( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَان)[1]
شهر رمضـان
هذا الموسم إذا أردت أن تكون من المغفور لهم إن شاء الله يلزمك أن تستقبله ببعض الآداب وبعض الأشياء الشرعية التي إذا عملت بإذن الله كنت عليا بأن يغفر الله لكم
شهر الدعوات و الرحمات
يا سيدي الرحمة , يا باسط اليدين بالرحمة
اللهم اجعل القرآن العظيم شفيعنا وحجة لنا لا حجة علينا
اللهم اجعل أمرنا مقبولا وسعينا مشكورا ولا تجعل فينا محروما
برحمتك يا ارحم الراحمين
شهر رمضـان
رمضان تقدس موعده و أنار الكون تجدده
برحابك يا رمضان الخير نطيع الله و ونعبده
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أما بعد
العنوان أخواتي الكريمات كما سمعتن مخالفات الشرعية في رمضان
رمضان يفرح بدخوله كثيرا من الناس , منهم من يكون من أهل الدنيا يفرح بدخول رمضان , فهذا التاجر يفرح لان رمضان قد دخل وبضاعته سوف تروج وتجارته سوف تربح فهو يفرح برمضان لكن ليس لله جل وعلا , وذاك يفرح بدخول رمضان لأجل اللعب واللهو والسهر والمرح وقضاء الأوقات في المباح أو إن لم يكن من هذا بالحرام فهو يفرح برمضان ولكن ليس لله عز وجل , وهذا يفرح بدخول رمضان لأجل ما يعرض في التلفاز من مسلسلات ومسابقات وأفلام وبرامج وقضايا خاصة بما حرم الله فهو يفرح بدخول رمضان ولكن ليس لله عز وجل , ومن الناس من يفرح بدخول رمضان لأجل الدعاء والقرآن والصلاة والذكر والعبادة ولهذا يفرحوا لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين "[2] , وفي رواية فيها زيادة قال : " وينادي مناد يا باغي الخير أقبل ، ويا باغي الشر أقصر ولله عتقاء من النار ، وذلك كل ليلة "[3] . إنه رمضان يفرح المؤمن بدخوله بل بقدومه بل يفرح إذا اقترب هذا الشهر ويبكي لفراقه لان الله عز و جل كتبه فهو يفرح لان الله كتبه عليه ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ )[4] , لم يكتبه الله عز وجل لأجل المشقة ولا لأجل التعب ولا لأجل التكليف فقط بل قال الله عز وجل : ( كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ ) لـِمَ يا رب !! ( لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ )[5] يفرح المؤمنون بقدوم هذا الشهر لِـمَ ؟ لأنه شهر التوبة فكل من زلت زلة أو كل من أخطأت خطأ ومن وقعت في معصية تنتظر هذا الشهر بفارغ الصبر لِمَ ؟ لترفع يدها إلى الله عز وجل لعل الله يجعلها من عتقائه من النار ولله عتقاء من النار وذلك في كل ليلة.
مضى رجبٌ فما أحسنت فيه وولى شهر شعبان المبارك , فيا من ضيع الأوقات جهلا أفق ، أفق و أحذر بوارك , فسوف تفارق اللذات قصرا ويخلي الموت كرها منك دارك , تدارك ما استطعت من الخطايا لتوبة مخلص واجعل مدارك , على طلب السلامة من جحيم فخير ذوي الجرائم من تدارك .
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً )[6] , توبة نصوح ليست أي توبة فتستغل المؤمنة الصادقة هذا الشهر لأنه وقت فضيل تستغله في التوبة لله عز وجل من الذنوب من الخطايا من المعاصي , فيا هنيئا لهذه المرأة وهنيئا لتلك التي ما خرج رمضان إلا وقد عتقها الله من النار, وهنيئا لهذه التي ما مضى رمضان إلا وقد غفر الله ما تقدم من ذنبها وما تأخر , تفرح بقدوم هذا الشهر شهر المغفرة شهر العتق من النار شهر التوبة , فتفرح تلك المرأة وتعد الأيام عدا لقدوم شهر رمضان لأنه شهر القرآن الذي أنزله الله عز وجل فيه والذي يتفرغ فيه المؤمن و الطائع لله عز وجل من كل شيءٍ إلا من قراءة القرآن قال الله جل وعلا في وقت هذا الشهر ( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ )[7] .
