قال تعالى: {والله جعل لكم من أنفسكم أزواجًا وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة ورزقكم من الطيبات أفبالباطل يؤمنون وبنعمة الله هم يكفرون}
[النحل: 72]. وقال: {يهب لمن يشاء إناثًا ويهب لمن يشاء الذكور. أو يزوجهم ذكرانًا وإناثًا ويجعل من يشاء عقيمًا إنه عليم قدير} [الشورى: 49-50]. وقال (: (تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم)
[أبو داود، والنسائي].
فاستمرار النسل له أهمية كبري في حياة الإنسان لاستمرار وجوده وأداء رسالته في إعمار الأرض، إلا أن العقم قد يصيب أحد الزوجين -أو كليهما- فيمنعهما الذرية الصالحة.
وقد اكتشف العلم وسيلة (التلقيح الصناعي) لعلاج حالة العقم عند الزوج أو الزوجة، أو عند تأخر الإنجاب في عدد من الحالات منها:
- انسداد قناتي فالوب الممتدتين على جانبي الرحم أو عدم وجودهما أصلاً.
- وجود أجسام مناعية في إفرازات عنق الرحم والمهبل.
- قلة عدد الحيوانات المنوية عند الرجال.
طرق التلقيح الصناعي:
تتعدد طرق التلقيح الصناعي، ولكنها تنقسم إلى: مباح وفق الضوابط التي وضعها الإسلام، أو حرام لتعارضه مع مبادئ الشريعة الإسلامية، ويمكن عرض هذه الطرق على النحو التالي:
الطرق الجائزة ومنها:
- أخذ النطفة الذكرية من الزوج، ثم حقنها في رحم زوجته بطريقة التلقيح الداخلي.
- أخذ عينتين إحداهما من ماء الزوج والأخرى بويضة الزوجة، ويتم تلقيحها خارجيًّا في أنبوب اختبار، ثم تزرع اللقيحة في رحم الزوجة صاحبة البويضة.
الطرق المحرمة ومنها:
- إدخال مني رجل معين، معروف للطبيب، غير معروف للزوجين، إلى رحم امرأة بعد موافقتها وموافقة زوجها، بشرط أن لا يعرف المعطي لمن ستعطى مادته.
- جمع مني رجال كثيرين، والتبرع بذلك للبنك الذي يحتفظ بهذه المادة، وتلقح بها المرأة الطالبة للتلقيح.
- التلقيح الخارجي في أنبوب اختبار بين نطفة رجل وبويضة امرأة ليست زوجة له، يسمونها متبرعين، ثم تزرع اللقيحة في رحم امرأة أخرى متزوجة، تكون لديها رغبة في الإنجاب، وهذا في حالة الزوجة العقيم بسبب تعطل المبيض، مع سلامة الرحم، وكذلك في حالة الزوج العقيم.
ضوابط التلقيح الصناعي:
وضع الفقهاء عددًا من الضوابط التي تصون الفرد والأسرة والمجتمع، منها:
- الاحتياط الشديد جدًّا في حفظ البويضة من أن تختلط بغيرها من البويضات الملقحة.
- حضور الزوج أو من يثق به لعملية التلقيح من أول أخذ النطفة والبويضة حتى وضعها في رحم المرأة.
- تسجيل بيانات العملية بصورة كاملة، تجنبًا لأية ظروف قد تؤدي إلى اختلاط الأنساب.
- توافر الثقة في القائمين على عملية التلقيح.
على أن يغلف الأمر من بدايته الإيمان بقضاء الله وقدره، مصداقًا لقوله : {لله ملك السموات والأرض يخلق ما يشاء ويختار يهب لمن يشاء إناثًا ويهب لمن يشاء الذكور. أو يزوجهم ذكرانًا وإناثًا ويجعل من يشاء عقيمًا إنه عليم قدير}
[الشورى: 49-50].