قال أبو محمد بن حزم في كتابه ( الإحكام في أصول الأحكام ) 4/185 :
( .. قال رجل لابن مسعود : أوصني بكلمات جوامع.
فقال له ابن مسعود :
" اعبد الله ولا تشرك به شيئا ، وزل مع القرآن حيث زال ، ومن أتاك بحق فاقبل منه ، وإن كان بعيدا بغيضا ، ومن أتاك بالباطل فاردده ، وإن كان قريبا حبيبا "
قال أبو محمد :
هذه جوامع الحق، اتباع القرآن ، وفيه اتباع بيان الرسول ، وأخذ الحق ممن أتى به ، وإن كان لا خير فيه ، وممن يجب بغضه وإبعاده وأن لا يقلد خطأ فاضل ، وإن كان محبوبا واجبا تعظيمه . . )
.
أضغط هنا لتكبير الصورة , مقاس الصورة الأصلي 750x23 وحجمها 21KB.
- أورد البيهقي عن الشافعي أنه قال : (( أثنى الله تبارك وتعالى على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في القرآن والتوراة والإنجيل وسيق لهم على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم من الفضل ما ليس لأحد بعدهم فرحمهم الله وهنأهم بما أتاهم من ذلك ببلوغ أعلى منازل الصديقين والشهداء والصالحين فهم أدوا إلينا سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم وشاهدوه والوحي ينزل عليه فعلموا ما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم عاما وخاصا وعزما وإرشادا وعرفوا من سنته ما عرفنا وجهلنا وهم فوقنا في كل علم واجتهاد وورع وغقل وأمر استدرك به علم واستنبط به وآراؤهم لنا أحمد وأولى بنا من آرائنا عندنا لأنفسنا والله أعلم )) .
أضغط هنا لتكبير الصورة , مقاس الصورة الأصلي 750x23 وحجمها 5KB.
قال الإمام الكبير ناصر السنة وقامع البدعة أبو محمد بن حزم ـ رحمه الله تعالى ـ في كتابه الجليل " الفصل في الملل والأهواء والنحل " ( 5/ 98) :
" فاعلموا رحمكم الله أن جميع فرق الضلالة لم يجر الله تعالى قط على أيديهم خيراً ، ولا فتح بهم من بلاد الكفر قرية ولا رفع للإسلام راية ، وما زالوا يسعون في قلب نظام المسلمين ، ويفرقون كلمة المؤمنين ، ويسلّون السيف على أهل الدين ، ويسعون في الأرض مفسدين .
أما الخوارج والشيعة : فأمرهم في هذا أشهر من أن يتكلف ذكره ، وما توصلت الباطنية إلى كيد الإسلام وإخراج الضعفاء عنه إلى الكفر إلا على ألسنة الشيعة ، وأما المرجئة فكذلك إلا أن الحارث بن سريح خرج بزعمه منكراً للجور ، ثم لحق بالترك فقادهم إلى أرض الإسلام فأنهب الديار وهتك الأستار ، والمعتزلة في سبيل ذلك إلا أنه ابتلى بتقليد بعضهم المعتصم والواثق جهلاً ، وظناً أنهم على شيء ، وكان للمعتصم فتوح محمودة كبابل والمازيار وغيرهم فالله الله أيها المسلمون تحفظوا بدينكم، ونحن نجمع لكم بعون الله الكلام في ذلك ، الزموا القرآن وسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وما مضى عليه الصّحابة رضي الله عنهم والتابعون وأصحاب الحديث عصراً عصراً ، الذين طلبوا الأثر ، فالزموا الأثر ودعوا كل محدثة فكل محدثة بدعة ،وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار، وبالله تعالى التوفيق " .
أضغط هنا لتكبير الصورة , مقاس الصورة الأصلي 750x23 وحجمها 5KB.
حكى أبو العرب التميمي عن ابن فروخ أنه كتب إلى الإمام مالك بن أنس : إن بلدنا كثير البدع وإنه ألف كلاما في الرد عليهم .
فكتب إليه الإمام مالك يقول له :
إن ظننت ذلك بنفسك خفت أن تزل فتهلك ، لا يرد عليهم إلا من كان ضابطاً عارفاً بما يقول لهم ، لا يقدرون أن يعرجوا عليه ، فهذا لا بأس به .
وأما غير ذلك فإني أخاف أن يكلمهم فيخطئ فيمضوا على خطئه ، أو يظفروا منه بشيء فيطغوا ويزدادوا تماديا على ذلك .
أضغط هنا لتكبير الصورة , مقاس الصورة الأصلي 750x23 وحجمها 5KB.
قال الشاطبي رحمه الله في كتاب "الاعتصام" [ج1 ، ص30] :
"... ما من بدعة تحدث إلا ويموت من السنن ما هو في مقابلتها حسبما جاء عن السلف في ذلك
فعن ابن عباس قال : ما يأتي على الناس من عام إلا أحدثوا فيه بدعة وأماتوا فيه سنة حتى تحيا البدعة وتموت السنن .
وفي بعض الأخبار لا يحدث رجل بدعة الا ترك من السنة ما هو خير منها .
وعن لقمان بن أبي إدريس الخولاني أنه كان يقول ما أحدثت أمة في دينها بدعة إلا رفع بها عنهم سنة .
وعن حسان ابن عطية قال ما أحدث قوم بدعة في دينهم إلا نزع الله من سنتهم مثلها ثم لم يعدها إليهم إلى يوم القيامة .
إلى غير ذلك مما جاء في هذا المعنى وهو مشاهد معلوم ..." أ.ه