حُق لشهر مثل هذا انزل الله فيه القرآن حُق لشهر مثل هذا أن نعتكف فيه على قراءة القرآن هذا الشافعي عليه رحمة الله تعرفن يا إماء الله كم كان يقيم القرآن في رمضان ؟؟؟ يختمه ستين مرة أما الإمام مالك إمام دار الهجرة كان إذا جاء رمضان اقفل الكتب و أغلقها وترك المجالس إلا مجالس القرآن يعتكف على قراءة القرآن وعلى تلاوته وعلى مراجعته وعلى مدارسته قال الله عز وجل : ( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا )[8] .
من النساء في رمضان من يمر عليها الشهر وما ختمت القرآن ولا مرة واحدة ولا مرة واحدة ما ختمت القرآن , سبحان الله رمضان يمر وليس الختم بواجب ولا نقول إن هذا الأمر واجب ولكن أي تقصير في العبادة أعظم من هذا , رمضان الناس كلهم يعتكفون على كتاب الله الصغير والكبير الغني والفقير كل الناس تجدهم يمسك المصحف الذي هجر القران أحد عشر شهرا ليختمه في رمضان وهذا تقصير وهذا هجران ولكن أي هجر أعظم من امرأة يمر عليها الشهر كله ولم تختم القرآن ولا مرة واحدة , هذا الشهر شهر عظيم فيه ليلة يقول الله عز وجل عنها : ( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ* وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ* لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ )[9] , خير هذا الليلة من ألف شهر .
أمـة الله , كيف إذا وفقك الله لقيام تلك الليلة من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه , أمة الله يجب قبل الصيام أن نطلب العلم ونحن في هذا المكان وهذا المجتمع غير معذورات في تقصيرنا في طلب العلم نسأل عن كل أمر كم من النساء من تجامع في نهار رمضان وكم من النساء تفعل المحرمات في نهار رمضان وكم من النساء من تفعل المعاصي في نهار رمضان وهي لا تدري , ترتكب المحرمات وتقع في المحذورات وتأتي المفطرات ثم بعد هذا تسأل ما حكم صيامي فعلت كذا وكذا يجب أن تتعلم العلم قبلهم والله عز وجل يقول : ( فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ )[10] .
المخالفات التي سوف نذكرها هذه بعض من كثير وغيض من فيض , مخالفات الناس في رمضان كثيرة جداً وما سوف أذكره ليس كله حرام فبعضه لا يجوز وبعضه مكروه وبعضه خلاف أو لا والله عز وجل قسم الناس قال : ( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ )[11] , يعني من الناس من يقع في المحرمات ومنهم مقتصد ما يفعل المحرمات و لكنه قليل الطائعات ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله أعلى الناس مرتبة هو فقط لا يقع في الحرام بل حتى المكروه يتجنبه بل حتى تجدينها المستحبات تحرص عليها لا تبالي مستحب أو واجب تفعل ، تفعل إذا كان الأمر ما يحبه الله عز وجل و إذا كان الأمر فيه شبه بين الحرام والحلال تتركه وتتجنبه خوفا أن تقع في الحرام هذه أعلى المراتب في الناس أول مخالفة وسوف نسرد المخالفات سردا لضيق الوقت :
المخالفة الأولى :
أول مخالفة من مخالفات الصيام أن بعض النساء قد تصوم رمضان ولا تصلي أو لا تصلي إلا في رمضان , والله جل وعلا قال عن الصلاة قال : ( فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينَ )[12] , وقال عليه الصلاة والسلام : " إن بين الرجل والكفر والشرك ترك الصلاة "[13] وقال : " العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر "[14] .
فبعض النساء تنام عن صلاة الفجر حتى تطلع الشمس أو تنام عن الظهر حتى يدخل وقت العصر أو تنام عن بعض الصلوات حتى يخرج وقتها , فهي تحافظ على الصيام وهي مشكورة على هذا لكنها تضييع ما هو أهم من الصيام وهي الصلاة والله جل وعلا يقول : ( فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً )[15] .
