موضوع: شيخ الأزهر والخروج عن الموضوع السبت 17 أكتوبر - 2:43:37
شيخ الأزهر والخروج عن الموضوع
لو أنى أعلم يقينا أنني أفهم في الدين أكثر من الوالد الكريم الحاج/ سيد طنطاوي فهل يسمح لي ابنه فضيلة الشيخ محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر أن أعبر عن هذه الحقيقة بالعبارة التي ألقاها هو في وجه الطالبة البريئة؟
هل يسمح لي أن أقول له (إنني أفهم في الدين أكثر من ..................)؟!
إنني أحاول أن أكتب هذه العبارة ولكن لا أستطيع.. لماذا ؟
1ـ لأن هذه العبارة نوع من السب الذي جرى العرف به في مصر وقد نهينا عن السب والشتم.
2ـ لأنها موجهة إلى الوالد الذي لا ذنب له!!
ولو أن بيني وبين فضيلة شيخ الأزهر خلافا ً.. فما ذنب السيد الوالد رحمه الله وأكرمه؟
3ـ لأن الوالدين لهم حصانة من السب وهذه الحصانة جعلها الرسول (صلى الله عليه وسلم) مسؤولية كل ابن إذا رفعها عن أبيه كان ذلك من الكبائر..
"إن من أكبر الكبائر أن يسب الرجل والديه.
قالوا: وكيف يسب الرجل والديه؟
قال :يسب أبا الرجل فيسب أباه وأمه"
وما الذي يؤمنني أن يرد على مخالفي بمثلها.. فأكون قد عريت والدي من الحصانة وعرضته للإهانة!
4ـ ما الذي يدريني أن يكون ذلك الرجل صالحا ً وليا ً من أولياء الله تقيا ً من الأتقياء.. خصوصا ً إذا كان قد أنجب ابنا ً ألحقه بالأزهر فعلمه الدين ومكنه من طريق الصلاح.
فهل يكون نصيبه منى ذكره بما يكره ؟!
كل ذلك على فرض أنى على يقين أنني أفهم في الدين أكثر من الوالد.. فما بالكم إذا لم تكن هذه هي الحقيقة.
فما يدريني أن يكون الوالد الذي أنجب مخالفي أكثر منى فهما في الدين ؟ أليس هذا واردا ً ؟
وهب أنني اعتليت يوما ً منصب شيخ الأزهر.. هل ذلك يعنى أنى أفهم الناس في الدين؟.. بالطبع كلا .
المناصب شيء لها مؤهلاتها الكثيرة التي ينظر إليها من يوليها مجتمعة.. وبالتالي قد يولى الأكفأ فنيا ً؛ وقد يوجد الأكفأ الفائق فنيا أو علميا ً ولكنه فاقد لمؤهلات أخرى قد يراها من يولى المنصب جوهرية مثل مراعاة الواقع قبل الفتوى ومواءمتها مع الحال.. أليس كذلك ؟1
فلماذا إذا؟!
لماذا لا يفترض شيخ الأزهر أن يكون فهم والد هذه الطالبة في الدين أكثر من فهمه؟
ولماذا ضاق صدره بالتزام طالبة بأدب تعتقد أنه فضيلة ؟
وما الذي يدرى شيخ الأزهر لعلها قرأت في تفسيره للقرآن قبل أن يتولى المناصب ما دعاها للنقاب؟!
ولماذا لم نر شيخ الأزهر يوما ً ضائقا ً ذرعا ً بفتاة عارية ولا براقصة عبر عن ضيقه بفعلها ولو حتى بكلمة؟!
ولماذا لا يتوقع شيخ الأزهر أن يرفع عليه أحد قضية بسبب ما ناله منه فيكون الشيخ قد عرض منصبه لسابقة مهينة لم يسبقه إليها شيخ ؟!
