لا يستطيع نصرانى واحد أن يخبرنا على وجه اليقين متى وُلد المسيح عيسى بن مريم عليه السلام ؟ إذ لا يوجد تاريخ ميلاد فى الأناجيل الأربعة..
إذا ً من أين جاءت تلك الاحتفالات التى تُقام كل عام بمناسبة مولد المسيح عليه السلام يومى 25 ديسمبر عند نصارى الغرب و 7 يناير عند نصارى الشرق ؟؟
الحقيقة لا نصارى الغرب لديهم دليل على التاريخ الذى يحتفلون فيه وكذا نصارى الشرق.. مجرد اجتهادات متوارثة دون تدقيق أو تمحيص..
ولعله ليس بدعاً من القول أن نذكر أن المسيح عليه السلام لم يولد فى سنة 1 ميلادية ؛ وأنه وُلد قبل هذا التاريخ على أرجح الأقوال بنحو ست سنوات..
يقول عباس محمود العقاد، فى كتابه \" حياة المسيح \" أما القول الراجح فى تقدير المؤرخين الدينيين فهو أن ميلاد السيد المسيح متقدم على السنة الأولى ببضع سنوات
وأنه على أصح التقديرات لم يولد فى السنة الأولى للميلاد. ففى إنجيل متى أنه عليه السلام قد ولد قبل موت هيرود الكبير وقد مات هيرود قبل السنة الأولى للميلاد بأربع سنوات \".هـ
والنص الذى يُشير إليه العقاد هو : \" ولما ولد يسوع في بيت لحم اليهودية في أيام هيرودس الملك إذا مجوس من المشرق قد جاءوا إلى
أورشليم قائلين أين هو المولود ملك اليهود؟ فإننا رأينا نجمه في المشرق واتينا لنسجد له. فلما سمع هيرودس الملك اضطرب وجميع أورشليم معه.
فجمع كل رؤساء الكهنة وكتبة الشعب وسألهم أين يولد المسيح؟.
فقالوا له في بيت لحم اليهودية.لأنه هكذا مكتوب بالنبي وأنت يا بيت لحم ارض يهوذا لست الصغرى بين رؤساء يهوذا.
لان منك يخرج مدبر يرعى شعبي إسرائيل حينئذ دعا هيرودس المجوس سرّا وتحقق منهم زمان النجم الذي ظهر.
ثم أرسلهم إلى بيت لحم وقال اذهبوا وافحصوا بالتدقيق عن الصبي.ومتى وجدتموه فاخبروني لكي آتي أنا أيضا واسجد له.
فلما سمعوا من الملك ذهبوا وإذا النجم الذي رأوه في المشرق يتقدمهم حتى جاء ووقف فوق حيث كان الصبي.
فلما رأوا النجم فرحوا فرحا عظيما جدا. وأتوا إلى البيت ورأوا الصبي مع مريم أمه.فخروا وسجدوا له.
ثم فتحوا كنوزهم وقدموا له هدايا ذهبا ولبانا ومرّا. ثم إذ أوحي إليهم في حلم أن لا يرجعوا إلى هيرودس انصرفوا في طريق أخرى إلى كورتهم.
وبعدما انصرفوا إذا ملاك الرب قد ظهر ليوسف في حلم قائلا قم وخذ الصبي وأمه واهرب إلى مصر وكن هناك حتى أقول لك.
لان هيرودس مزمع أن يطلب الصبي ليهلكه. فقام واخذ الصبي وأمه ليلا وانصرف إلى مصر. وكان هناك إلى وفاة هيرودس
.لكي يتم ما قيل من الرب بالنبي القائل من مصر دعوت ابني. حينئذ لما رأى هيرودس أن المجوس سخروا به غضب جدا
.فأرسل وقتل جميع الصبيان الذين في بيت لحم وفي كل تخومها من ابن سنتين فما دون بحسب الزمان الذي تحققه من المجوس. حينئذ تم ما قيل بارميا النبي القائل.
صوت سمع في الرامة نوح وبكاء وعويل كثير.راحيل تبكي على أولادها ولا تريد أن تتعزى لأنهم ليسوا بموجودين.
فلما مات هيرودس إذا ملاك الرب قد ظهر في حلم ليوسف في مصر قائلا.قم وخذ الصبي وأمه واذهب إلى ارض إسرائيل
.لأنه قد مات الذين كانوا يطلبون نفس الصبي. \" ( متى إصحاح 2 : 1 – 20 ).
ويتابع العقاد قائلاً : \" وقد جاء فى إنجيل لوقا أن السيد المسيح قام بالدعوة فى السنة الخامسة عشرة من حكم القيصر طيبريوس
وهو يومئذ يناهز الثلاثين
، وقد حكم طيبريوس الدولة الرومانية بالاشتراك مع القيصر أوغسطس سنة 765 من تأسيس مدينة رومة،
ومعنى هذا أن السيد المسيح قد بلغ الثلاثين حوالى 779 رومانية، وأنه ولد سنة 749 رومانية أى قبل السنة الأولى للميلاد بأربع سنوات.
ويذكر إنجيل لوقا أن القيصر أوغسطس أمر بالاكتتاب – أى الإحصاء – فى كل المسكونة،
وأن هذا الاكتتاب الأول جرى إذ كان كيرنيوس واليا على سورية \" فذهب الجميع ليكتتبوا كل فى مدينته، وصعد يوسف..
