ام محمد
عدد الرسائل : 9
| موضوع: وذلك اضعف الايمان الجمعة 22 أبريل - 17:38:53 | |
| قال سبحانه وتعالى :
"كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ
ويقول صلى الله عليه وسلم :
" من رأى منكم منكراً فليغيره بيده , فإن لم يستطع فبلسانه , ومن لم يستطع فبقلبه , وذلك أضعف الإيمان "
إن هذا الحديث الشريف قد وجد من يستخدمه إستخداما خاطئاً ربما بحسن نية وربما بعدم تعمق في
كلماته ولكن النتيجة إننا دفعنا ثمناً غالياً
وهو ما فعلته بعض الجماعات المتشددة وكلفهم الكثير والكثير
وتشويهاً لسمعة المسلمين وما يتخذونه الكفار زريعة لنشر أن الاسلام دين الارهاب
ناهيك عما يسيىء للفكر والعلماء الذين يأخذون عنهم دينهم فيكون الضرر المترتب عن التغيير أكبر من النفع
ونوضح إن صيغة الأمر في الحديث الشريف موجهه إلى " منكم " إن منكم هنا تعنى
التخصص من رأى منكم سيارة مسرعه فليوقفها , هذا أمر لرجال المرور , ومن رأى منكم مريضاً فليعالجه أمر للأطباء هكذا شرط تنفيذ الأمر أن يكون الشخص
قادراً على تغيير المنكر بوسائله الثلاث اليد واللسان والقلب , إن لم يستطع بيده فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه , قلبه هو لا قلب غيره .
إذن هو يمتلك مقومات التغيير كلها ويندر من الناحية الفعلية أن تجد مثل هذا الشخص ومن ثم فإن كلمة " منكم "
محصورة فيمن يملك تلك المقومات وليس كل من رأى ذلك . وقد درج الناس على فهم ترتيب القوه ( قوة تغيير المنكر) كالتالي : اليد ثم اللسان ثم القلب وكأن اليد أقوى من اللسان واللسان أقوى من القلب ,
وهو غيرمنطقي لا يمكن أن يكون القلب هو أضعف الإيمان كما يفهم الناس ما في الحديث الشريف وكلنا نعلم أن" الإيمان هو ما وقر في القلب وصدقه العمل " إما باليد أوباللسان
إذن القلب هو الأقوى ثم أنه منطقياً أن تكون وسائل تغيير المنكر متدرجة من
الأضعف إلى الأقوى وليس العكس لو فشل الأضعف في التغيير يأتي الأقوى ولو
فشل الأقوى يأتي الأشد قوه كأن تقول إنني لا أستطيع أن أحمل هذا الثقل فإن
لم يستطع من هو أقوى منى يأتي من هو أقوى منا نحن الاثنين , لكن ما الذي
جعل الناس تستسهل الترتيب الخاطئ ؟ لو عدنا إلى الحديث الشريف سنجد من "
رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه
وذلك أضعف الإيمان " إن ذلك اسم إشارة يعود على البعيد لا القريب يعود على
اليد وليس القلب , لو كان اسم الإشارة وهذا أضعف الإيمان لكان القلب هو الأضعف .
إن القلب لو كان متصلاً بالله سبحانه وتعالى وصاحب دعوه مستجابة فإنه لابد
وأن يكون قوياً ونافذاً ومتجاوزاً قوة اليد , إن سيدنا إبراهيم عليه السلام عندما كسر الأصنام بيده لم يمنع عبدتها من أن يعبدوها مره أخرى أشد صلابة وأكثر زينه .
أما رسول الله عليه الصلاة والسلام فإنه عندما دخل الكعبة بعد فتح مكة لم
يكسر الأصنام بل نزع احترامها من قلوب الناس فغير هذا المنكر بقلبه , غير
قلوب الناس نحوها فلم يعد الذين يعبدونها يحترمونها فماتت واقفة في مكانها , إن أضعف الإيمان عائد على اليد وليس القلب ومن ثم فليس من الحديث الشريف
إحالة ولا إستحاله لأن من أمروا بالتغيير لم يكلفوا فوق طاقتهم كما يشير
القرآن : " لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا " فالمأمورون في هذا الحديث
الشريف هم القادرون على مقوماته , اليد واللسان والقلب معاً , فلم تؤمر فئة بجزء التغيير باليد , ولم تؤمر فئة بجزء آخر للتغيير باللسان , ولم تؤمر
فئة ثالثه بما تبقى التغيير بالقلب المأمورون مأمورون بالثلاثة وفى حدود
الإستطاعه والقدرة ودون هدر الإمكانيات وتبديد الطاقات .
