بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على خاتم الانبياء الهاشم الصادق الامين أبي القاسم محمد ابن عبد الله علية اطيب الصلوات والتسليم وعلى اله واصحابه اجمعين وسلم تسليما كثيرا اما بعد:-
أن من طبيعة المؤمن الثبات والتصميم والجزم ولعزم(أنما المؤمنون الذين اّمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا)أما أولئك(فهم في ربيهم يترددون)وفي قرارهم يضطربون وعلى أدبارهم ينكصون ولعهودهم ينقضون ان عليك ايها العبد اذا لمع بارق الصواب وظهر لك غالب الظن وترجح لديك النفع ان تقدم بلا التواء ولا تأخر..اطرح ليتا وسوفا ولعل**وامض كالسيف على كف البطل..لقد تردد رجل في طلاق زوجته التي أذاقته الأمرتين وذهب الى حكيم يشتكيه قال:كم لك من سنة مع هذه الزوجة؟قال:أربع سنواتقال:أربع سنوات وأنت تحتسي السم؟اصحيح أن هناك صبرا وتحملا وانتظارا لكن ألى متى؟ان الفطن يعلم ان هذا الامر يتم او لا يتم يصلح او لا يصلح يستمر او لا يستمر فليتخذ قرارا والشاعر يقول:وعلاج ما لا تشتهيه***النفس تعجيل الفراق.والذي يظهر من السير واستقراء احوال الناس ان الارباك والحيرة يأتيهم في مواقف كثيرة لكن غالب ما يأتيهم في أربع مسائل:الأولى:في الدراسة واختيار التخصص فهو لا يدري اي قسم يسلكه فيبقى في ذلك فترة وعرفت طلابا ضيعوا سنوات بسبب ترددهم في الاقسام وفي الكليات فيبقى بعضهم مترددا قبل التسجيل حتى يفوته التسجيل وبعضهم يدخل في قسم سنة او سنتين فيرتضي الشريعة ثم يرى الاقتصاد ثم يعود الى الطب فيذهب عمره شذر مذر ولو انه درس امره وشاور واستخار الله في اول امره ثم ذهب لا يلوي على شيء لاحرز عمره وصان وقته ونال ما اراد من هذا التخصص.الثانية:العمل المناسب فبعضهم لا يعرف ما هو العمل الذي يناسبه فمرة يعتنق وظيفة ثم يتركها ليذهب الى شركة ثم يهجر الشركة الى عمل تجاري بحت ثم يحصل على العدم والأفلاس والفقر ثم يلزم بيته مع صفوف العاطلين وأقول لهؤلاء من فتح له باب رزق فليلزمه فأن رزقه من هذا المكان ومن لزم بابا أوتي سهولته وفتحه وحكمته.الثالثة:-الزواج.وأكثر ما يأتي الشباب الحيرة والاضطراب في مسألة اختيار الزوجه وقد يدخل رأي الاخرين في الاختيار فالوالد يرى لولده امرأه غير التي يراها الابن او التي تراها الام فربما وافق الابن رغبة والده فيحصل ما لا يريده وما لا يحبه وما لا يقدمه ونصيحتي لهؤلاء ان لا يقدموا في مسأله الزواج بالخصوص الا على ما يرتاحون اليه في جانب الدين والحسن والمواففقه لان المساله مسألة مصير امرأه لا مكان للمجازفة بها.الرابعة:-تأتي الحيرة والاضطراب في مسأله الطلاق فيوما يرى الفراق ويوما يرى المعايشة ويوما يرى ان ينهي المعايشة واخر يرى ان يقطع الحبل فيصيبه من الاعياء وحمى الروح وفساد الرأي وتشتت الامر ما الله به عليم ان على العبد ان ينهي هذه الضوائق النفسيه بقراره الصارم ان العمر واحد وان اليوم لن يتكرر وان الساعه لن تعود فعليه ان يعيشها سعادة يشارك فيها بنفسه يشارك بنفسه في استجلاب هذه السعادة وتأتي هذه السعادة باتخاذ القرار ان العبد المسلم اذا هم وعزم وتوكل على الله بعد ان يستخير ويشاور صار كما قال الأول:أذا هم ألقى همه عنه***وأعرض عن ذكر العواقب جانبا.أقدام كأقدام السيل ومضاء كمضاء السيف وتصميم كتصميم الدهر وانطلاق كانطلاق الفجر(فأجمعوا أمركم وشركاءكم ثم لا يكن أمركم عليكم غمة ثم اقضوا الي ولا تنظرون).عجبا لنا!!! نريد من الناس أن يكونوا حلماء ونحن نغضب.ونريد منهم ان يكونوا كرماء ونحن نبخل ونريد منهم الوفاء بحسن الاخاء ونحن لا نؤدي ذلك.تريد مهذبا لا عيب فيه***وهل عود يفوح بلا دخان.وقالوا:من لأخيك كله.وقال اخر:ولست بمستبق أخا لا تلمه***على شعت اي الرجال المهذب.وقال ابن الرومي:ومن عجب الأيام أنك تبتغي المهذب***في الدنيا ولست مهذبا..استغفرك اللهم وبمحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك واشهد ان محمدا عبدك ورسولك والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته