موضوع: لماذا تخفى هذه وجهها؟؟؟؟ الأحد 9 مايو - 15:15:51
بسم الله الرحمن الرحيم
كانَ منظرُ تلكَ الفتاةُ المُتَدثِّرةُ تَحْتَ ثِيابها الواسِعة الفضفاضة سَخياً بالتساؤلاتِ على شفاه كثيرٌ من الناسِ
لماذا تُخفي هذهِ الفتاةُ وجههَا ؟ ما بَالها لا يُرى منها شيء ؟ كَيفَ تعيشُ ...؟!!
وذلكَ لأنَّهم لم يعتادوا كثيراً على رؤيةِ بناتِ المسلمينَ بمناظر غيرَ تلكَ المناظر التِّي لانجدها إلا على شاشاتِ التلفاز ، إلا ما رحم ربي !
فكثير من أبناء المسلمين اليوم صاروا يعشقونَ ثقافةَ التّقليد الأعمى
ومع ذلك كلّه ..
لاتَعجبوا من تلكَ الفتاةِ المتخذةِ من حجابها سِتراً وصوناً لها ؛ فالطمأنينة والأمان يَغمُرانها ،
لاتعجــبوا منها فهي تمتثلُ إلى قولِ ربِّها العزيز ..{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا} (59) سورة الأحزاب
فأدّنت من جلبابِها ،
فاللهُ تعالى أمر رسولهُ صلَّى الله عليه وسلم أن يأمرَ النّساءَ المؤمنات - خاصةً أزواجهِ وبناتهِ لشرفهنّ - بأن يُدنينَ عليهنَّ من جلابيبِهنَّ ، ليتميزنَ عن سماتِ نساءِ الجاهلية وسماتِ الإماء . والجلبابُ هو : الرِّداءُ فوقَ الخِمار . قاله ابن مسعود ، وعبيدة ، وقتادة ، والحسن البصري ، وسعيد بن جبير ، وإبراهيم النخعي ، وعطاء الخراساني ، وغير واحد . وهو بمنزلةِ الإِزار اليومَ .
قاله الجوهري : الجلبابُ : المِلّحَفَة ، قالت امرأةٌ من هذيلٍ ترثي قتيلاً لها
تَمشي النّسورُ إليهِ وهي لاَهيةً ** مَشي العذارى عليهِنَّ الجلابيب
وقال محمد بن سيرين : سألت عبيدة السلماني عن قول الله تعالى ( يُدنينَ عليهنَّ من جلابيبهنَّ ) ، فغطى وجههُ ورأسهُ وأبرزَ عينهُ اليسرى.
فالأمرُ لم يأتِ من فراغٍ ، بل إنهُ أمرٌ إلهي فهذهِ هي التّعاليم الّتي تَتَّبِعُهاَ.. لأنها تعلمُ يقيناً أن ذلكَ الأمر خير لها .
قال تعالى (وَمَاكانَ لِمُؤمنٍ ولا مُؤمنةٍ إذا قضى اللهُ ورسولهُ أمراً أن يكونَ لهُمُ الخيرةُ من أمرهِم) الأحزاب ، آية 36
فالأوامر الإسلامية تسعى لِخَلْقِ مجتمعٍ نظيف ، ووقايتِهِ وصيانتِهِ من كلِّ سُبلِ الفتّنة . قال ابنُ أبي حاتمٍ : أخبرنا أبو عبدُ اللهِ الظهرانِيُّ فيما كتبَ إليّ ، حدثنا عبدُ الرزاق ِ، أخبرنا معمرُ ، عن ابن ِخثيمَ ، عن صفية َبنتِ شيبة َ، عن أمّ سلمة َقالت : لما نزلت هذه الآية : ( يُدنينَ عليهنَّ من جلابيبهِنَّ ) ، خرجَ نِساءُ الأنصار كأنَّ على رؤوسهِنَّ الغربان من السكينةِ ، وعليهنَّ أكسية ٌسودٌ يَلبسنـَها
وقال عكرمة ُ : تُغطي ثَغرةَ نَحرها بجلبابِها تُدنيهِ عليهَا
وقال مجاهدُ : يَتَجلبَبْنَ فيُعلم أنَّهنَّ حَرائِر ، فلا يَتعرض لهنَّ فاسقٌ بأذى ولا ريب فهذا كانَ حالُ نساء الإسلام الأوائل ِ، وهاهنّ نساء اليوم يقتفينَ أثرهنَّ فالأوامرُ هي الأوامر لاتُغيرها الأيّام ولاتُجددها السّنون مهما تغيّر الحالُ، ففي الأمرِ الإلهيّ الفلاحُ والسعادةُ في الدّارينِ حتَّى وإن بدا للنّاس غيرُ ذلك فعقولُ البشر مهما وصلت إليهِ من الإدراكِ فهي لاتزالُ عاجزة عن إدراكِ كلَّ شيء ٍفالكمالُ للهِ وحده، فما أمرهُم به فهو الخيرُ لهُم لأنَّه هو الحكيمُ العليمُ.