موضوع: الصحابي الجليل البراء بن مالك الأنصاري السبت 31 أكتوبر - 21:25:39
الصحابي الجليل البراء بن مالك الأنصاري
الصحابي الجليل البراء بن مالك الأنصاري
كان أشعث أغبر ضئيل الجسم معروق العظم تقتحمه عين رائيه، ثمتزورّ عنه ازوراراً، ولكنه مع ذلك، قتل مائة من المشركين مبارزة وحده، عدا الذينقتلهم في غمار المعارك مع المحاربين، إنه الكمي الباسل المقدام الذي كتب الفاروقبشأنه إلى عماله في الآفاق: لا تولوا البراء جيشاً من جيوش المسلمين؛ مخافة أن يهلكجنده بإقدامه. إنه البراء بن مالك الأنصاري، أخو أنس بن مالك خادم الرسول صلىالله عليه وسلم . التفت خالد بن الوليد إلى البراء بن مالك يوم اليمامة في الحربضد مسيلمة الكذاب وقال: إليهم يا فتى الأنصار... فالتفت البراء إلى قومه وقال: يامعشر الأنصار: لا يفكرن أحد منكم بالرجوع إلى المدينة، فلا مدينة لكم اليوم، وإنماهو الله وحده... ثم الجنة. ثم حمل على المشركين وحملوا معه، وانبرى يشق الصفوف،ويعمل السيف في رقاب أعداء الله حتى زُلزلت أقدام مسيلمة وأصحابه، فلجؤوا إلى حديقةالتي عرفت في التاريخ بعد ذلك باسم حديقة الموت لكثرة من قتل فيها في ذلك اليوم. وتمكن من دخولها بالرغم من جدرانها المحصنة فتدفق المسلمون على الحديقة، حتى قتلوامن المرتدين حوالي عشرين ألفاً وأردوا مسيلمة صريعاً. حمل البراء بن مالك إلىرحله ليداوى فيه، وأقام عليه خالد بن الوليد شهراً يعالجه من جراحه؛ حتى أذن اللهله بالشفاء. ظل البراء بن مالك يتوق إلى الشهادة التي فاتته يوم حديقة الموت،حتى كان يوم فتح (تستر) من بلاد فارس، فقد تحصن الفرس في إحدى القلاع الممردة،فحاصرهم المسلمون، واشتد البلاء على الفرس، وجعلوا يدلون من فوق أسوار القلعة سلاسلمن حديد، علقت بها كلابيب من فولاذ حميت بالنار. فعلق كلاب منها بأنس بن مالك أخيالبراء بن مالك، فما إن رآه حتى وثب على جدار الحصن، وأمسك بالسلسلة التي تحملأخاه، وجعل يعالج الكلاب ليخرجه من جسده فأخذت يده تحترق وتدخن، فلم يأبه لها حتىأنقذ أخاه، وهبط إلى الأرض بعد أن غدت يده عظاماً ليس عليها لحم. في هذه المعركةدعا البراء الله أن يرزقه الشهادة، فأجاب الله دعاءه، حيث خر صريعاً شهيداً مغتبطاًبلقاء الله