ساجده لله
عدد الرسائل : 1537
| |
ساجده لله
عدد الرسائل : 1537
| موضوع: رد: عندما يخون المحب من يحب **حد فاهم حاجه؟ الإثنين 26 يوليو - 15:49:45 | |
| كان الحل الوحيد المتاح هو أن .. يتم تقسيم البناء إلي قسمين متساويين بين الطرفين بحيث يكون لكل مجموعة منهما حق التصرف في الجزء الذي يخصها وتقوم بتطبيق شروط الرجل الحكيم وفق الرأي الذي تراه صائباً .. فرح ’’ص’’ بهذا القرار في حين كان ’’س’’ يعتصر ألماً علي هذا التقسيم الذي قسم قلبه لكنه كان مضطر إليه .. وبدأ العمل في ظل النظام الجديد .. ففي حين استمر ’’س’’ ورفاقه في القيام بالعمل التقليدي الذي كان يقوم به صاحب المكان الأصلي وبنفس الطريقة .. وظل روادهم علي نفس محدوديتهم .. فإن ’’ص’’ وأتباعه لم يلبثوا أن بدأوا سريعاً في تطبيق ’’المرونة’’ في الشروط المفروضة .. فألغوا شرط الملابس الرسمية .. في حين كانت مطاطية مفهوم ’’الاحترام والانضباط’’ تتيح لهم قدر لانهائي من ’’المرونة’’ .. وبالفعل أدت تلك التعديلات لزيادة عدد الزائرين في القسم الخاص بهم .. وبمرور الوقت بدأ ’’ص’’ وأتباعه يُغيروا هيئتهم ويتخلوا هم أنفسهم عن التقيد بالملابس الرسمية التي كانوا يلبسونها ورأوا أن ذلك يخلق تفاعل أكبر بينهم وبين الزوار .. وبعد فترة .. شعر ’’ص’’ بعدم الرضي عن أعداد الزوار المقبلة علي الجزء الخاص بهم وأراد زيادتها بشكل أكبر .. وفي هذه المرة لم يحتاج للتفكير طويلاً .. فقد عرف الطريق المختصر لزيادة الإقبال .. لذا لم يجد غضاضة من ’’مرونة’’ أكبر في الشروط ولاقي قراره تأييداً من أتباعه .. وكانوا يرددون لبعضهم البعض ’’كل هذا لصالح هذا البناء العظيم وتحقيقاً لأمنية الرجل الحكيم’’ ..
وهكذا زاد عدد الزوار مرة أخري أكثر فأكثر .. مما أغري ’’ص’’ بمزيد من البحث عن سبل جمع المزيد والمزيد .. فبدأ يستمع لتعليقات الزائرين والطرق التي يرونها تجذب مزيد من الناس للمكان .. وكان من ضمن ما طلبه بعض الزوار أن يكون هناك إضافات لمحتويات المكتبة ببعض الكتب العصرية والحديثة لجذب الشباب صغير السن وجذب الشباب الذي لا يحب تلك الكتب العتيقة .. وفي سبيل غاية نبيلة وهامة وهي جذب الشباب للقراءة .. أضاف ’’ص’’ ركن جديد للكتب الحديثة والعصرية المتنوعة .. وقد كان هذا الركن عامل هام لجذب شريحة الشباب لزيارة هذا البناء .. مما دفعه لعمل ركن آخر لكتب خاصة بالنساء وركن آخر لكتب خاصة بالأطفال .. ثم بدأ التفكير في إضافة تحف فنية حديثة في أركان