لنبذل شيئا ولو يسيراً في الدفاع عن مقدسات الأمة.
ها هم اليهود الصهاينة ينفذون مخططاتهم التي رسموها منذ مئات السنين، فبعد أن توافدوا على أرض فلسطين واحتلوها وطردوا أهلها، بدؤوا هدم المساجد منذ زمن واحتلال بعضها وسلب الآثار الإسلامية التاريخية ومحاولات كثيرة لتدنيس المسجد الأقصى وتغيير معالمه، واليوم 16 مارس 2010، نحن على موعد مع حدث ربما يكون الأخطر منذ احتلال الصهاينة للأرض المباركة، فالصحف الإسرائيلية تنشر نبوءة أحد حاخامات اليهود الذي هلك في القرن الثامن عشر بأن هدم المسجد الأقصى وبدء بناء الهيكل الثالث المزعوم سيكون متزامنا مع اكتمال بناء معبد الخراب، وهذا المعبد تم افتتاحه بالأمس وبالتالي لا بد من بدء هدم المسجد الأقصى اليوم الموافق لـ16 مارس 2010.
ما يسمى بكنيس الخراب - جعله الله خرابا - بني على حساب المسجد العمري مع أرض وقف إسلامية، فهي أرض اغتصبت من المسلمين بالقوة وكان مسجدا وقفا، ثم حولت خلال بناء دام أربع سنين إلى أكبر كنيس صهيوني في القدس، وتم في اليومين الماضيين تدشينه بعدة طقوس واحتفالات وترانيم شارك فيه طلاب المدارس بقيادة رجال دين متطرفين، ودعم حكومي وتمويل من رجال الأعمال والأموال، فهذا الكنيس بالنسبة لهم تحول تاريخي كبير جاء بعد الاستيلاء على عدة مساجد في القدس وطرد أهلها منها.
إن المسجد الأقصى الذي نراه اليوم ولا نستطيع الوصول إليه قد يكون محفوظا في الصور والذاكرة يوما من الأيام وقد يهدم كل ما نراه ويدك على رؤوس أهله إن لم نفعل شيئا اليوم، المسجد الأقصى وتحريره وشد الرحال إليه يعتبر من أهم أولويات المسلمين في هذا العصر، فهو المسجد الذي اختاره الله لمسرى نبينا صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وهو المسجد الذي بارك الله حوله، وهي القبلة الأولى التي شرعها الله للمسلمين، وهو المسجد الذي تضاعف الصلاة فيه لتكون خمسمائة صلاة، فهل يعي المسلمون أهميته وفضله.
قد لا يجرؤ الصهاينة اليوم على هدم المسجد ولا أجزاء منه لكنهم بالتأكيد سيخطون خطوة في هذا الاتجاه سواء بإجلاء بعض المسلمين، أو احتلال بعض الأجزاء أو فتح بعض الأنفاق أو على الأقل إقامة بعض الطقوس الدينية المحرفة أو المكذوبة داخل الحرم وفي بعض أجزائه لتستمر في كل عام ولتكون مناسبة سنوية لهدم المسجد المبارك وبناء هيكل الضلال المزعوم.
للأسف نحن نعيش في حقبة من أسوأ الحقب في تاريخ المسلمين، فالقوة اليوم بيد الصهاينة والصليبيين الحاقدين على أمة الإسلام، جيوشهم تجوب بلاد المسلمين بلا أي رادع في بحر أو بر أو جو، بعض المثقفين العرب باعوا دينهم وعقيدتهم وصاروا يدافعون عن الصهاينة بوجوه مكشوفة، وهم في نفس الوقت يحاربون كل من قاومهم أو جاهد في سبيل الحق، الإعلام العربي في غالبه مشغول بتفاهات وسخافات وأشغل الشعوب العربية بها، عدم شعور الكثيرين بأهمية الموضوع وخطورته ووجوب تحرير المسجد الأقصى من دنس اليهود، فالقضية واجب وفريضة شرعية.
وصل بنا الحال أن بعض أبناء جلدتنا لا يحب حتى الحديث عن المسجد الأقصى، وإذا تحدث الصادقون الغيورون على دينهم صرخ بعضهم فقال (لماذا تتحدثون وأنتم جالسون هنا؟!!) أو قال آخر (اذهبوا إلى فلسطين وفكونا منكم!!!) فهو لا يريد حتى الحديث عن الموضوع أو نشره بين الناس ليبقى الهم في قلوبهم.
إن نصرة المسجد الأقصى لها وسائل عديدة، أعلاها وذروة سنامها القتال في سبيل الله عندها وحولها وفي أكتافها، ومن الجهاد ما يكون بالكلمة ورد الشبهات والدفاع عن حق المسلمين فيها، ومن الوسائل بذل المال والصدقات وهو من أعظمها، بل إن من جهز غازيا فقد غزا، ومن أخلفه في أهله بخير فقد غزا.
ومن الوسائل المتاحة لكل مسلم أن يشعر بهم إخوانه ومصابهم فيدعو لهم بظهر الغيب، ويدعو الله في ساعات الإجابة لتحرير المسجد الثاني بناء على وجه الأرض، وما أجمل أن يقضي المسلم هذا اليوم كله بالدعاء أن يحفظ الله الأقصى ويرزقنا فيه صلاة مقبولة، فقد تمنى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن يكتب الله لمن يصلي فيه ركعتين أن يخرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه.
إن استخدام التقنيات الحديثة ووسائل الكمبيوتر وبرامج الأفلام والصور وتوظيف الشبكة العنكبوتية في خدمة قضية الأقصى يعتبر من أفضل الوسائل في إقناع العالم بحق المسلمين، ونشر جرائم الصهاينة عبر الإنترنت ليس أمامه حاجز ويستطيع كل واحد عنده بعض الخبرة أن يقوم به، فلنبذل شيئا ولو يسيرا في الدفاع عن مقدسات الأمة، ومن قصرت به همته فيرفع الأكف ويطلب ربه فإن اليوم يوم المخلصين الصادقين، حفظ الله المسجد الأقصى وأرجعه للمسلمين خالصا، ورد الله كيد الصهاينة في نحورهم وأشغلهم بأنفسهم، آمين.