إن الحكيم من يضع الشيء في نصابه وأهل الحكمة إذا أعطوها إلى غير أهلها
ظلموها وإذا حجبوها عن أهلها ظلموهم ومن ثم لا يجوز الاستسهال في تفسير هذا الحديث الشريف وإلا هلك الناس وهلك الخير , وهو ما حدث في سنوات العنف
الذي تصور البعض أن هذا الحديث سند شرعي له فيما يفعل وما يرتكب فليس للعنف مجال في هذا الحديث لأن الذي يستخدم العنف مع قوم لا كلمه له عليهم يسبب
فتنه ويحدث الشغب ويوقع الضرر ثم إنه لم يستخدم المعروف ولم يستوعب أخلاق
النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى :
"فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنْ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ
وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ "
هذه هي أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم
والغائب عن بعضنا فى معنى الحديث أن تغيير المنكر بالقلب . . أقوى الإيمان ؟ ؟
وفى النهاية أهمس الى ابنائى الأفاضل ببعض الأمورالتى أرى أننا مقصرون فى بعضها
ووجب علينا أن نعض عليها بالنواجز ونطبقها على أنفسنا قبل تغيير المنكر ولو بأضعف الايمان
أن نعلم جميعا أن المولى عز وجل قد أمرنا فى الاية الكريمة
أن نأمر بالمعروف قبل أن ننهى عن المنكرفكان من باب أولى أن نأمر أنفسنا بالمعروف قبل أن أأمر غيري
أو انهيه عن منكر فلا يصح أبدا أن أن يشغلنى نهى عن منكر عن تأدية الفروض الخمسة فى المسجد
أو يشغلنى عن بر والديا أوتقديمه عن حاجتهم لى أوأهمل فى المحافظة على مصدر رزقى بحجة
اننى أقوم بعمل فيه خير أو أكون حاد الطباع فى التعامل مع الاخرين
أمور كثيرة لم يحضرنى ذكرها الان فكيف أكون مقصر فى أمور ترقى الى انها مفروضة عليا
ولا يمكن أن يقوم بها غيرى وأنشغل فى بعض الامور ممكن أن تكون ليست فرض
أو ممكن تسيىء لعامة الملتزمين أو لمشايخنا الربانيين
وتنتشر الشائعات بأن أصحاب الفكر الفلانى أو السلفى مثلا يقطعون أذن هذا ويطبقون الحدود ولا يفهمونها
وتكيل لهما التهم والافتراءات من المغرضين بذلك نضر الدعوة أكثر من أن نفيدها
وأخيرا الموضوع قابل للتصحيح وابداء وجهات النظر حتى يكتمل
وكيف يرى الجميع هذا الامر ولكل منا وجهة نظره المختلفة
والثابت هو ما أمرنا به الله ورسوله
| |
|
ابو عبد الرحمن مهدى
عدد الرسائل : 1068
| موضوع: رد: وذلك اضعف الايمان السبت 23 أبريل - 2:18:34 | |
| جزاكى الله كل الخير امى الكريمه واتمنا ان تكونى دوما بمنتداك واسال الله ان يصلح حالك على هذا الموضوع القيم الذى يجب ان نقراه مرات لانه الان وقته | |
|
ام محمد
عدد الرسائل : 9
| موضوع: رد: وذلك اضعف الايمان السبت 23 أبريل - 20:12:34 | |
|
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكر الله لك مرورك أبا عبد الرحمن
وأرجو أن تبلغ مضمونه لكل قريب منك
وأنت تعلم من أقصد
أسأل الله أن يقينا الفتن ما ظهر منها وما بطن
| |
|