الحقيقة أن فلتات شيخ الأزهر أكثر من هذا الموقف:
فمن قبل وقفت فتاة في لقاء له كان قد كلف به في مدينة المنيا سنة 1991م فسألته عن رده على من يقول بوجوب النقاب مثل الشيخ ابن باز فكان جوابه ولا ابن باز ولا ابن غراب!!!
أقعدي فقعدت
وقبلها كلف الشيخ مع وزير الأوقاف السابق بمحاولة تضييق الفجوة بين الشباب وبين علماء الأزهر ومن ثم بين الحكومة وتناول قضايا الشباب الساخنة فماذا كانت النتيجة ؟
زادت الفجوة اتساعا!!.. والسبب ماذا ؟
السبب ضيق صدر فضيلة الشيخ طنطاوي "المفتى أيامها" بعد فشله في الإقناع.. وخروجه عن الموضوع إلى استدلالات ليست من الموضوع في شيء.. بل عبارات تحسب عليه فتفقده قناعة جمهوره.. ولذلك لم يخرج من هذه الجولة الطويلة ولا بشاب واحد تفهم مسألة واحدة!!
لأن الشيخ لم يتناول الأدلة على مسألة !..وإنما كانت إجاباته من نوع قوله:
أنا مفتى الجمهورية!!.. وربما ساعده على ذلك قول وزير الأوقاف أيامها الدولة هي الدولة! وأن أمريكا تمنحنا أربعة أرغفة من كل خمسة!
لقد استعانت الدولة بفضيلة الشيخ طنطاوي منذ أن كانت العلاقة بين الدولة والشباب في أوج توترها.. فما الذي أفادها الشيخ في أخطر قضية كانت شاغله كل قطاعات الدولة ؟
أصدر كثيرا ً من الفتاوى التي زادت الهوة وألبت عليه وعلى الدولة كل قطاعات ومستويات المسلمين المتدينين وغير المتدينين.. وآخر فتوى للشيخ خير مثال وهى فتوى جواز تبرع المسلم بماله لكنيسة النصارى ؟
لقد كانت الدولة كما كان الشباب المسلم في حاجة إلى حكيم يقف قريبا ً من كل طرف.. أو بين الخندقين.. أو يتفهم الشباب وقضاياه كما يتفهم الدولة ومشاكلها فيقرب ولو شيئا ً ما بين الدولة وأبنائها.. ولكن الشيخ سارع فوقف في خندق الحكومة فقسم القوم فريقين معه أى مع الدولة وضده أي ضدها.
فما الذي استفادته الحكومة؟!
ساندها بالفتاوى ولكنه أضرها حيث لم يقتنع بفتاواه أحد!!
أضاف إلى الآلاف المدافعة عنها واحدا ً وهى في غنى عن العدد إنما كانت تحتاج إلى الحكمة.
فيا فضيلة شيخ الأزهر.
ليست مهمتكم إجبار طالبة على خلع النقاب فهذه مهمة آخرين.
وليست مهمتكم الغلظة على الملتزمين ولا حتى المتطرفين.
أنتم الإمام الأكبر شيخ الأزهر.. وأنتم المعين من قبل الدولة.
فمنصبكم هو لسان الشعب عامة والشباب خاصة لدى الدولة.
وهو الوجه المقبول للدولة ولسانها الجميل.
وهو الصدر الواسع الحنون للمسلمين خاصة.. وأما غير المسلمين فقد عينت الدولة لهم صدرا ً هو أوسع بهم وأفهم لقضاياهم.
وهو المنصب الذي يكسب خصوم الحكومة فيضيفهم لها .. وليس العكس.
وهو المنصب الذي يدعو الدولة إلى الرفق فيوازن وزارات الشدة دورها ومهمتها وتخصصها وخبرتها.
جعلكم الله عونا وسندا ً لمن يريد الحق ويبتغيه.. والله يقول الحق وهو يهدى السبيل
ALZAHRAALMOSLMA
عدد الرسائل : 1368
موضوع: رد: شيخ الأزهر والخروج عن الموضوع الثلاثاء 20 أكتوبر - 16:51:19