كيف تدّعي قدرتك على الجهاد ضد عدوّك، وقد فشلت في جهاد نفسك أولا، في أمر لا يكلفك دما ولا مالا، لا يعدو كونه دقائق قليلة تبذلها في ركعتين مفروضتين من الله الواحد القهار ..كيف تطلب الجهاد، وأنت الذي تخبّط في أداء الصلوات المفروضة، وتضيّع السنن ، ولم تقرأ وردا من القرآن، ونسيت أذكار الصباح والمساء، ولم تتحصّن بغض البصر، ولم تصلى الفجر في جماعة 000 وقد قال تعالى ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).
فالرجاء أن تسمحوا لي أن أسأل أصحاب هذا الرأي بضعة أسئلة :-
1- ماذا لو أقدم شارون على احتلال سيناء فهل يقول المصريون لن نحارب لأننا غير مستعدون دينيا!!!؟
2- ماذا لو قام حاكمنا الآن بدعوة للجهاد لتحرير فلسطين فماذا نحن فاعلون أيكون جوابنا كما قالت اليهود لموسى عليه السلام اذهب أنت وربك فقاتلا أننا هاهنا قاعدون ، بحجة أنه لم يحن الوقت للجهاد لأننا لم نصلى الفجر جماعة وغير مستعدون دينيا!!!؟
3- وهل يا ترى الفيتناميون والشعوب الغير إسلامية التي بذلت الدم لتحرير أرضها قد كانوا يصلون الفجر ويؤتون الزكاة ! أم هل يا تري الأمريكان واليهود يصلون أيضا!!!؟
يا إخواني انه حق لكل إنسان مسلما أو مسيحيا أو حتى بوذيا أن يهب ويقوم لرفع الظلم والاحتلال عن ذويه وأهله. فهذه هي سنة الله في خلقه مسلمين كانوا أو غير مسلمين فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله. فوالله نحن المسلمون أولى لنصرة سنن الله في خلقه.
قال تعاليأذِنَ للذين يُقـاتَـلون بأنهم ظلموا وأن الله علي نصرهم لقدير...الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق …) سورة الحج.
فهل ننتظر أن تحتل إسرائيل بلاد أخرى أو أن تهدم المسجد الأقصى ونقول أيضا يجب أن ننتظر!!!؟.
يجب علينا يا إخواني أن لا نُحبط أو نُثبط من عزيمة كل إنسان يريد أن يقوم بدوره لنصرة دين الله بالجهاد الأكبر حتى ولو كان عاصيا فاجرا بنص الحديث الشريف في الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر) وذلك لان الحق معه. فيجب علينا أن لا نُسقط عليه ضعفنا وجبننا حتى نبرر لأنفسنا تخاذلنا قال تعالي : (لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون بأموالهم وأنفسهم…) سورة النساء. ونكون قد ارتكبنا ذنبا آخر في وقت فرض فيه القتال لنصرة الحق حيث وصلت فيه الأحوال لأقصى درجات الذل والمهانة. فتأملوا قول الله تعالي ( يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقـلتم إلى الأرض ،أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلى قليل إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما……) سورة التوبة.
فلا شك أن الدعوة لإصلاح النفس تحمل كثير من الصحة وتصب في صالح المسلمين ، ولكن أيضا النفس اللوامة تواقة للشهادة حيث أن إصلاح النفس والجهاد الأكبر طريقان متوازيان مطلوبان لنصرة دين الله وكلا الطريقين يغير ويبدل النفس اللوامة بالنفس المطمئنة لترجع إلى ربها راضية مرضية 0قال تعالي: (أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين) سورة آل عمران.
فنرجوا أن تتأملوا معنا هذه الآيات الكريمة:
الجهاد مقياس الإيمان وقوة العقيدة:
قال تعالي: ( قل إن كان آبائكم وأبنائكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها احب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين ) سورة التوبة.
النهي عن إحباط الهمم والنهي عن التخاذل:
قال تعالي: ( يا أيها الذين أمنوا لا تكونوا كالذين كفروا وقالوا لإخوانهم إذا ضربوا في الأرض أو كانوا غزي لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا، ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم والله يحي ويميت والله بما تعملون بصير ) سورة آل عمران.
الشجاعة لا تنقص العمر والجبن لا يزيده:
قال تعالي: (الذين قالوا لإخوانهم وقعدوا لو أطاعونا ما قـتـلوا، قل فادرأوا عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين ) سورة آل عمران.
قال تعالي: ( الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم، فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل ) سورة آل عمران.
نصرة الله لا تكون بالصلاة والزكاة فقط :قال تعالي: ( ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة وأتوا الزكاة فلما كتب عليهم القتال إذا فريق منهم يخشون الناس كخشية الله أو اشد خشية وقالوا ربنا لما كتبت علينا القتال، لولا أخرتنا إلى اجل قريب، قل متاع الدنيا قليل والآخرة خير لمن اتقي ولا تظلمون فتيلا) سورة النساء.
التردد والحيرة في الجهاد في سبيل الله من ضعف الإيمان :