../ مدخل ..
بِ جُنُونِي .. لَنْ أَتْرُك خَلْفِي ظِلاً .. يَتْبَعُنِي
وَلَنْ أتْرُك لِ الثَوانِي مَلاذاً لِ التَحْرُكْ
فَ مُنْذُ أَن عَرَفْتُ الدُنْيَا بِ أوْلادِهَا الإثْنَي عَشَرْ
لَمْ أَعْرِف لِ العَقْلِ مَعْنَاً ..
هُنَا لا مَسَاحَة لِ التَمْتَمَة
و لا أَوْرَاقٌ لِلكِتَابَة
فَأنَا جُزْءٌ مِنَ الجُنُوْنْ ..
{ 1 }
بَيْنَ تِلَاوات المَلآئِكَة ..
وَ صَلَوَآتْ العِبَاد ..
و وَسْوَسَة الشَيَآطِيْن ..
يَكْمُنُ حَرْفِي ..
بِ رَبِكُمْ !.
كَيْف لِ قَلمِي أَنْ يَكْتُبْ
بِ ذّآكْ المَكَان ..
***
مِنْ تَحْتِ ظُلُمَاتِ السُكُوْن ..
أبْعَثُ بِ هَمَسَاتِ عَاشِقٍ ..
[ لَمْ يَنْتَهِي عِشْقُهُ ]
عَاشِقُ حُورِية مِنْ الجَنّة
عَاشِقُ لَمْ يَعْرِفْ لِ السِنِيْنِ أيَامَاً ..
و لا لِ الكَونِ مِنْ مَعَالِمْ ..
فَ كُلُ مَا يَعْرِفُهُ .. مِحْبَرَةٌ مُهْتَرِءة
وَ صَفَحَاتٌ مُبَلَلَةُُ بِ الدُمُوْع ..
{2}
فِيْ دَهَآلِيْز السُكُوْن ..
أبْحَث فِيْهَا عَنْ نَفْسِيْ
بَيْنَ الزَوَايَا القَاتِمَة ...
فَ أجِدُ نَفْسِي عَلَى حُدُوْدِ المَاضِي
أسْوَارٌ عَالِيَةٌ .. و بَوابَاتٌ خَشَبِيَة
لا أعْلَمُ كَيْفَ تَجَاوَزْتُهَا
بِ شَيٍ مِنْ اللا وَعْي .. وَجَدّتُ نَفْسِي ..
خَلْفَ تِلْكَ الأسْوَآر ..
***
نُوْرٌ سِاطِعْ يُبْهِرُ عَيْنَاي ..
ضِيَاءٌ يَمْنَعُنِي مِنْ الرُؤيا ..
إنّهُ نُوْرُهَا .. تِلْكَ هِيَ نَدَاوَة السَحَاب ..
هِيْ [ المُسْتَبِدَة] مَنْ أدْخَلَنِي دَهَالِيْزِي .. { و أَخْرَجَتْنِي }
إنَّهَا كِبْرِيَاءُ أُنْثَى ..
لا تُعْطِي لِ غَيْرِ مَقَامِهَا أمَلاً ..
كِبْرِيَاءٌ بِ لِذَة الكَرَزْ ..
وَ فَوَاحٌ كَ أزْهَارِ البَنَفْسَجْ ..
أُنْثَى فَرِيْدَة .. لا تَجِدُ مِثْلَهَا ابَدَاً ..
إنَّهَا أفْنَانٌ طَاهِرِةٌ .. و َشَوْقٌ مُقَدَسْ ..
هِيَ مِلْكِي ... أنَا وَحْدِيْ فَقَطْ ..
***
{3}
فِيْ تِلْكَ الأحْضَان الدَآفِئَة أرْتَمِي
بِ جَسَدِ رَجُلٍ مُنْهَكْ
أَرْتَمِي .. فَي مَعَالِم جَسَد [ غَجَرِيْ ]
هُنَا المَسَاحَة الوَحِيْدَة التِي يُمْكِنُنِي ..
أنْ أشْتَنْشِقَ عَبَقِك ..
و أَهِيْم دَاخِلَ جَنَاتِكْ ..
أَيَا غَجَرِيَة ضُمِيْنِي إلَيْكِ .. [ دَثِرِيْنِي ]
بِ صَفَاء وِشَاحِكِ الأبْيَضْ إحْتَوِيْنِي ..
إحْتَوِيْ قَلْبٌ لا يَنْبِض ..
إلّا بِ حُرُوْفِ اسْمِكْ ..
