
والأمة التي تريد أن تحيا بالإيمان لا بد أن (تكيف) حياتها ومناهج تفكيرها وسلوكها وفقاً لما يوجبه عليها منطق الإيمان ، وأن تحرر وجودها من كل ما يعوق هذا الإيمان أو يحجب نوره وسناه ، وإلا كان إيمانها حبراً على ورق ، ودعوى بلا برهان.
فاللهم اهد أمتنا إلى صراط الإيمان: (صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين) .. آمين.
ALZAHRAALMOSLMA
عدد الرسائل : 1368
موضوع: رد: الإيمان هو الطريق الوحيد الخميس 12 مارس - 15:38:56
فاللهم اهد أمتنا إلى صراط الإيمان: (صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين) .. آمين. انار الله لك دنياك