بالرغم من الأخبار التي نطالعها يومياً في الشاشات وفي الإنترنت والوسائل الأخرى من ملاحقة الإسلام والمسلمين في الغرب بشكل ملفت للنظر؛ لدرجة التهجم على المواطنين المسلمين لمجرد أنهم مسلمون أو سبهم، كما حدث في أمريكا وفرنسا وغيرهما، إلا أننا نلحظ أن وجود المسلمين أصبح ظاهرة ملفتة وتبعث على تساؤل غير المسلمين عما يلحق بالمسلمين، والذي يقود في كثير من الأحيان إلى توفيق الباحث أو الباحثة إلى اعتناق الإسلام والدخول في دين الله والفرح به..
ويُقدم بعضهم على تجربة بعض شعائر الدين لاكتشاف ما يمكن أن يفيده ومن ثم الدخول في الدين إذا تحققت بغيته؛ فها هو رئيس شرطة مدينة سان هوزية ـ التي تعد إحدى كبريات المدن الأمريكية ـ قرر صيام شهر رمضان الحالي كاملاً لفهم الإسلام وممارسات المسلمين!
وفي العاصمة الأمريكية "واشنطن" تزايدت أعداد مدارس العاصمة الأمريكية والمدن المحيطة التي تعترف بالأعياد الإسلامية كمناسبات عامة تسمح فيها لطلابها المسلمين بالغياب عن الدراسة، وفي ولاية نيويورك سمحت إدارة التعليم بمدينة نيويورك لطلاب مدرسة بروكلين انترناشيونال الثانوية بمغادرة مدرستهم لمدة ساعتين لأداء صلاة الجمعة خلال شهر رمضان المبارك.
وفي بيئتنا العربية تكون الخطوة أكثر إقداماً؛ لما يلمسه غير المسلم من طرق المسلمين في التعامل مما يعكس صورة إيجابية تقودهم إلى الإسلام بيسر ودون عوائق، ففي مدينة "الرياض" بالسعودية أعلن 326 شخصاً من الجاليات غير المسلمة المقيمة في المدينة إسلامهم خلال الأشهر الثلاثة الماضية من العام الجاري 1425هـ، وفي قطر يعلن 118 رجلاً وامرأة من المقيمين بالعاصمة القطرية إسلامهم خلال المدة نفسها.
والمتابع لانتشار نور الإسلام وتمدده يلاحظ أنه يجذب كل الفئات من كافة البيئات والثقافات؛ ليثبت بذلك حقيقة راسخة: أنه جاء رحمة للعالمين.
فإلى جانب أنه يكتسب أتباعاً وجدوا فيه الراحة النفسية وقهر الهموم، أو أولئك الذين شدهم رقي وحدة المسلمين وتآخيهم في إطار من الحب لا يفرق بين أبيض ولا أسود، نجده يجذب العلماء الذين يجدونه يجيب عن تساؤلاتهم في يسر بلا تعقيد، ففي ألمانيا انبهر العلماء المشاركون في إحدى ندوات إعجاز القرآن الكريم وأسلم بعضهم، وقد نشرت الصحف الألمانية في صدر صفحاتها هذه الواقعة، ومنها قصة دخول أكثر من سبعة علماء في الإسلام وتبرعهم من أموالهم لتشييد مسجد في مدينة (دسلدورف) الألمانية.
وفي ألمانيا نفسها يقدم الحزب الديمقراطي المسيحي المعارض اقتراحا للحكومة الألمانية بضرورة تعليم الدين الإسلامي في المدارس الألمانية، وجاء في الاقتراح: "إن تدريس التعاليم الإسلامية يقدم مساهمة في الانفتاح على مبادئ وأحكام هذا الدين الذي احتل مساحة جغرافية واسعة في العالم ومن حيث له معتنقوه ومريدوه، ولقد زاد انتشاره في الآونة الأخيرة خاصة".
وبالرغم من هذه الصور الحيوية وتمدد الدين الإسلامي بشكل مبشر فلن يخلو الأمر من بعض الأصوات الواهنة التي تسعى لتحجيم نور الإسلام.. والله متم نوره ولو كرهوا..!