و رْوْحٌ لا تُؤمِنْ .. بِ غَيْرِ تَرَاتِيْلِكْ ..
يَا مَنْ رَسَمْتِ لِ مُسْتَنْقَعَاتِ الكَوْن ..
لَوْحَةٌ زَيْتِيَة .. { بَيْضَاء }
بِ قُمَاشٍ مِنْ أرْضِ النَقَاء ..
يَا مَنْ إبْتَكَرَتْ لِ الزَهْرِ عِطْرُه
يَا غَجَرِيَةٌ أنْتِ بِ كُلِ مَعَانِيْهَا ..
***
أدْخُلِيْ بَسَاتِيْنَ حُرُوْفِي ...
قَسَمَاً .. لَنْ تَجِدِي فَاكِهَةُ ..
{ نَاضِجَة }إلّا و َ عَلَيْهَا اسْمُكِ ..
وَ فِيْ البَاحَةِ الخَلْفِيَة ..
ادْخٌلِيْ حَدِيْقَة أزْهَارِ { اللُغَة }
وَ اقْطَفِيْنِي مِنْهَا كَيْفَمَا شِئْتِي ..
إنْزَعِيْ أشْوَاكِي و َ اجْعَلِيْنِي بَاقَةَ وَرْدٍ ..
لِ تُهْدِيْهَا إلَيّ ..
***
سَيِدَتِي .. عَلَى ضِفَافِ السَحَأب
لِ نَرْقُص .. حَتَى النِهَايَة !.
لِ نُتَمِمْ تِلْكَ الحَرَكَاتِ البَائِسَة ( بِنَا )
فَ لوْلانَا .. لَمْ تَكُنْ لِ تِلْكَ الرَقَصَاتِ ( مَعْنَاً )
لِذَا فَلْنَرْقُصْ حَتَى التَعَبْ ..
{ 4 }
عَلَى وَقْعِ الصَمْت .. المُؤلِم [ إنْسَحَبْتِي ]
بِ هُدُوْء .. مِنْ بِيْنَ أوْرَاقِيْ ..
لِ أجِدَ نَفَسِيْ عُدْتُ إلَى أعْمَاقِ غُرْبَتِي
بِدُونِكِ يَا شُعَاع النُوْر فِي جَوَارِحِي
أنَا الغَرِيْــــبُ فِي وَطَنِه ..
***
شُعَاعُ نُوْر .. وَ ظَلامٌ دَاخِلِيْ ..
و إخْتِفَاؤُكِ شَيْئَاً فَ شَيْئَاً
يَزِيْدُ بِ أَلَمِ قَلْبٍ لا يَفْهَم ..
غَيْرَ تِلَاوَاتِ عِشْقِكْ ..
يَشْتَدُ النُوْر .. وَ تَمُوتُ الأنْفُس ..
و تَحْيَا فِي مَمَالِكِ الكَوْنِ ..
وحُوْشٌ لا تَنَامْ .. ولا تَسْأم ..
مِنْ أكْلِ لُحُوْمِ الفَرَح ..
و شُرْبِ أقْدَاحِ السَعَادَة ..
لَحَظَاتٌ مُنْسَحِبَة ..
بَعْدَهَا .. لا أرَى طَيْفِك ..
بَيْنَ الزَوَايَا و الأمَاكِن ..
***
فِي تِلْكَ الثَوَانِيْ ..
مَا بَيْنَ إنْدِثَارِي .. وَ أنْبِعَاثِي
حَفْنَةُ أسَى .. و بَرَامٍيْلُ أحْزَان ..
وَ بِ عُمْقِ دَهَالِيْزِي ..
وَ مَابَيْنَ الحِطَانِ الخَمْسَة ..
التَيْ يَكْمُنُ فِيْهَا { الأنا }
وَ بَعْدَ خُضُوْعِيْ وَ اخْتِفَاؤُكْ ..
لَمْ يَبْقَى لِي شَيْئا .. يُحْيي بِكِ الذِكُرَى ..
سِوَى وشَاحُكِ الأبْيَض ..
المَدْفُوْن تَحْتَ تِلْكَ الفَوْضَى ..
لا بَأس .. فَأنَا فَوْضَوَيٌ بِ إحْسَاسِي ْ ..
لَمْ أبْتَكِر بَعْدُ طَرِيْقَةً لِ تَرْتِيْبَهَا ..
سَ أظَلُ مِنْ بَعْدِك كَمَا كُنْتُ ..
{ مَجْمُوعَةُ إنْسَانْ }
تُجَمِعُ نَفْسَهَا و لا تَقْدِر ..
***
من بريد ALZAHRA