هل الأقصى في خطر يوم 16/3?
بكل تأكيد وثقة فإن الأقصى سيكون كما هو الآن في خطر وسيشتد هذا الخطر في 16/3 لأن الصهاينة سيحاولون تنفيذ شيء ما في ذلك التوقيت ولأن الأمة قد تمرر عليها مؤامرة اقتطاع جزء من مجرد ساحاته وليس الهدم، وقد تنطلي عليها هذه الخدعة وتهدأ لأن الأقصى لم يهدم، والحقيقة أن أخذ هذا الجزء من الساحة هو بداية مرحلة خطرة جداً لن تقل خطورتها عن لحظة احتلال الأقصى عام 67، ذلك أن هذا الجزء من الساحة هو جزء من مقدسنا أي المسجد الأقصى ولأن السيطرة على هذا الجزء هو بداية مرحلة القضم والاقتطاع من الأقصى وصولاً إلى السيطرة شبه الكاملة كما حصل في المسجد الإبراهيمي الأسير الذي لا تزال قصته ماثلة أمام أعيننا وتطوراتها تتفاعل، والذي يجب العمل أيضاً لنصرته والدفاع عنه وإخراج المحتلين منه.
واجبنا تجاه كل هذا:
1- عدم الانجرار وراء الخدع اليهودية وتسويق آرائهم وتهديداتهم على أنها مسلمات بل إن الصهاينة كثيراً ما كانوا يدسون أفكاراً تتبناها وسائلنا الإعلامية من دون تدقيق، ثم نقع فريسة لها وتتحقق مآرب الصهاينة وتمرر علينا الخديعة، ومن أدل الأمثلة على ذلك إيهامنا بأن الأقصى هو فقط المسجد القبلي أو هو فقط قبة الصخرة، وهذه الخديعة انطلت على الكثير من أمتنا ولا زال بعضهم يصر عليها بشكل عجيب.
2- الضغط المتصاعد على كل المستويات من الضغط الشعبي على الأنظمة والحكام للتحرك تجاه نصرة الأقصى وحمايته، إلى الضغط على المؤسسات الدولية وجامعة الدول العربية والمؤتمر الإسلامي ولجنة القدس والسفارات والهيئات المختلفة شعبياً ورسمياً عبر الاحتجاجات والزيارات ورفع المطالب بهدف دفعهم إلى التحرك لحماية الأقصى.
3-استخدام وسيلة الضغط الشعبي على الصهاينة من خلال الاعتصامات السلمية الاحتجاجية على حدود الدول العربية مع فلسطين مما يرسل إشارة قوية إلى الصهاينة يفهمونها جيداً.
4-رفع مستوى دعم القدس المادي الذي لا يكاد يذكر هذه الأيام أمام حجم المعاناة في القدس وكذلك رفع مستوى الدعم المعنوي للمقدسيين والمرابطين داخل المسجد الأقصى وتثبيت أهل القدس الحراس الحقيقيين عن المسجد الأقصى الصامدين في بيوتهم أمام مشروع التهويد، والتنسيق بين كل المؤسسات والهيئات الداعمة من أجل كفاية المقدسيين في مواجهتهم وتحقيق أولويات صمودهم المتعدد الحاجات.
5- الضغط الرسمي والشعبي على السلطة الفلسطينية لإيقاف ملاحقتها للمقاومين والمجاهدين في الضفة وإطلاق المعتقلين منهم ليقوموا بدورهم في الدفاع عن الأرض والعرض والمقدس، ذلك أن هذه المقاومة المشروعة هي من أنجح السبل في ردع المحتل وإيقاف صلفه وتجبره.
6- دعوة وسائل الإعلام إلى إبراز أية واقعة أو تحرك يحصل عند المسجد الأقصى ويشكل بداية خطر عليه، واستنفار الرأي العام للشعوب العربية والإسلامية كي تأخذ دورها في الحفاظ على المقدسات، ذلك أن العاتق الأكبر في استنهاض الشعوب يقع على وسائل الإعلام.
7- استنهاض المخزون البشري والنوعي القانوني عند العرب والمسلمين وأحرار العالم لاستثمار القانون الدولي في تكبيل حركة المحتل وملاحقته دولياً بتهمة التطهير العرقي في القدس والاعتداء على المقدسات تماماً كما حصل في تقرير غولدستون للتحقيق في جرائم الحرب على غزة الأمر الذي أربك الصهاينة وفضحهم وقد تكون له إنجازات أخرى فيما بعد.
وعلى هذا فإنني أناشد من بيده القرار أن يقف موقفاً يكتب له عند الله في الدفاع عن المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث المساجد المقدسة في الإسلام ومسرى النبي صلى الله عليه وسلم الذي جبلت أكنافه بدماء ملايين الشهداء على مر العصور من أسلافنا لإبقائه عزيزاً محرراً من كل غاصب.
كما أناشد أبناء الأمة وهيئاتها ومؤسساتها الأهلية والشعبية كل في مجاله وتخصصه إلى العمل السريع لنصرة مقدساتنا وأهلنا في القدس بشتى الوسائل الناجحة وبمختلف الإمكانيات المتاحة.
وأخيراً دعوة للشباب والشابات في العالم كله إلى نشر واقع القدس والمقدسات والعمل على بث ثقافتهما وصولاً إلى إنشاء جيل النصر المنشود الذي يجدد ذكرى حطين وأمجاد عين جالوت