جديدة وإزاحة التحف العتيقة النادرة التي كانت تملأ المكان والتي لم يكن عليها إقبال بالقدر الكافي .. كان ’’ص’’ ومن معه فرحين للغاية بالأعداد الهائلة المتدفقة علي قسمهم.. وكانوا ينظرون بأسف لا يخلو من شماتة للأعداد الهزيلة الوافدة علي القسم الخاص بـ’’س’’ ورفاقه .. وكانوا كلما رأوا الرتابة والتقليدية وقلة الأعداد في قسم ’’س’’ .. كلما زاد يقينهم من صحة موقفهم وزادوا تصميماً علي المضي قدماً لجذب المزيد والمزيد من التغيير التطويري الذي يجذب المزيد من الزائرين .. وكان لهم ما أرادوا .. وبعد فترة أصبح عدد الزوار في القسم الذي يرأسه ’’ص’’ ثابت بلا زيادة .. مما دفعه للبحث عن كل فكرة أو اقتراح جديد لزيادة الأعداد .. وكان من ضمن الاقتراحات اقتراح يطلب بهدم أحد الجدران الخاصة بالبناء .. وفي البداية عارض ’’ص’’ تلك الفكرة لأنه مؤتمن علي المبني كما هو بدون تغيير .. لكن كان هناك من أقنعه أنه مجرد تطوير وليس تغيير .. فكما تم تطوير المحتوي لابد من تطوير القالب بما يؤدي لمزيد من الزائرين خااااصة وأن المبني يقع في قلب حديقة رائعة وأن هذه الحديقة لها أسوار عالية وبالتالي يظل المبني في حماية وأمان .. كما أن هدم جدار لا يعني الكثير ولا يغير الكثير لكن عائده كبير وخطير .. ولم يلبث ’’ص’’ أن اقتنع وتم التنفيذ .. وبالفعل كان منظر الجدار المفتوح علي الحديقة في غاية الروعة والجمال والجاذبية .. وانهالت الأعداد علي المكان الذي زاد جمالاً فوق الجمال .. وكان كلما زاد العدد كلما أصبحت لهذه الأعداد مزيد من الاقتراحات والأفكار الجديدة التي يرونها تمثل تحديث وتطوير للمكان .. ولمزيد من التطوير لم يكن هناك غضاضة من هدم مزيد من جدران البناء لتكون كل الأركان مطلة علي الحديقة .. وظل ’’ص’’ يردد لنفسه ’’طالما القوائم موجودة فلا ضير من إزالة بعض الحجارة التي تحجب المنظر الخلاب بين الحديقة والمبني العتبق" .. ومن آن لآخر كان ’’ص’’ يطل علي ’’س’’ ويضحك ساخراً من حاله وقائلاً في شماتة ’’أرأيتم ماذا جلب عليكم الجمود وانغلاق الفكر .. حتي منظر زواركم وهيئتهم الكلاسيكية تبدو وكأنهم خارج إطار الزمن .. تمام كتحف خارجة من متحف تاريخي .. وفرق شاسع بينهم وبين زوار قسمي العصريين المتحضرين’’ .. ولم يكن ’’س’’ ورفاقه يبالون بتلك التعليقات .. وظلوا حريصين علي الحفاظ علي كل شيئ في مكانه كما تركه صاحبه .. فقط كانوا من آن لآخر يمسحون المحتويات من أي غبار أوأتربة ويعيدون كل شيئ كما كان ..
