رياض الصالحين والاحبه فى الله
رياض الصالحين والاحبه فى الله
رياض الصالحين والاحبه فى الله
رياض الصالحين والاحبه فى الله
رياض الصالحين والاحبه فى الله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

رياض الصالحين والاحبه فى الله

رياض الصالحين موقع لكل مسلم على مذهب أهل السنه والجماعة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 


 

 هديه امى

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ابو عبد الرحمن مهدى

ابو عبد الرحمن مهدى


عدد الرسائل : 1068

هديه     امى Empty
مُساهمةموضوع: هديه امى   هديه     امى Icon_minitime1السبت 20 مارس - 17:04:56

أيَّام قليلة، وتتكرَّر أحداثُ هذا الوقت من كلِّ عام.

فلن تكاد تُيمِّم وجْهَك يمينًا أو شِمالاً، إلا وستجد أكثرَ الناس يُحدِّثونك عن الاحتفال بما زعموه "عيد الأم".

وإذا بالمتاجر والأسواق تتنافس في عَرْض مختلف الهدايا، وترويجها بمختلف الأساليب، والبرامج الإعلاميَّة والإعلانيَّة، وكثير من الأعمال المرئيَّة والمسموعة تُطارِدُك أينما ذهبت، تحثُّك على الاحتفال بعيد الأم، وتدفعك إليه دفعًا.

وسوف تجد كلُّ أُمٍّ، وكلُّ جَدَّة نفسَها - رغمًا عنها - تنتظر هديتها السنويَّة، التي يتحدَّث عنها الجميع، فضلاً عن أبنائك، ومَن تتولَّى كفالتهم، الذين سوف يندفعون إليك يطالبونك بهدايا مدرِّساتهم، ومديرات مدارسهم!

وعلى الجانب الآخر ستجدُ فريقًا ُيحذِّرونك بشِدَّة من المشاركة في هذه الفعاليات، ويُنكِرون على كلِّ مَن ابتدع في الشَّرْع ما ليس منه، من تخصيص يوم في العام للاحتفال بالأم - أو بغيرها - وشراء الهدايا، وتبادُل التهنئات.

وقد تجد نفسك حائرًا، بيْن ما قدِ اعتدتَ عليه منذ صِغرك مِن المشاركة في هذه الاحتفالات، وانتظارها عامًا بعد عام، وبيْن فتاوى مَن تَثِق بهم من العلماء، متسائلاً عن الضرر من المشاركة في هذه الفعاليات، والإسلام يَحثُّنا على بِرِّ الوالدين، وبخاصة الأم.

ولقد آن الأوان، لا لتشتري الهدية، ولا حتى لتَدَعَ شراءَها.

وإنما آن الأوان لتتدبرَ جيِّدًا دعوى كلِّ فريق، وألاَّ تدع هذه الأحداث - أو غيرها من الأمور - تمرُّ عليك إلا وقد تبيَّنتَ موقفك منها، وتصرفك حِيالَها، واخترتَ لنفسك الطريقَ الذي يُرضيك أن تتخذَه، وتثبت عليه، حتى تَلْقَى الله - عزَّ وجلَّ.

إنَّ هذا العيد الذي جاءنا وافدًا - فضلاً عن أن يكون له جذورٌ اجتماعيَّة أو دِينيَّة غير إسلاميَّة - قد يحتاج إليه الغربُ، الذي بات معروفًا عنه: أنَّ العلاقات الأسرية فيه تكاد تكون معدومة، وكثيرًا من الأمهات هناك يُعانِين مع كِبَر السِّنِّ وثِقَل المرض مرارةَ الوحدة، وبرودة نهايات العمر، في جوٍّ يخلو من دِفْءِ الأسرة، ومشاعر الحبِّ والرِّعاية.

فأن يجعلوا لهنَّ يومًا، أو بعض يوم يتبرَّع فيه الأبناءُ بجزء من وقتهم، يُواسون فيه أمهاتِهم، ويتبرعون بجزء من أموالهم؛ لشراء بعض ما تحتاجه الأمَّهات في صورة هدايا - أمرٌ يمكن أن يكون مُبرَّرًا، خاصة ورجال الدِّين لديهم يُقرُّونهم على ذلك، بل ويطالبونهم به.

فالفِعْل مجردًا عملٌ إنسانيٌّ - ولا شك - وإنني لأُحبُّ أن أقوم بهذا الدَّوْر تُجاهَ كلِّ سيِّدة مُسِنَّة تحتاج إليه، بل وقد أُقبِّل رأسها ويدها، وأمنحها أكثرَ من مجرَّد كلمة أو هدية؛ عملاً بقول رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنَّ مِن إجلال الله إكرامَ ذِي الشَّيْبة المسلِم))؛ إسناده حسن.

وقوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((ليس منَّا مَن لم يُوقِّرْ كبيرَنا، ويرحمْ صغيرَنا))؛ إسناده صحيح.

ولكنَّني مع رحمتي وبِرِّي بهذه السيدة، وبكل امرأة مُسِنَّة، ما كنت لأقومَ بهذا الدور مع أمِّي؛ ذلك أنَّ أمي تستحقُّ أكثرَ من ذلك بكثير.

كيف وقد قدمتْ لي من الإحسان حنانَها، ورعايتها وحياتها؟!
أفيكون جزاؤها لحظاتٍ أقضيها معها كلَّ عام، أو هدية من العام إلى العام؟!
ألاَ تستحقُّ الأم أن تكون في كِبَرِها بيْن أبنائها تنعم بدِفء العائلة، التي صنعتْه من حرارة أنفاسها، ودقَّاتِ قلْبها، على مَرِّ سنوات عمرها؟!

والله - عزَّ وجلَّ - يقول: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا} [الإسراء: 23].

ألاَ تستحقُّ أن تجد الرِّعايةَ والعناية، وأن تُتَعهَّد حاجاتُها حتى لا يعجزها طلب، ولا يعييها مَرَض؟!
ألاَ تستحقُّ أن يُقدَّم طعامُها على طعامنا، وكسوتُها على كسوتنا، ودواؤها على دوائنا، وأن يكون ذلك حالَنا معها في كلِّ أمر؟!
ألاَ تستحقُّ أن تُقدَّم إذا مَشَتْ، وأن تُسمَع إذا أمَرَتْ، وأن تُلبَّى إذا رغبت؟!

والله - عزَّ وجلَّ - يقول: {وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا} [الإسراء: 24].
فماذا عساه يفعل يومٌ أو أيامٌ من العام؛ ليوفي الإنسان جزءًا مما عليه من بِرِّه بأمِّه؟!

إنَّ مثل الذي ظلَّ ينتظر يومًا في العام؛ ليشتريَ فيه هدية لأمِّه، يعلم حاجتَها إليها منذ وقت طال أو قصُر، كمثل رجل اشترى لأمِّه حذاءً لَمَّا رأى حذاءها متهرئًا قد بلي، واشترى لأمه معطفًا يقيها قرَّ البرْد وقسوتَه لَمَّا علم من ضعف جسدها، ثم وضعهما في الخزانة لحين اليوم الموعود، الذي تُكْسَى فيه قدم أمه، ويتسلَّل الدفء إلى أوصالها.

وبينما الأمُّ تتوارى من نظرات الخَلْق لحذائها القديم، وتداري في استحياء قَدَمًا بالأخرى، وبينما هي تكاد تتجمَّد في بيتها القديم وحيدةً، تقضي أغلبَ الوقت بفراشها؛ هربًا من البَرْد، إذا به يُصبِّر نفسه بأنه قد هان الأمر، وما هي إلاَّ أيام قلائل ويجيء عيدُها، فيَسْتُر قدميها، ويكسي جسدَها، ويرى الفرحة، ونظراتِ الشُّكْر بعينيها، حتى إذا كان ذلك اليوم، طَرَق عليها الباب، فَلَمْ تفتحْ!!

ومثل الذي يجعل زيارتَه وأبنائه لأمِّه يومًا في السَّنَة، أو بضعة أيام، وأبناؤه يرَوْن ذلك ويتشرَّبونه منه، كمثل الذي يزرع ولا يُفْلِح.
ومثل الذي ينتظر العامَ بعد العام؛ ليقدِّمَ لأمِّه وردةً يُدخل بها السرورَ على قلْبها، كمثل مَن جَحَد أمَّه، وأساء إليها، ثم هو بقليل بِرٍّ يريدها أن تفرح.
وليته في ذلك ينجح.

فما أسهلَ أن تدَّعِيَ البِرَّ يومًا، وتنثر الورد كمًّا، وقلْبُ أمك كَلْمًا، وإن أخفتْ ذلك كََرَمًا!!

ذلك أنَّ ما نُقدِّمه لأمهاتنا من برٍّ وهدايا، إما أنهنَّ في حاجة إليه، فلا يكون هناك مبرر لتأخيره عنهنَّ، ولا لتحديد يوم لبذله لهنَّ دون غيره من الأيَّام.

وإمَّا أنَّه لا قيمةَ له، والأُمم لا تحتفل بما لا قيمةَ له، وتتخذه عيدًا.

