وقد كان السلف – أيها الإخوة – يحذرون أشد الحذر من النظر المحرم
قال عيسى عليه السلام :النظر يزرع في القلب الشهوة .
وقال ذو النون : النظرات تورث الحسرات .
وقال أحمد : كم من نظرة ألقت في قلب صاحبها البلايا .
وقال داود : كانوا يكرهون فضول النظر .
وقال ابن مسعود :ما كان من نظرة فإن للشيطان فيها مطمعاً .
وقال الحسن بن مجاهد : غض البصر عن محارم الله يورث حب الله .
وقال الوراق : من غض بصره عن محرّم أورثه الله حكمة على لسانه
وقال بعض السلف :نظرة إلى امرأة لا تحل لي ، فنظرت زوجتي إلى رجل أبغضه .
وقال عمرو بن مرة : نظرت إلى امرأة فأعجبتني فكُفّ بصري ، فأرجو أن يكون ذلك كفارة .
وقال وكيع : خرجنا مع الثوري في يوم عيد
فقال : إن أول ما نبدأ به في يومنا غض أبصارنا .
وقال ابن سيرين :إني أرى المرأة في المنام فأعرف أنها لا تحل لي ، فأصرف بصري عنها .
وقال ابن الجوزي :فتفهَّم يا أخي ما أوصيك به ، إنما بصرك نعمة من الله عليك ، فلا تعصه بنعمه ، وعامله بغضِّه عن الحرام تربح ، واحذر أن تكون العقوبة سلب تلك النعمة ، وكل زمن الجهاد في الغضِّ لحظة ، فإن فعلتَ نلتَ الخير الجزيل ، وسلمت من الشر الطويل .
وأخيرا أخي المسلم تذكر :
إذا ما خلوتَ الدهرَ يوما
فلا تقل خلوتُ ولكن قلْ
عليّ رقيبُ
ولا تحسبنَّ اللهَ يغفَلُ ساعةً ولا أنّ ما تُخفيهِ عنه يَغيبُ
ألم تر أن اليومَ أسرعُ ذاهبٍ وأنّ غداً للناظرين قريبُ
فاتقِ الله أخي المسلم/ أختي المسلمة ،
وراقب ربك وجاهد نفسك تفلح في الدنيا والآخرة .
قال داود الطائي : ما أخرج الله عبدا من ذل المعاصي إلى عز التقوى إلا أغناه بلا مال وأعزه بلا عشيرة وآنسه بلا بشر
.
فتذكر يا أخي …
تذكر يا من تشاهد الحرام …
تذكر هاذم اللذات ، ومفرق الجماعات ،
وميتم البنين والبنات .
تذكر أن لك أخوات ومحارم وأمهات –
تذكر ظلمة القبور ووحشة اللحود
( واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون )
.
اللهم أصلح قلوبنا ونياتنا ، اللهم إنا نسألك فعل الخيرات وترك المنكرات .
والله أعلم
وصلى الله وسلم على نبينا محمد