وبعد فترة بدت لـ’’ص’’ ومستشاريه فكرة وهي أنهم لو قصَّروا السور العالي المحيط بالحديقة سيتيح هذا للمارة أن يتطلعوا بأعناقهم لما داخل المبني وبالتالي يتشوقوا للدخول .. وهذا يجذب عدد أكثر من الزائرين .. وبالفعل حدث لهم ما أرادوا .. ولم تمر فترات حتي تكرر تقصير هذا السور أكثر من مرة .. فعندما يكون عدد الزائرين للقسم الذي يرأسه ’’ص’’ ثابت ولا يزيد .. فإنهم كانوا يضطرون لتقصير السور بشكل أكبر وأكبر ليكون الإقبال أكثر وأكثر حتي كاد السور في النهاية أن يُلامس الأرض .. ورغم سعادة ’’ص’’ الغامرة بزائريه وكثرتهم .. لكن كان يكدر عليه ويزيده حنقاً وتوتراً أنه كلما ذهب إلي ’’س’’ ليسخر من حال قسمه وشكل زائريه .. فإنه كان يجد ’’س’’ مبتسم ولامبالي بسخريته وشماتته ويقول له في هدوء وثبات جملة مربكة ’’يكفي أننا علي العهد .. لم نغير ولم نبدل’’.. وزاد من قلق ’’ص’’ شيئ آخر .. وهو أنه فوجئ بعد فترة بزيادة عدد الزائرين للقسم الخاص بـ’’س’’ بشكل ملحوظ .. لذا أرسل من يبحث عن السبب في ذلك .. واكتشف شيئ جديد وهو أن ’’س’’ ورفاقه قد شكلوا مجموعات عمل ونزلوا للناس يعلموهم ويحفزوهم علي زيادة مستواهم التعليمي والثقافي ويقدمون لهم كافة المساعدات التي تعينهم علي هذا التعليم والتثقيف .. بل إنهم وفروا لهم الملابس الرسمية التي تؤهلهم لدخول المكان . ..
ببساطة .. ما فعله ’’س’’ ورفاقه أنهم طوروا ورفعوا مستوي العامة ليكونوا مؤهلين لزيارة هذا المكان الراقي .. في حين أن ما فعله ’’ص’’ وأتباعه أنهم نزلوا بمستوي المكان ليكون متاح للعامة ورأوا أن ذلك من باب التيسير وإتاحة الفرص للجميع..
وتوالت الأخبار السيئة علي ’’ص’’ وأتباعه .. فقد لاحظوا أن هناك كثير من زائريهم بدأوا يملوا من الجزء الخاص بهم وبدأوا ينجذبوا أكثر للجزء الخاص بـ’’س’’ ورفاقه .. بل ويحاولون تطبيق الشروط الصارمة المطلوبة لكي يسمح لهم ’’س’’ بدخول القسم الخاص به .. مما دفع ’’ص’’ للغضب العارم وصرخ في هؤلاء متسائلاً ’’لماذا تهجرون الجزء العصري والمتطور وتقبلون علي هذا الجزء القديم البالي’’ .. فكان رد بعضهم.. ’’أن هذا البناء كانوا قديماً يتلهفون لدخوله في عهد الرجل الحكيم لأنه يحتوي علي كل قيم ونادر وكان رواده من صفوة المجتمع فكان المكان يزيد زائريه شرفاً ويزيده زائريه قيمة لما لهم من علم وثقافة ومكانة’’ .. وأكملوا قائلين أن ’’التغييرات العديدة التي أجراها ’’ص’’ في القسم الذي يترأسه قد أفقدت المكان ميزته التي كانت تجعل الناس شغوفين به وهي عتاقة البناء وندرة المحتوي .. أما الآن فقد أصبح هذا الجزء من البناء مثله مثل أي بناء عصري وأصبح محتواه كأي محتوي عادي ..’’.. وأضافوا ..’’