فإن قال أحدهم: أحتفل في كلِّ يوم، وفي يوم - ما أسموه - عيد الأم، فنقول له: أمَا وقد ساويتَ الأيام ببعضها، فإمَّا أنَّه لا عيد لك، وإما أنَّك لا تعرف معنى العيد، الذي هو: "اسم لِمَا يعود من الاجتماع العام على وجه معتادٍ عائد"
[1].

والعَوْد يقتضي أن يسبقَه مغادرة، أو انقضاء،
فأي حاجة لك به إن كنتَ قد لزمت بِرَّ أمِّك؟!

إنَّ الغرب "المنصِفَ" لو علم بمكانة الأمِّ في ديننا، لضحك ممَّن يتركون الكثيرَ للقليل من بني جِلْدتنا، ويستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير، ثم يَدَّعون من بعد ذلك البِر.

ثم يأتي الجانب الأهم والأعظم في الأمر، وهو حُكم الدِّين في هذه الاحتفالات:
يقول رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لتتبعنَّ سَنَنَ مَن كان قبلكم، شِبرًا بشبر، وذِراعًا بذراع، حتى لو دخلوا جُحْر ضبٍّ تبعتموهم))، قلنا: يا رسولَ الله، اليهود والنصارى؟ قال: ((فمن؟!))؛ صحيح.

لذا يقول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: إنَّ "موافقة أهل الكتاب فيما ليس من دِيننا، ولا عادة سلفِنا فيه مفسدةُ موافقتهم، وفي ترْكه مصلحةُ مخالفتهم، حتى لو كانتْ موافقتهم في ذلك أمرًا اتفاقيًّا، ليس مأخوذا عنهم.

والمحذور في أعياد أهْل الكتابين التي نُقرُّهم عليها أشدُّ من المحذور في أعياد الجاهلية التي لا نُقرُّهم عليها، فإنَّ الأمة قد حُذِّروا مشابهة اليهود والنصارى، وأُخْبِروا أن سيفعل قومٌ منهم هذا المحذور.

وممَّا يدلُّ على تحريم التشبه بهم في العيد: قوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن تشبَّه بقوم فهو منهم))، فإنَّ موجِبَ هذا تحريم التشبُّه بهم مطلقًا، وكذلك قوله: ((خالفوا المشركين))، ونحو ذلك مما يدلُّ على تحريم سبيل المغضوب عليهم والضالِّين.

وأعيادُهم مِن سبيلهم، ومن جِنْس أعمالهم التي هي دِينهم، أو شِعار دِينهم الباطل، وإنَّ هذا محرَّمٌ كلَّه.

وقد روى أنسُ بن مالك - رضي الله عنه - قال: "قَدِم رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - المدينةَ ولهم يومانِ يلعبون فيهما، فقال: ((ما هذان اليومان؟)) قالوا: كنَّا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنَّ الله قد أبدلَكم بهما خيرًا منهما: يوم الأضْحى، ويوم الفِطر))؛ رواه أبو داود بهذا اللفظ، عن أنس، ورواه أحمد والنسائي، وهذا إسناد على شَرْط مسلم.

فوجه الدلالة: أنَّ اليومين الجاهليين لم يقرَّهما رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ولا ترَكهم يلعبون فيهما على العادة، بل قال: إنَّ الله قد أبدلكم بهما يومَيْن آخرين، والإبدال من الشيء يقتضي تَرْكَ المبدل منه؛ إذ لا يُجْمع بيْن البَدَل والمُبدَل منه، ولهذا لا تستعمل هذه العبارة إلاَّ فيما تُرِك اجتماعهما؛ كقوله – تعالى -: {أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً} [الكهف: 50].

وفي الصحيحين عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: "دخل علي أبو بكر وعندي جاريتان مِن جواري الأنصار، تُغنِّيان بما تقاولتْ به الأنصارُ يومَ بُعاثٍ، قالت: وليستَا بمغنِّيتَيْن، فقال أبو بكر: أَبِمُزْمورِ الشيطان في بيْت رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم؟! وذلك يوم عيد، فقال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((يا أبا بكر، إنَّ لكل قوم عيدًا، وهذا عيدُنا)).
وفي رواية: ((يا أبا بكر، إنَّ لكلِّ قوم عيدًا، وإنَّ عيدنا هذا اليوم)).

