وهي كثيرة أو ً لا : الثبات في الفتن التقلبات التي تصيب القلوب سببها الفتن ، فإذا تعرض القلب لفتن السراء والضراء فلا يثبت إلا أصحاب البصيرة الذين عمر الإيمان قلوبهم . ومن أنواع الفتن فتنة المال : { ومنهم من عاهد الله لئن أتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين ، فلما آتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون } التوبة / ٧٥،٧٦
فتنة الجاه : { واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ، ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا . واتبع هواه وكان أمره فرطًا }الكهف / ٢٨ فتنة الزوجة : { إن من أزواجكم وأولادكم عدوًا لكم فاحذروهم } التغابن / ١٤
فتنة الأولاد : (الولد مجبنة مبخلة محزنة ) رواه أبو يعلى وله شواهد . وهو في صحيح الجامع ٧٠٣٧ فتنة الاضطهاد والطغيان والظلم : ويمثلها أروع تمثيل قول الله عز وجل : { قتل أصحاب الأخدود ، النار ذات الوقود ، إذ هم عليها قعود ، وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود ، وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد ، الذي له ملك السموات والأرض والله على كل شيء شهيد } البروج
وروى البخاري عن خباب قال : شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة في ظل الكعبة ، فقال عليه السلام : ( قد كان من قبلكم و يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض فيجعل فيها فيجاء بالمنشار، فيوضع على رأسه فيجعل نصفين ويمشط بأمشاط الحديد، من دون لحمه وعظمه ، فما يصده ذلك عن دينه ) رواه البخاري فتنة الدجال : وهي أعظم فتن المحيا : { يا أيها الناس إنها لم تكن فتنة على وجه الأرض منذ ذرأ الله آدم أعظم من فتنة الدجال .. يا عباد الله ، أيها الناس : فاثبتوا فإني سأصفه لكم صفة لم يصفها إياه قبلي نبي .. } رواه ابن ماجه
وعن مراحل ثبات القلوب وزيغها أمام الفتن يقول النبي (تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودًا عودًا ، فأي قلب أشربها نكت فيه نكتة سوداء ، وأي قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء ، حتى يصير على قلبين ، على أبيض مثل الصفا ، فلا تضره فتنة م ا دامت السموات والأرض ، والآخر أسود مربدًا كالكوز مجخيًا لا يعرف معروفًا ، ولا ينكر منكرًا ، إلا ما أشرب من هواه ) رواه الإمام أحمد
واللفظ له . " معنى عرض الحصير :تؤثر الفتن في القلب كتأثير الحصير في جنب النائم عليه . ومعنى مربدًا : بياض شديد قد خالطه سواد ، مجخيًا : أي مقلوبًا منكوسًا . ثانيًا : الثبات في الجهاد { يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا } الأنفال / ٤٥ . ومن الكبائر في ديننا الفرار من الزحف وكان عليه الصلاة والسلام وهو يحمل التراب على ظهره في الخندق يردد مع المؤمنين : ( وثبت الأقدام إن لاقينا ) رواه البخاري
ثالثًا : الثبات على المنهج { من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ،وما بدلوا تبدي ً لا } الأحزاب / ٢٣ مبادئهم أغلى من أرواحهم ، إصرار لا يعرف التنازل . رابعًا : الثبات عند الممات أما أهل الكفر والفجور فإنهم يحرمون الثبات في أشد الأوقات كربة فلا يستطيعون التلفظ بالشهادة عند الموت ، وهذا من علامات سوء الخاتمة كما قيل لرجل عند موته : قل لا إله إلا الله فجعل يحرك رأسه يمينًا وشما ً لا يرفض قولها . وآخر يقول عند موته : " هذه قطعة جيدة ، هذه مشتراها رخيص " ، وثالث يذكر أسماء قطع الشطرنج . ورابع يدندن بألحان أو كلمات أغنية ، أو ذكر معشوق . ذلك لأن مثل هذه الأمور أشغلتهم عن ذكر الله في الدنيا . وقد يرى من هؤلاء سواد وجه أو نتن رائحة ، أو صرف عن القبلة عند خروج أرواحهم ، ولا حول ولا قوة إلا بالله . أما أهل الصلاح والسنة فإن الله يوفقهم للثبات عند الممات ، فينطقون بالشهادتين . وقد يرى من هؤلاء تههل وجه أو طيب رائحة ونوع استبشار عند خروج أرواحهم . وهذا مثال لواحد ممن وفقهم الله للثبات في نازلة الموت ، إنه أبو زرعة الرازي أحد أئمة أهل الحديث وهذا سياق قصته : قال أبو جعفر محمد بن علي و راق أبي زرعة : حضرنا أبا زرعة بما شهران قرية من قرى الري عند احتضاره وعنده أبو حاتم وابن واره والمنذر بن شاذان وغيرهم ، فذكروا حديث التلقين ( لقنوا موتاكم لا إله إلا الله ) واستحيوا من أبي زرعة أن يلقنوه ، فقالوا تعالوا نذكر الحديث ، فقال ابن واره : قال رسول الله ( آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة ) وخرجت روحه رحمه الله . سير أعلام النبلاء . ٨٥-٧٦/١٣ ومثل هؤلاء قال الله فيهم : { إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون } فصلت / ٣٠ سبحانك اللهم وبحمدك نستغفرك ونتوب إليك
ALZAHRAALMOSLMA
عدد الرسائل : 1368
موضوع: رد: مواطن الثبات الأربعاء 18 مارس - 21:05:22
ومثل هؤلاء قال الله فيهم : { إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون } فصلت / ٣٠ سبحانك اللهم وبحمدك نستغفرك ونتوب إليك