أن المكان قد أصبح متاح للكثيرين .. وبعد أن كان الناس يتهافتون لتسلق السور ورؤية المكان من بعيد .. فإن تقصير السور المتوالي قد أدي لإتاحة وسهولة الوصول للحديقة ولقلب المبني وبأبسط الشروط وأقل التنازلات’’ .. احتج ’’ص’’ وصرخ ’’ليست تنازلات بل تسهيلات ليستطيع أكبر عدد دخول المكان’’ .. فردوا عليه ’’بل تنازلات .. فبعد أن كان المكان لا يدخله إلا العباقرة العمالقة إلا أن سلسلة تنازلاتك حولته مرتعاً للأطفال والأقزام ’’.. صُدِم ’’ص’’ من هذا الكلام .. وسأل نفسه ’’هل هؤلاء الناس هم الذين قدم التنازلات تلو الأخري ليجذبهم ليكونوا عدته التي يتفاخر بها عند عودة الرجل الحكيم؟.. وهل هذا جزاؤه بعد كل ما قدم لهم؟..’’ أثرت هذه الصدمة بشدة في ’’ص’’ وكثير من أتباعه .. إلا أن مجموعة من أتباعه دعوه لإكمال ما بدأه والمضي قدماً في طريق التنوير .. وأن هؤلاء ما هم إلا مجرد حاقدين جاهلين لا يجب الإلتفات لهم.. وبالفعل لم يلبث ’’ص’’ أن استجاب لهم وأقنع نفسه أن أعداء النجاح كثيرون وأن السبيل الوحيد للرد عليهم هو الاستمرار في مزيد من النجاح .. وعلي الجانب الآخر بدأت المجهودات التي بذلها ’’س’’ ورفاقه تؤتي ثمارها .. وزاد الإقبال علي القسم الخاص بهم .. رغم أنهم كانوا يبذلون مجهود مضاعف مع الزائرين القادمين من عند ’’ص’’ والذين طوروا أنفسهم وطبقوا الشروط المطلوبة لدخول القسم لكنهم كانوا يحتاجون إعادة ضبط للمفاهيم لمعرفة قيمة وأهمية الكتب العتيقة وأنها الأصل والأساس الذي يجب أن يكون مرجعيتهم .. وفيما كان الطرفان ’’س’’ و ’’ص’’ ورفاقهم يعملون بهمة ونشاط وفق المعايير التي وضعوها لأنفسهم .. كانت المفاجأة .. ؟ ؟ ؟ !
يـُتبــــــــــع
| |
|
ساجده لله
عدد الرسائل : 1537
| موضوع: رد: عندما يخون المحب من يحب **حد فاهم حاجه؟ الأحد 1 أغسطس - 18:24:39 | |
| كانت المفاجأة .. وصل الرجل الحكيم من رحلة العلاج سليماً معافي متشوقاً .. ولم يكن قد أخبر أحد بموعد عودته ليكون الأمر مفاجأة للجميع .. وانطلق الرجل متلهفاً نحو مبناه .. لكنه فوجئ بالمبني وقد تقلص حجمه إلي النصف والتصق به مبني آخر غريب لا يعرفه ولا يعرف كيف التصق بمبناه بهذا الشكل .. وانطلق يجري نحو الجزء الذي يعرفه من مبناه .. نعم نعم إنه الجزء الذي تركه ودخله فوجده تماماً كما تركه وكل شيئ في مكانه .. كان المبني والمحتوي تماماً كما غادرهم .. لكن الاختلاف كان في عدد الزائرين الذين زادوا عما كانوا في عهده .. وتأمل الزوار وحاورهم فوجدهم تنطبق عليهم الشروط التي تركها تماماً .. وكان الرجل سعيد للغاية من أن الأعضاء حافظوا علي المكان كما هو وفعلوا فيه ما كان يتمناه تماماً .. لكنه ظل متحيراً من حجم المبني الذي انكمش إلي النصف .. وفيما هو يفكر وجد أمامه ’’س’’ ومجموعة من رفاقه .. فانطلقوا إليه مرحبين متشوقين مطمئنين علي صحته .. ثم سألهم الرجل الحكيم .. ’أين بقية الأعضاء ولماذا نقص حجم المبني بهذا الشكل وكيف تسمحون بأن يكون هناك مبني ملتصق معكم بهذا الشكل ؟؟’