فالدلالة من وجوه:
أحدها: قوله: ((إنَّ لكلِّ قوم عيدًا، وهذا عيدنا))، فإنَّ هذا يوجب اختصاصَ كل قوم بعيدهم، كما أنَّه - سبحانه - لَمَّا قال: {وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا} [البقرة: 148]، وقال: {لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا} [المائدة: 48]، أوجب ذلك اختصاصَ كلِّ قوم بوجهتهم، وبشِرْعتهم، وذلك أنَّ اللام تُورِث الاختصاص، فإذا كان لليهود عيدٌ، وللنصارى عيد، كانوا مختصِّين به، فلا نشركهم فيه، كما لا نشركهم في قِبْلتِهم وشِرْعتهم.
وكذلك أيضًا على هذا لا ندعهم يشركوننا في عِيدنا.

الوجه الثاني:
قوله: ((وهذا عيدنا))، فإنَّه يقتضي حَصْرَ عيدنا في هذا، فليس لنا عيدٌ سواه.
وكذلك قوله: ((وإنَّ عيدَنا هذا اليوم))، فإنَّ التعريف باللام والإضافة يقتضِي الاستغراقَ، فيقتضي أن يكون جِنسُ عيدنا منحصرًا في جنس ذلك اليوم، كما في قوله - صلَّى الله عليه وسلَّم - في الصلاة: ((تحريمها التكبير، وتحليلها التسليم))، وليس غرضه - صلَّى الله عليه وسلَّم - الحصر في عَيْن ذلك العيد، أو عين ذلك اليوم، بل الإشارة إلى جِنس المشروع، كما يقول الفقهاء: "باب صلاة العيد"، وكما يقال: لا يجوز صوم يوم العيد.
وكذا قوله: ((وإنَّ هذا اليوم))؛ أي: جنس هذا اليوم.

الوجه الثالث: أنَّه رخَّص في لعب الجواري بالدُّفِّ وتغنيهنَّ، مُعلِّلاً بأنَّ لكل قوم عيدًا، وأنَّ هذا عيدنا.
وفي شروط عمر - رضي الله عنه - التي اتَّفقتْ عليها الصحابةُ وسائرُ الفقهاء بعدَهم: أنَّ أهل الذِّمَّة من أهل الكتاب لا يُظهرون أعيادَهم في دار الإسلام، وسُمُّوا "الشعانين، والباعوث"، فإذا كان المسلِمون قد اتفقوا على مَنْعِهم من إظهارها، فكيف يسوغ للمسلمين فِعلُها، أو ليس فِعْلُ المسلم لها أشدَّ من فعل الكافر لها مظهرًا لها؟!"
[2].

ومن كلام شيخ الإسلام يتبيَّن واضحًا جليًّا: أنَّ الأعياد جزءٌ من الدِّين، وليستْ أمرًا يضعه البشر، ويُقنِّنونه، ففي أيام الأعياد تُباح أمور، وتُحرَّم أمور، وتُشْرَع عبادات وطاعات.

وليس للبشر أن يتَّخذوا يومًا، ويخترعوا فيه طقوسًا ومراسم، لم ينزلِ الله بها من سلطان، فالأعياد مِن أظهرِ شعائر الدِّين، وأخصِّها - كما يقول العلماء.

فكيف ورسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: ((مَن أحْدَث في أمْرِنا هذا ما ليس فيه فهو ردٌّ))؛ صحيح، ويقول - عليه الصلاة والسلام -: ((.. وشر الأمور مَحْدَثاتُها، وكل مُحْدَثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار))؛ ثابت؟!

وبينما المسلِمون يُعْرفون بأضْحاهم وفِطرهم، ويُعرف أهلُ الكتاب بالشعانين والباعوث وغيرها، فإنَّ من احتفل بعيد الأم وغيره من الأعياد الوافدة الطارئة، لا يكاد يُعرَف إلى أيِّ مِلَّة ينتمي، وهو ما لا يقبله مسلِمٌ - ولا شك.

ونحن - المسلمين - إنما يَحكُمنا شرْعُ الله - عزَّ وجلَّ - إذ يقول في محكم تنزيله: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ} [الأحزاب: 36].
فإذا ما تبينَّا حُكمَ الدِّين في أمر، وتذكَّرْنا قوله - عزَّ وجلَّ -: {إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [النور: 51].

ثم إنَّنا عَرَفْنا أنَّ ما نشأنا عليه من بعض الأمور، هي مُحْدَثات ليستْ من ديننا، فهل نقول إلاَّ كما قال الصحابة - رضوان الله عليهم - عندما نزلتْ آية تحريم الخمر - على حُبِّ العرب لها آنئذ - وسمعوا حُكمَ الله فيها، وقوله - تعالى - في ختامها: {فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} [المائدة: 91]، فقالوا: انتهيْنا ربَّنا.