. من مدينة الناصرة إلى اليهودية.. ليكتتب مع مريم امرأته المخطوبة وهى حبلى، وتمت أيامها هناك فولدت ابنها البكر \"
والمقصود بالاكتتاب هنا – على ما هو ظاهر – أمر الإحصاء الذى أشار إليه المؤرخ يوسفوس وأرخه بما يقابل السنتين السادسة والسابعة للميلاد،
ولا يمكن أن يكون قبل ذلك لأن تاريخ ولاية كيرنوس معروف وهو السنة السادسة،
فيكون السيد المسيح إذن قد ولد فى نحو السنة السابعة للميلاد، وتكون دعوته قد بدأت وهو فى الثالثة والعشرين أو الرابعة
والعشرين، وهو تقدير يخالف جميع التقديرات الأخرى ويخالف المعلوم من مأثورات الإسرائيليين، فإن كاهن اللاوى عندهم كان يباشر عمله بعد بلوغ الثلاثين،
وكان الأحبار المجتهدون عندهم يبلغون الخمسين قبل الجلوس للتفسيروالإفتاء فى مسائل الفقه الكبرى، ولهذا قالوا عن السيد المسيح أنه لم يبلغ
الخمسين بعد ويدعى أنه يرى إبراهيم ويستمع إليه، ولو أنه بدأ الدعوة قبل الثلاثين لكان الأحرى أن يتعجبوا لكلامه قبل بلوغه سن الكهنة اللاويين
.وزعم العلماء أن نجمة عيد الميلاد هي على الأرجح توحيد واضح لكوكبي الزهرة والمشتري،
الذين كانا قريبين جدا ً من بعضيهما الآخر وتضيء بشكل براق للغاية كـ \" منارة للضوء \" ظهرت بشكل مفاجيء.
كما أكد رينيكي على أنهم كفريق بحثي لم يحاولوا منخلال تلك التجربة أن يحطوا من قدر الدين. بل على العكس هي محاولة للرفع منقدره وتدعيمه.
وأشار إلي أن الناس يخلطون في أغلب الأوقات العلم بالدين في مثل هذا النوع من المنتدي،
وذلك من الممكن أن يحبطهم. وكانت نظريات سابقة قد تحدثت عن أن هذا النجم هو نجم متفجر –
أو حتي نجم مذنب. لكن رينيكي أكد على أنه ومن خلال تضييق الفارق الزمني،
أعطت التكنولوجيا الحديثة تفسيرا ً هو الأقرب والأقوي لتلك الظاهرة حتى الآن.
ابتهج قدماء الفرس في نفس اليوم ولكن احتفالاً بميلاد الإله البشري ميثرا. ولادة الإله الهندوسي كريشنا هي
الولادة الأبرز من بين آلهة الهند فقد كانت في منتصف ليلة الخامس والعشرين من شهر سرافانا الموافق 25 ديسيمبر.
جلب البوذيون هذا اليوم من لهندوس تقديساً لبوذا. كريس الإله الكلداني أيضاً وُلد في نفس اليوم السنة
عند الليتوانيين كانت تبدأ عند انقلاب الشمس في الشتاء أي 25 ديسيمبر وهو عيد كاليدوس.
هذا الوقت نفسه كان يوماً بهيجاً على الروس القدماء فهو يوم مقدس يُدعى عيد كوليادا
، وقبلها بثلاثة أيام يكون عيد كوروتشن وهو اليوم الذي يقوم الكاهن بعمل طقوس خاصة ليوم كوليادا.
بسوريا والقدس وبيت لحم (قبل ولادة المسيح) كان هناك عيد ميلاد المخلص أتيس في 25 ديسيمبر. في يوم 25 ديسيمبر
كانت النساء باليونان القديم تغمرهم الفرحة وهم يغنون بصوت عال: \"يولد لنا ابن هذا اليوم!\" وكان ذلك يقصد به ديونيسس الإبن المولود للإله الأكبر.
جُلب هذا اليوم كعيد للإله باخوس وذلك من بعض عُبّاده الروم ومنه إلى إله الشمس سول إنفيكتوس.
لكنه من الغريب جداً بعد هذه الحقائق التاريخية والعلمية المفحمة أن تجد نصرانى يتنطع ويقول لك أن كل هذا
" أبحاث إلحادية ولا أساس لها من الصحة !! وكأنه يتحدث لسكان المريخ الذين لا يعرفون تاريخ أمم وشعوب الأرض !
وواضح جداً تأثر النصارى بالوثنية فى كل شئ بداية من التثليث والقول ببنوة المسيح لله وحتى عيدالميلاد..
وصدق الله العظيم إذ يقول فى حال اليهود والنصارى، وإثبات أنهم يسيرون على نهج الوثنيين :
" وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ
( التوبة : 30 ).
إن ما نستخلصه من هذا الجدال :
1- إثبات إعجاز القرآن الكريم بشهادة التاريخ والعلم والقول بأن المسيح عليه السلام ولد فى الصيف لا الشتاء.
2- إثبات إعجاز القرآن الكريم فى قوله أن النصارى يُقلدون أهل الشرك الذين سبقوهم، ويبدو هذا جلياً فى نسب الولد لله والقول
بأنه ثالوث والاحتفال بعيد ميلاد إلههم فى تاريخ يوافق أعياد عباد الشمس والحجارة.
3- حتمية أن التأريخ الميلادى الذى نسير عليه الآن غير صحيح وأننا إن عملنا بالحساب الذى يكاد يكون أقرب دقة.