.. صمت ’’س’’ لكنه لم يجد بد من أن يقص علي الرجل الحكيم ما كان .. وبعد أن سمع كامل القصة ظل الرجل مذهولاً مندهشاً متسائلاً ’’هل تقصد بأن الجزء الآخر هو نفسه المبني الذي تركته’’ .. أجاب ’’س’’ بالإيجاب .. وفي هذا الوقت .. كان ’’ص’’ وجماعته قد سمعوا بقدوم الرجل الحكيم فأتوا إليه مسرعين .. لكن الرجل الحكيم كان لايزال في ذهول وبمجرد أن رأي ’’ص’’ ومن معه استغرب هيئتهم فقد كان شكلهم وملابسهم علي غير ما تعود أن يراهم .. لكنه صرخ فيه متسائلاً ’’أين بقية بنائي’’ .. فارتبكوا وأجابوا ’’البناء موجود وأفضل مما كان عليه بمراحل ولديه الآن زوار بالملايين وشهرته بلغت الآفاق ’’.. وأخذوا الرجل الحكيم من يده ليروه البناء في الجزء الخاص بهم .. دخل الرجل معهم واجما .. وبالفعل شاهد آلاف الزوار لكن هيئتهم وسلوكياتهم وطريقة كلامهم تؤكد أنهم لا تنطبق عليهم شروطه .. بحث عن كتبه العتيقة وتحفه القيمة النادرة فأجابوه علي استحياء أنها موجودة ولكن في المخزن لأنه لا يوجد إقبال عليها فالجماهير تحتاج الأشياء العصرية والمتطورة وأنه ’’يجب أن نطور ما نعرضه بحسب طلب الزبون’’ .. وأخذوه إلي المخزن ليطمئنوه علي وجود الكتب والتحف العتيقة .. وبالفعل وجد الرجل كتبه الأثرية لكن .. علاها التراب لأن أحدا لا يعتني بها.. ووجد تحفه النادرة لكن ..مليئة بالخدوش نتيجة الإهمال .. وحاول ’’ص’’ ومن معه تبرير ذلك بأنهم من حين لآخر يحاولون تنظيفها والعناية بها لكن عملهم مع الكتب والتحف الحديثة والزوار الكثيرين يأخذ الكثير من وقتهم .. صمت الرجل وخرج ليري بقية بنائه ففوجئ بأعمدة بدون بنا فسألهم بوجوم ’’أين مبناي’’ .. فأخبروه أنهم فقط أزالوا الجدران لكن القوائم سليمة ومتينة ولم يتم المساس بها وأن فتح المبني علي الحديقة جعل المنظر أكثر جاذبية وجمال وزاد عدد المقبلين علي المكان كما تري .. لم يكن ’’ص’’ ومن معه يرون في المبني إلا التطور والحداثة التي أدخلوها .. لكن الرجل الحكيم لم يكن يري مبناه الذي يهواه وأفني عمره في تكوين كل قطعة فيه .. تأمل الرجل مبناه فلم يجد منه إلا قوائم وتأمل حديقته وزهوره التي طالما رعاها واعتني بها فإذا بالأطفال قد مزقوا كثيرا منها .. وبحث عن كتبه وتحفه فوجدهم قد استبدلوها بأشياء أخري لا يعرفها ولا تمثل فكره ولا مبادئه .. كان ’’ص’’ ومن معه يظنون أنهم سيروا في عين الرجل الحكيم الانبهار والإعجاب من مجهوداتهم .. لكنهم فوجئوا به متألماً باكيا صارخا .. ’’أين مبناي .. أين كتبي وتحفي .. أين سنوات عمري التي أهدرتموها بعبثكم وجنونكم ؟؟’’ صُدم ’’ص’’ وأتباعه ورددوا ’’عبثنا وجنوننا ..؟؟.. هل بعد كل ما بذلناه لأجلك ولشهرة بنائك يكون هذا جزاءنا؟؟".. صرخ فيهم الرجل .. ’’لم تفعلوا شيئا لأجلي بل كل ما فعلتوه كان لهواكم ورغباتكم .. فرغبتي أمليتها لكم منذ تركتكم وحذرتكم من التغيير والتبديل’’ .. فأجاب ’’ص’’ "ليس تغيير ولا تبديل بل تطوير .. انظر لبنائك لايزال قائما ومحتوياته لاتزال موجودة .. كل ما هنالك أننا اجتهدنا ووجدنا أن الأفضل هو التطوير بدلاً من تلك العتاقة المتحنطة التي لا تلائم العصر ولا تجذب زوار’’.. صرخ فيهم الرجل ’’العتاقة والتراثية هي هويتي وهي رغبتي والزوار وعددهم ليسوا هدفي ولا طموحي .. فقد كنت أستطيع أن أميل بحسب أهواء الجماهير لكني صبرت وثابرت وصمدت علي موقفي لأني صاحب مبدأ .. فكيف سمحتم لأنفسكم بالحديث نيابة عني وأخذ قرارات بدلاً مني؟ .. لقد وضعت في أعناقكم أمانة كان يجب أن أعود فأجدها كما هي .. لكني عندما عدت لم أعرف إلا الجزء الذي ظل كما تركته وهي الأمانة التي حافظ عليها ’’س’’ ورفاقه وخنتوها أنتم .. وإن كنت أُحمِّل ’’س’’ ورفاقه جانباً من المسئولية لأنه كان يجب أن يكافح ليظل المكان كله كما أردت أنا لا كما تريدون أنتم ..ثم بمنتهي الصفاقة والوقاحة تدعون أنكم فعلتم هذا لأجلي؟ .. لو كان هذا لأجلي لالتزمتم أوامري .. لكنكم خائنون كاذبون . .. لستم مني ولست منكم .. فلتأخذوا هذا البناء الممسوخ لأنفسكم لأنه ليس لي فيه شيئ .. ولا تنسبوا أنفسكم لي ولا لتراثي ولا أريد رؤيتكم بعد الآن’’ .. انزعج أتباع ’’ص’’ ولم يتحملوا ألا ينتسبوا إلي الرجل الحكيم بعد الآن .. وحاولوا التبرير وادعوا أن ’’ص’’ كان هو الأكبر عمراً والأكثر خبرة وعلماً وأنهم كانوا يؤيدونه ظناً منهم أن رأيه هو الأصوب والأفضل’’ .. رفض الرجل الحكيم عذرهم وقال لهم ’’منهجي كان واضحاً لكم وقد استطاع ’’س’’ ورفاقه أن يميزوه ويعلموا أنه الصواب لكنكم ملتم عن هذا المنهج وفقاً لأهوائكم ورغباتكم .. ’’ وتركهم الرجل وهو يكرر ’’لست منكم ولستم مني’’ .. وانتهي الأمر بمشهد لـ’’ص’’ وأتباعه يتلاومون .. وكانت حسرة ’’ص’’ مضاعفة لكنها حسرة مشوبة بالغضب.. غضب من رفاقه الذين خذلوه وعلقوا الذنب كله عليه وحده .. وغضب من الرجل الحكيم الذي لم يقدر جهده وسهره وتعبه وكل ما فعله لأجله ..
أما الرجل الحكيم فرغم اطمئنانه ببقاء نصف بنائه تماماً كما كان بل زاد عليه إقبال الزائرين عليه .. إلا أن فقدانه لبقية البناء كان يملؤه بالأسي والحزن لأنه ,,لم يكن هناك مؤمتمنين ليحافظوا عليه كما أراده صاحبه بل حافظوا عليه كما أرادوه لأنفسهم فأهدروا ما أمضي الرجل عمره يبني فيه,, ..
والآن ..
تُري ..
هل أخطأ ’’ص’’ وأتباعه في حق الرجل الحكيم ..؟؟ وهل أساء الرجل الحكيم لمجهود ’’ص’’ ومن معه..؟؟.. وهل كان ’’س’’ أم ’’ص’’ أكثر حباً للرجل ..؟؟.. و.. هل فيه حد فاهم أي حاجة..؟؟ | |
|