المخالفة الثانية :
المخالفة الثانية أن بعض النساء تصوم قبل رمضان بيوم أو يومين , وإذا سألت لم تقول احتياطا لربما يدخل رمضان والناس لا يدرون أو لربما طلع الهلال وما رآه الناس , فهي تصوم احتياطا نقول هي وقعت في المحظور لان النبي صلى الله عليه وسلم قال " لا يتقدمن أحدكم رمضان بصوم يوم أو يومين، إلا أن يكون رجل كان يصوم صومه، فليصم ذلك اليوم"[16] , أي إذا كان متعود على صيام نفل وكان هذا اليوم يوم خميس مثلا أو أثنين أو أحد الأيام التي اعتادت على صيامها فإنها تصومه ولا ريب في هذا , ولكن إن قصدت الاحتياط والتقديم على رمضان لأجل الشك فإنها قد تقع معصية النبي صلى الله عليه وسلم .
المخالفة الثالثة :
أن بعض النساء هداهن الله في رمضان تقع في المعاصي هي تعبد الله عز وجل ثم تحطم عبادتها أو تضيع بعض أجورها ولربما تصوم وليس لها من الصيام إلا الجوع والعطش من هذه المعاصي الذي تكثر في رمضان منها التلفاز فبعض النساء هداهن الله تجلس من الصباح إلى المساء أو بعد الإفطار إلى طلوع الفجر تقضي وقتها أمام التلفاز ، ولا يخفى عليكن أيتها الأخوات الكريمات ما يكون في التلفاز في رمضان خصوصا وفي غير رمضان عموما من الأغاني والطرب والموسيقى وبعض الأفلام والمسلسلات التي هي قد يدخلها بعض الأمور الخليعة أو الجنسية أو الأمور المحرمة فهي تصوم عن المباح ثم بعد هذا تقع في الحرام فالطعام والشراب قد أحله الله و أباحه الله جل وعلا تركت المباح لله جل وعلا ولا تستطيع أن تترك الحرام لله جل وعلا , ومن النساء من تقضي ليلها ونهارها في الزمر والطرب وفي أشرطة الأغاني والموسيقى والمعازف إذا سـُألت تقول اقضي النهار أو اقضي الليل في هذا , هي بهذا الفعل تذنب كثيرا من اجرها إن هذه حصلت على أجر الصيام قال عليه الصلاة والسلام : " من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه "[17] , أي حاجة وأي فائدة لكي يا أمة الله أن تصومي عن الطعام وعن الشراب وعن الجماع الذي هو مباح ولربما يكون واجب في بعض الأحيان أي داع أن تتركي هذا كله ثم تقعي في غيبة بعض النساء تجلس بعض النساء في نهار رمضان أو في ليالي رمضان تتكلم على فلانة وعلى علانة وعلى فلان وعلى هذا البيت وعلى تلك الأسرة هي صامت و أفطرت على لحوم البشر , قال الله عز وجل : ( وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ )[18] , بعض النساء في نهار رمضان وهذا لازلنا في المخالفة الثالثة في نهار رمضان أو ليالي رمضان لا تحلو لها الأسواق ولا التجول في الأسواق إلا في ليالي رمضان لهذا نجد الأسواق في ليالي رمضان مكتظة بالناس بل إن بعض الناس وبعض النساء لا تذهب إلي الأسواق لحاجة فقط لأجل السوق لأجل التجول ولأجل التسكع في الأسواق وفي الشوارع تقول لها لم تقول هي عادة تعودناها في ليالي رمضان إن نذهب إلى الأسواق لربما تقع في الحرام ولربما تتطيب فتذهب إلى الأسواق ولربما تتبرج بعض الشيء ولربما تخالط الرجال و تتميع في الكلام مع بعض الباعة هي تضيع أجرها وصيامها لأجل هذه المحرمات تركت أحب البلاد إلى الله لتذهب إلى أبغض البلاد إلى الله وهي تقول عادة تعودناها في رمضان بل بعض النساء وللأسف في ليالي رمضان تخرج متبرجة متعطرة وسوف نأتي لهذا إن شاء الله لاحقا .
المخالفة الرابعة :
المخالفة الرابعة بعض النساء تظن أن في رمضان السواك بعد الزوال محرم وهذه مخالفات إماء الله بعضها مشترك الرجال مع النساء فيها وبعضها يخص النساء دون الرجال , بعض النساء تنكر على من تسوك في رمضان بعد الزوال- يعني بعض الظهر- تظن إن السواك بعد الظهر حرام أما قبل الظهر حلال وتستدل بحديث تسوكوا في الغداة ولا تتسوكوا في العشي وهذا الحديث لا يثبت وهو غير صحيح فالسواك في نهار رمضان أوله وآخره مباح بل مستحب لقول النبي صلى الله عليه وسلم قال : " السواك مطهرة للفم مرضاة للرب "[19] وكان يستحب عليه الصلاة والسلام السواك عند كل وضوء وعند كل صلاة و لا دليل على تحقيق أول النهار دون آخره ففي نهار رمضان السواك مستحب أوله وآخره , أما ما وجد هذه الأيام من السواك الذي هو بطعم النعناع وبطعم الليمون وبطعم غير هذا فإنه كما قال شباب العلماء لا يجوز أن يتسوك به في نهار رمضان لان فيه زيادة عن السواك طعم لربما يصل إلى الجوف .
المخالفة الخامسة :
المخالفة الخامسة بعض النساء هداهن الله يؤذن الفجر فتأكل وتشرب تقولين لها لمَ تقول يجوز أن آكل واشرب حتى يقول الصلاة خير من النوم وبعضهن والله كما سألن عن هذا تأكل حتى الإقامة تقول يجوز أن آكل حتى تقام الصلاة وهذا كله من الجهل بدين الله جل وعلا , فإذا كان المؤذن موثوقا بآذانه لا يتقدم بآذانه على دخول الفجر فإنه يجب بآذانه أن نمسك بقوله الله اكبر أن نمسك عن الطعام والشراب إلا لقمة في أيدينا أو إناءا أو شرابا نتمه إما أن نستمر بالآكل والشرب حتى قوله الصلاة خير من النوم , فإن هذه مخالفة قال عليه الصلاة والسلام : " فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم "[20] , إما أن علمنا مؤذنا يؤذن قبل دخول الوقت فلا عبرة بآذانه لان الله عز وجل يقول : ( وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ )[21]
المخالفة السادسة :
السادسة من المخالفات الإفراط في الأكل وكأن شهر رمضان شهر أكل وشرب فهؤلاء النساء و أولئك الرجال يذهبون قبل رمضان لشراء الطعام للتخزين المأكولات والمشروبات وهذا للإفطار وهذا بعد الإفطار بساعة وهذا بعد الإفطار بساعتين وهذا بعد القيام وهذا قبل القيام وهذا بين الأربع ركعات والتي تليها وهذا قبل الفجر بساعتين وهذا للسحور , وكأن الليل كله للطعام والشراب بل بعض النساء من الظهر إلى أذان المغرب في المطبخ ماذا تفعلين تطبخ عشرين صنف وإذا كان صنف واحد قد نقص في الطعام فيا ويلها ثم يا ويلها , فالزوج يزمجر ويغضب ويقلب المائدة على وجهها لان هذا الصنف غير موجود وكان شهر رمضان شهر أكل وشرب وليس شهر للصيام , بل وكم نسمع من النساء بل حتى من الرجال من يصيبه مرض التخمة في رمضان بل مرض السكر بل المستشفيات تتكالب عليها النساء والرجال في شهر رمضان لم لكثرة الطعام والشراب , بل يجلس بعض الناس من آذان المغرب إلى آذان العشاء على المائدة يكون ليس للجوع ولا العطش لا إلا لشيء واحد أكل لأجل الأكل فقط , بل يأكلون السحور طعام والله كأنه قادم على مفازة وعلى معركة وكأنه قادم على مهلكة , يأكل بالسحور أكلا لا يتحمله بطنه ولهذا البعض يأتي في الفجر لا يتحمل الصلاة أو يأتي للتراويح ما يتحمل الصلاة لأنه أكل أكلا والله لا يستطيع أن يأكله قبل رمضان في وجبتين أو ثلاث أكلها في وجبة واحدة . إذاً يا أمة الله شهر رمضان شهر صوم شهر جوع لله جل وعلا , نحس في هذا الشهر أننا جعنا لله عز وعلا , أما نأكل سحور لا نجوع به حتى الإفطار ثم نأكل أكلا كما قال عليه الصلاة والسلام : " فثلث لطعامه ، و ثلث لشرابه ، وثلث لنفسه "[22] , هذه جعلت الثلاث أثلاث كلها للطعام والشراب لا شيء للنفس أبدا لا تستطيع أن تتنفس بعد هذا , ثم إقامة صلاة التراويح أو القيام كأنها تقول أرحنا منها يا إمام وعجل علينا في الصلاة فإنني لا أستطيع أن