ها هو العالم مرة أخرى لم يخرج من أزمته الاقتصادية التي أصابته بسبب (الربا)، ها هو يدخل في أزمة أخرى قد تكون أشد من أزمته الاقتصادية وذلك بسبب (الخنزير) هذا العالم الذي يعاني أيضا من الأمراض الفتاكة التي لم يستطع بما توصل إليه من علوم أن يجد العلاج لها والتي تنتشر بسبب (الزنا)!!
إنفلونزا (الخنزير) ليست كسابقتها التي أصابت الطيور، فالعدوى هنا تنتقل عبر الهواء، فبمجرد الاقتراب من الخنزير المصاب تنتقل العدوى، والأخطر من هذا كله هو احتمال انتقال الفيروس من الإنسان إلى الإنسان وهو الذي لم يحدث في حالة إنفلونزا الطيور.
حكومات العالم تعلن حالات الطوارئ، الخنازير تحصد عشرات القتلى في المكسيك والمئات في حالات الخطر، الهجوم (الخنزيري) يحصد ضحايا في الولايات المتحدة الأمريكية، ويصل الهجوم إلى بريطانيا ونيوزلندا وغيرها من دول العالم، ومنظمة الصحة العالمية تدق ناقوس الخطر وتعلن حالة الطوارئ وتنذر جميع دول العالم من خطر فيروس إنفلونزا (الخنزير) وها نحن ندخل في أزمة عالمية جديدة.
هذه ليست المرة الأولى التي يتسبب فيها هذا الحيوان (النجس) بأمراض وبائية معدية وقاتلة للبشرية، بل هو يعتبر بيت الداء والأمراض والأوبئة بلا منافس على مر التاريخ، وكلما حاول البشر القضاء على نوع من أمراضه فإنه يستحدث نوعا آخر، وما خفي من أمراضه العضوية وربما غير العضوية أعظم مما نعلمه.
متى ينتبه العالم إلى أنه لا صلاح له ولا بقاء له إلا بدين الله الذي هو (الإسلام)، وليس هناك مخرج للعالم من كوارثه الاقتصادية والسياسية والبيئية والصحية والاجتماعية وغيرها من الكوارث إلا باتباع (الإسلام): {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا}.
سيقول (السفهاء) من الناس أنه لا علاقة للخنزير بهذه الأمراض، فالبقر أصيب قبله والطيور تصاب كذلك، وهؤلاء ربما لا يعلمون الفرق بين إنفلونزا الخنزير وغيره من الناحية الطبية، وهم أيضا لا يعلمون أن الشريعة الإسلامية حرمت الحيوانات التي تطعم من النجاسات والميتات وإن كانت دجاجا أو بقرا!! وقد يقر الغرب والنصارى وعقلاؤهم بأن الدين الإسلامي هو الحل للخروج من أزمات البشرية اليوم في حين أن سفهاءنا لا يقرون!!
ما أعظم القرآن عندما يقول {إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل به لغير الله} وما أعظم عندما يصف الخنزير بالنجس، {.. أو لحم خنزير فإنه رجس..}، إن الله الذي خلق البشر عليم بما يصلحهم وما يفسدهم، فلم يحل لهم شيئا إلا كان طيبا ولم يحرم عليهم شيئا إلا وكان خبيثا، فالزنا والخمر والخنزير والميسر وسائر المحرمات لم يحرمها الله جل وعلا إلا لضررها على البشر {ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث} وإن كان البعض لا يعلم الأضرار الناتجة عنها، لأن {الله يعلم وأنتم لا تعلمون}.
ربما تتم السيطرة على هذا الوباء وربما يتحول الى كارثة إنسانية، وفي كل الأحوال يجب تحكيم شريعة الرحمن في كل شيء حتى في المأكل والمشرب {أليس الله بأحكم الحاكمين}.
إن أردنا الخير للعالم فالخير كل الخير في اتباع هذه الشريعة المحفوظة، وما ادعاء (العلمانيين) في أمتنا أن الشريعة الإسلامية لا تصلح لزماننا إلا (سفه) و(جهل) من صاحبه وإن كان يحمل أعلى الشهادات، وما العلمانية إلا قمة الجاهلية وصورتها القبيحة {أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون}.
شريعتنا كاملة ومحفوظة ومصونة، لا نستحي من أي حكم فيها بل نفتخر بكل أحكامها حتى إن كانت في آداب قضاء الحاجة وآداب الأكل والشرب، أو أحكام العلاقات الزوجية أو أي أدب وحكم إسلامي.
البعض كان يستغرب لماذا هذا العداء للخنزير؟! ولماذا المسلمون يكرهون هذا الحيوان، والقضية ليست كرها ولا عداء؟! وربما علم المنصفون الآن أن أضراره أكبر من منافعه وربما تثبت لنا السنوات القادمة أخطارا لم نكن مستعدين لها بسبب هذا الحيوان الذي وصفه الله بقوله {رجس}، وصدق النبي صلى الله عليه وآله وسلم عندما قال (يوشك أن ينزل فيكم ابن مريم حكما عدلا، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية).
نبيل بن على العوضى