زار رئيس وزراء بريطانيا غوردن براون عدداً من دول الخليج العربي، طالباً المساعدة ودعم النظام المالي العالمي من حكومات هذه المنطقة للدول المتعثرة بالأزمة المالية، ومذكراً أن صندوق النقد الدولي- اعطى هذا الصندوق جمهورية أوكرانيا في الوقت الراهن أكثر من14مليار دولار- بحاجة الى أموال طائلة لحماية الاقتصاديات المتعثرة دون ان يضع باعتباره مطلقاً مصالح الشعوب الخليجية التي تعاني دولها من تداعيات هذه الأزمة المالية، التي أتت على الكثير من أرصدتها المالية، وهو يعرف أكثر من غيره الضرر الذي حاق بهذه الدول والحكومات ومودعيها ومستثمريها في الغرب.
فقد استغلت الدول الغربية وخاصة أمريكا وبريطانيا وجود هذه الأموال العربية في مؤسساتهم المالية، واستفادت منها على كل الأصعدة لعدة عقود، وبعد أن استثمرتها بشكل فعلي وعلى ارض الواقع، لعبوا لعبتهم الكبيرة في مصادرتها باسم وحجة الافلاس.
والمعروف أن صندوق النقد الدولي هو وسيلة وأداة بيد الغرب لتهديد جميع الدول التي لا تخضع لسياساتهم ولا تدور في فلكهم، خاصة الدول العربية التي عانت الضرر المباشر وغير المباشر منه.
يجب أن يسمع رئيس وزراء بريطانيا بروان من زعماء هذه الدول الخليجية، أن هذه الأموال ملك لشعوبها فقط، ولا تقبل هذه الشعوب بأي حال من الأحوال بالتلاعب بمصير أموالها، لان بريطانيا والغرب عموماً لم يعرف عنهم - عبر التاريخ- أنهم قدموا وأعطوا شيئا مجرداً الا وعرفوا يقينا المردود المضاعف على الأقل من هذا العطاء غير المجاني، ونحن لسنا بصدد محاكمة الدور الانساني والتاريخي لسياسة بريطانيا في دورها التاريخي منذ عهد الاستعمار وتقسيم المنطقة العربية بموجب اتفاقية سايكس- بيكو عام 1916م، ووعد بلفور سيئ الذكر، وخلق الكيان الاسرائيلي والحفاظ على بقائه حتى يومنا هذا، تجدهم دائماً سباقون وفي المقدمة اذا ما سنحت لهم فرصة في ايذاء الأمتين العربية والاسلامية، حتى لو تطلب ذلك منهم الصبر عقوداً من السنين وانها سياسة مستمرة الى يومنا هذا، مما يؤكد أن هناك مؤامرة حقيقية على رأسمال العربي، وتحطيم مقدرات وامكانات الأمة العربية على كل الأصعدة، والشعوب العربية تعرف ذلك جيداً وتعرف أنها تتعامل مع سياسة بريطانية عدائية منهجية تاريخية ثابتة، لا تتغير بتغير الحكومات والساسة، وزيارة رئيس وزراء بريطانيا غوردن براون، تقع في هذا الاطار، وما هي الا صفاقة سياسية بريطانية ليس لها حدود!!.
د.سعود مشعل الشمري
مـــ ماجده ـلآك الروح