أمَّا مَن اشترى هديةً لأمِّه، فنقول له: حسنًا فعلت، فلا تُسِئْ بعد إحسانك بتأخيرها عنها، وانتفعْ بقول رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((بادروا بالأعمال سبعًا: هل تنتظرون إلاَّ فَقْرًا منسيًا، أو غِنًى مطغيًا، أو مرضًا مفسِدًا، أو هَرَمًا مُفْندًا، أو موتًا مُجهِزًا، أو الدجَّال فشَرُّ غائب يُنتظر، أو الساعةَ فالساعةُ أَدْهى وأمرّ))؛ حديث ضعيف "ضعيف الجامع الصغير".

وحرِيٌّ بك أن تصلَ البِرَّ، فتتفقد حاجاتِها، فربما احتاجتْ أشياءَ أخرى غدًا، أو بعدَ غد.

فالْزمْ قضاء حاجاتها، والْزمَ بِرَّها؛ عملاً بقول رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - في الحديث الذي يَرويه معاوية بن جاهمة السلمي يقول: "قلت: يا رسول الله، إني كنتُ أردتُ الجهاد معك، أبتغي بذلك وجهَ الله والدارَ الآخرة، قال: ((ويْحَك! أحيَّةٌ أمُّك؟)) قلت: نعم، قال: ((ارجعْ فبِرَّها))، ثم أتيتُه من الجانب الآخر، فقلت: يا رسول الله، إني كنتُ أردت الجهادَ معك، أبتغي بذلك وجهَ الله والدارَ الآخرة، قال: ((ويْحَك! أحيَّةٌ أمُّك؟)) قلت: نعم يا رسول الله، قال: ((ارجعْ فبِرَّها))، ثم أتيته من أمامِه، فقلت: يا رسول الله، إني كنت أردتُ الجهاد معك، أبتغي بذلك وجْهَ الله والدار الآخرة، قال: ((ويْحَك! أحيَّةٌ أمُّك؟)) قلت: نعم يا رسول الله، قال: ((ويْحَك! الْزمْ رجلَها، فثَمَّ الجَنَّةُ))؛ صحيح.

واللزوم يتطلَّب بقاءَك، فلا تغادر.

وإن لم تغادِرْ، فلا حاجةَ لعَوْد، ولا عيد.


ـــــــــــــــــــ
[1] اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم؛ لابن تيمية - رحمه الله - (بتصرف يسير).
[2] اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم؛ لابن تيمية - رحمه الله - (بتصرف يسير).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
جنة الله

جنة الله


عدد الرسائل : 1057

هديه     امى Empty
مُساهمةموضوع: رد: هديه امى   هديه     امى Icon_minitime1الإثنين 22 مارس - 22:26:43

عملاً بقول رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - في الحديث الذي يَرويه معاوية بن جاهمة السلمي
يقول: "قلت: يا رسول الله، إني كنتُ أردتُ الجهاد معك، أبتغي بذلك وجهَ الله والدارَ الآخرة،
قال: ((ويْحَك! أحيَّةٌ أمُّك؟))
قلت: نعم،
قال: ((ارجعْ فبِرَّها))، ثم أتيتُه من الجانب الآخر،
فقلت: يا رسول الله، إني كنتُ أردت الجهادَ معك، أبتغي بذلك وجهَ الله والدارَ الآخرة،
قال: ((ويْحَك! أحيَّةٌ أمُّك؟))
قلت: نعم يا رسول الله،
قال: ((ارجعْ فبِرَّها))، ثم أتيته من أمامِه،
فقلت: يا رسول الله، إني كنت أردتُ الجهاد معك، أبتغي بذلك وجْهَ الله والدار الآخرة،
قال: ((ويْحَك! أحيَّةٌ أمُّك؟))
قلت: نعم يا رسول الله،
قال: ((ويْحَك! الْزمْ رجلَها، فثَمَّ الجَنَّةُ))
؛ صحيح.

جزاك الله عنا الف خير موضوع هام وجميل وهادف لايحرمنا الله من موضوعاتك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابو عبد الرحمن مهدى

ابو عبد الرحمن مهدى


عدد الرسائل : 1068

هديه     امى Empty
مُساهمةموضوع: رد: هديه امى   هديه     امى Icon_minitime1الأربعاء 14 يوليو - 15:40:45

جزاكم الله خيـــراً وبارك فى أوقاتكم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
هديه امى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
رياض الصالحين والاحبه فى الله  :: الاداب الاسلاميه-
انتقل الى: