قصة أصحاب الأخدود
جـاء في القرآن في سـورة الـبروج خمس آيات )من الآيـة4 إلى الآية8 ) بخصوص حادثة الشـهادة المؤلمـة للمسـيحيين المؤمنـين، والتـي حصلت قبل ظهور رسـول الله صلى الله عليه وسلم وهـي القصـة المعروفة بقصة أصحـاب الأخـدود، وهنـا نلفت نظركـم إلى قصتهم و التي تعلمنـا الإيثار والفداء ومـن جهة أخرى تعلمنا عاقبة الظالمين
توضيـح
ذو نواس كان آخر من ملك من حمير وكان ملكاً على اليمن، وسمي نفسه يوسف وقد تهوّد،ودعا
قبيلة حمير وسـائر الناس إلى دين اليهودية فاجتمعت معه حمير وسـائر قبائل اليمن على اليهودية وأقام في ملكه زماناً .
ولـكــن كــان بـنـجــران ، والـتــي فيهـا سـبعون قريـة وهـي مـن اليمـن، بقايـا قوم عـلى دين
النصرانيّة.
ذو نواس كان طاغوت وظالم وكان يريد أن يجعل الدنيا تحت إمرته وأراد أن يجعل جميع أهل اليمن
يدينون باليهودية .
وفي هذه الأجواء ، جاء رجل من نجران إلى صنعاء وذهب إلى قصر ذي نواس، لما وصل إلى القصر قال للحارس : لقد أتيت من نجران وأحمل رسالة للملك .
فقال الحارس :لا يمكنك اللقاء بالملك ،ولكن إن كنت تصر على ذلك فاصبر حتى يخرج الملك من القصر وستلتقي به .
وأخـبــر الـوزيــر الملـك بخـبر القـادم من نجران فسـمح لـه بالدخول ثـم قال له ذو نـواس :ما الأمر؟
النجـراني : أنـا مننجران ، وقـدحدث ما لا يحمد عقباه في نجران ، ومـن الممكن أن يسري إلى بقية
مدن اليمن بل إلى العالم كله .
ذو نواس : ماذا حدث؟
النجراني : دخل نجران دين جديد يسمى بالنصرانية، وقد آمن به عبّاد الأوثان ، وحتى بعض اليهود آمنوا بهذا الدين ، وقاموا بتعذيب اليهود الذين لم يؤمنوا بالنصرانية، فإن لم تنصرنا هلكت نجران .
فقـرر ذو نـواس، بعدمـا تحقـق في علل نفـوذ المسـيحية إلى نجران ، أن يسـير إليهـم ويحملهم على اليهودية، فجهّز جيشه وسار به إلى نجران وحاصروها .
فجمـع مـن كان بها على ديـن النصرانية ثم عرض عليهم ديـن اليهودية والدخول فيهـا، ولكنهم أبـوا عليـه وامتنعوا من اليهودية والدخول فيها فغضب ذو نـواس فخدّ لهم خدودا ًوجمع فيها الحطب وأشعل فيه النار .
أخاديد طاغوت اليمن
فأمر ذو نواس جنوده بأن يحرق المسـيحيين ، فأحرقهم بالنار وخلت نجران من النصرانيّة، ولم يبق فيها إلا اليهود .
جـاء في تفسـير عـلي بن إبراهيـم :أن ذا نواس وجنـوده جمعوا المسـيحيين وخيرّوهم بـين اليهودية والنـار، ولكنهـم قاوموا ولم يتركـوا دينهم واختـاروا القتل، فمنهم مـن أحرق بالنـار ومنهم من قتل بالسيف ومُثّل بهم كل مثلة، فبلغ عدد من قتل وأحرق بالنار عشرين ألفاً