موضوع: قصة من قصص المشتاقين الى الجنة الإثنين 19 يوليو - 0:05:28
واليكم قصة من قصص المشتاقين الى الجنة.. في معركة بدر .. لما اشتدّ البلاء على المسلمين .. إذ قد خرج المسلمون لا لأجل القتال وإنما خرجوا لأخذ قافلة لقريش كانت قادمة من الشام ، ففوجئوا بأن القافلة قد فاتتهم وأن قريشاً قد جاءت بجيش من مكة كثيرِ العدد والعدة لحربهم .. فلما رأى الرسول صلى الله عليه وسلم ضعف أصحابه وقلة عددهم وضعف عتادهم .. فاستغاث بربه ، وأنزل به ضره ومسكنته ،فما زال يدعو ربه إلى ان جاء النصر وبشره ربه جل جلاله بالظفر .. ثم خرج إلى أصحابه فإذا هم قد لبسوا للحرب لأمتها ، واصطفوا للموت كأنما هم في صلاة ، تركوا في المدينة أولادهم ، وهجروا بيوتهم وأموالهم ، شعثاً رؤوسهم ، غبراً أقدامهم ، ضعيفة عدتهم وعتادهم . فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم ذلك ، صاح بهم وقال : قوموا إلى جنة عرضها السموات والأرض والذي نفس محمد بيده لا يقاتلهم اليوم رجل فيقتل صابراً محتسباً مقبلاً غير مدبر ، إلا أدخله الله الجنة .. فقام عمير بن الحمام .. فقال يارسول الله الجنة ؟ قال نعم . قال مابيني وبين الجنة الا ان يقتلنني هؤلاء.. قال: نعم قال :الله اكبر .. ثم اخرج تمرات من جيبه هي غدائه وفطوره وعشائه لا يملك غيرها .. اكل الاولى يتقوى بها على القتال، ثم مضغها بسرعة ثم اكل الثانية والثالثة ثم نظر اربع تمرات في يده، فقال انها لحياة طويلة ان عشت حتى آكل هذه الاربع تمرات ..ثم القاها من يده ثم اخرج سيفه من غمده وكسر الغمد والقى بنفسه بين الكفار..حتى خر صريعا مجندلا ..
نعم رحل عمير من دار الأشرار ونزل في جوار الملك الجبار ، انتفع بما قدم من صيام النهار ، ورفعه بكاء الأسحار ، وسكن في جنات تجري من تحتها الأنهار ..برحمة العزيز الحكيم الغفار.. الذي أجزل لهم الثواب ، وسماهم الأحباب ، وأمنهم من العذاب ، الملائكة يدخلون عليهم من كل باب ، لهم فيها ما تشتهي أنفسهم ، ولا يزالون في مزيد
فهذه هي الجنة .. وهذا حال المشتاقون إليها .. الذين راغموا الشيطان .. وتقربوا إلى الرحمن ..
المشتاقون إلى الجنة الذين أخلصوا لله تعالى توحيدهم فلم يدعوا غير الله ، ولم يتوجهوا إلى قبر في طلب حاجة ولم يحلفوا بغير الله تعالى ، ولم يتدنسوا بسحر ولا شعوذة .. بل حرصوا على أن تصفو عقائدهم من شوائب الشرك حتى يلقوا ربهم وهو راض عنهم ..
فاللهم اجعلنا من المتقين الأبرار الذين تحبهم وتباهي فيهم ملائكتك طوال الليل والنهار ، وأدخلنا برحمتك الفردوس الأعلى برفقة سيد الأنام محمد صلى الله عليه وسلم والصحابة الأطهار، ولا تحرمنا من رؤية وجهك الكريم يا حليم يا غفار.